فــي الوقـت الذي ينتظر ان تطغى فيه جلسة مجلس الوزراء اليوم على المشهد اللبناني وخاصة لأنها ستناقش العديد من القضايا وابرزها حديث الوزير الياس المر عن هبة روسيا التي تتكون من عشر مقاتلات «ميغ 29» للبنان، تجمع عشرات الآلاف من اللبنانيين امس تضامنا مع الشعب الفلسطيني ورفضا للحصار الاسرائيلي على غزة، تلبية لدعوة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت في تظاهرة شعبية حاشدة.
ولفت نائب الأمين لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة له خلال المظاهرة التي دعا اليها السيد حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية تضامنا مع غزة الى أننا «جئنا اليوم (امس) تلبية لنداء المؤتمرات القومية والعربية الاسلامية والمؤتمر الخاص بالأحزاب وتلبية لنداء السيد نصر الله لنقف وقفة تعبير إضافة الى مواقفنا المعروفة مع شعب فلسطين الأبي»، مؤكدا أن فلسطين ستبقى القضية المركزية التي تعنينا ونعتبر أننا مسؤولون كما كل العرب للعمل لتحريرها من البحر الى النهر غير منقوصة أبدا.
ورأى الشيخ قاسم أن غزة تعاقب لأن أهل فلسطين اختاروا خيار المقاومة ومن حقها أن تختار ما تريد، مذكرا أن أهل فلسطين انتخبوا ممثليهم وفق الطرق المعروفة وهم حاصروا غزة لتغيير خيارها السياسي المقاوم للاحتلال.
واتهم مجلس الأمن بالتواطؤ والمساهمة في حصار غزة، كما اتهم الدول الكبرى والعربية بالشهادة على التواطؤ على النساء والأطفال لمنع الخبز عنهم.
وأضاف الشيخ قاسم «أيها الجبناء في العالم ما هكذا تعاقب غزة.
طفل غزة أشرف منكم وسينتصر بإذن الله، لأن شعب فلسطين لا يهزم لأنه شعب مقاوم».
وانتقد اجتماع مجلس الأمن واتخاذ القرار 1850، معتبرا أنهم اجتمعوا ليعطوا صورة جيدة عن الولايات المتحدة ولصرف النظر عن حصار غزة، مؤكدا أن اجتماعهم لن يزيد مقاما في أمتنا التي تعلم أن أميركا هي رأس الارهاب.
وشدد الشيخ قاسم على وقوف حزب الله بجانب أهل غزة في قضيتهم العادلة، رافضا «التسوية الظالمة الفاشلة المهينة»، ومؤكدا أننا «مع المقاومة التي تحرر كامل التراب الفلسطيني والتي تعيد فلسطين الى أهلها»، مضيفا «ليبحث من أتى من خارج فلسطين عن مكان آخر يستوطنه».
وبالعودة الى الملف السياسي الداخلي وصف رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط الهبة الروسية المتمثلة في تقديم 10 طائرات من طراز «ميغ 29» إلى الجيش اللبناني مع برنامج تدريب للطيارين اللبنانيين في روسيا أنها خطوة جبارة ونوعية، مشيرا الى أن «روسيا مع الاستقرار والعدالة في لبنان ومع سيادة لبنان».
وأكد على ضرورة أن يكون الجيش في البلد السلطة العسكرية الوحيدة على الساحة اللبنانية، وأشار إلى أنه من الغباء إذا كان البعض يريد أن يتحفظ على تسليح الجيش اللبناني وتعزيز قدراته الدفاعية.
وفيما يتعلق بامكانية شراء اسلحة للجيش اللبناني من دول أخرى، أشار جنبلاط ـ في حديث الى تلفزيون «روسيا اليوم» ـ إلى أن الأميركيين وعدوا بإعطاء لبنان دبابات حديثة، لكن المشكلة تتعلق بالتمويل.
فلبنان، حسب قوله، لا يملك المال الكافي لشراء السلاح.
ولدى حديثه عن الانتخابات البرلمانية القادمة وشتى السيناريوهات الممكنة لنتائجها أكد جنبلاط على أن «أي تعديل في اتفاق الطائف قد يحدث مشاكل أو توترات مذهبية.
لقد وجد اتفاق الطائف كتسوية لصلاحيات رئيس الجمهورية وتسوية بين المسلمين والمسيحيين».
وفي معرض تطرقه لقضية التوطين قال جنبلاط: «التوطين اسطوانة يجري عزفها من حين لآخر.
ولن يلغى إلا إذا ما قامت دولة فلسطينية قابلة للحياة في الضفة والقطاع.
وإلى ان يتحقق ذلك لابد من منح الفلسطينيين المقيمين في لبنان الحقوق المشروعة.
في غضون ذلك، علق رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة على مسار جلسة مساءلة الحكومة أمس الاول، معتبرا أنها كانت مجالا لتوضيح بعص الأمور التي لم يكن البعض يبذل مجهودا لتفهمها، لافتا الى أن المعلومات التي تحدثوا عنها كانت دائما موجودة ولكنهم كانوا يعملون على إخفائها، مؤكدا أن الدولة هي أول من وقفت لمواجهة أثار العدوان الاسرائيلي.
وتعليقا على نقل جلسة الحكومة اليوم من السراي الى بعبدا، أوضح السنيورة أن هذا من حق رئيس الجمهورية بحسب الدستور، مشيرا الى وجود تنسيق تام بينه وبين الرئيس ميشال سليمان.
وردا على سؤال حول موضوع حصة الحكومة من المجلس الدستوري وإمكانية حسمها في جلسة الغد، طلب السنيورة انتظار مناقشات الجلسة غدا، مشيرا الى أنه ليس بالضرورة طرح الموضوع في الجلسة اليوم.
السنيورة الذي كان يتحدث في دردشة مع الصحافيين عقب أدائه صلاة الجمعة، رحب بالهبة العسكرية الروسية وبأي مساعدة تأتي من شقيق أو صديق، لافتا الى أن «هذا حق لنا إذا لم يكن مشروطا بأي شرط».
واعتبر أن هذه الهبة مهمة من الناحيتين العسكرية والمعنوية لأنها تعطي شعورا أن هناك قدرة للبنان لحماية نفسه.
من جهة ثانية، التقى السنيورة في هذه الأثناء في السراي نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديڤيد هيل يرافقه السفيرة الأميركية ميشيل سيسون.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )