يبدو انه لم يكف إسرائيل ان يحصد عدوانها اكثر من 40 طفلا فلسطينيا و«اكثر من 385 شهيدا و1800 جريح بينهم اكثر من 200 في حال حرجة» بحسب مصادر طبية، لتوقف غاراتها وقصفها المتواصل منذ اربع ايام على قطاع غزة، حيث اعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت امس ان الهجوم على غزة لا يشكل الا المرحلة الاولى من خطة اسرائيلية يجرى تنفيذها في هذه المنطقة.
وقال اولمرت في تصريحات اطلقها بعد اجتماع عقده مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في مكتب الاخير بالقدس «ان هذه العملية ستتبعها سلسلة خطوات اخرى جرى اقرارها من قبل الحكومة الاسرائيلية».
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية ان اولمرت اصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بمواصلة العملية العسكرية الا انه «لم يحدد في هذا التعليمات موعدا لإنهاء العملية الإسرائيلية»، مشيرة إلى أن «هذه التعليمات جاءت في ختام نقاش أجراه في منزله بحضور وزير الدفاع ايهود باراك ورئيس الأركان الجنرال جابي اشكنازي ورؤساء الدوائر الأمنية الإسرائيلية».
من جانبه، ابلغ نائب وزير الجيش الاسرائيلي ماتان فلنائي الاذاعة الاسرائيلية امس «ان اسرائيل وجيشها تستعد لخوض اسابيع من القتال ضد الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وخاصة حركة حماس».
وقال فلنائي «اننا مستعدون تماما لخوض قتال متواصل قد يستمر اسابيع في قطاع غزة والذي سيشهد الكثير من المعارك المسلحة».
واضاف قائلا «اننا نريد تحقيق تغيير جوهري في الوضع الامني في جنوب اسرائيل وما يجرى من عمليات في قطاع غزة يضعف حركة (حماس) بمرور الوقت».
بدورها، اعلنت المتحدثة العسكرية الاسرائيلية افيتال لايبوفيتز ان القوات البرية جاهزة للتدخل ضد «حماس» في غزة، دون ان تكشف تفاصيل حول التوقيت المحدد لمثل هذا التحرك.
وقالت «ان القوات البرية جاهزة للتحرك، الجميع في مواقعه على الارض».
واضافت: «الخيار مطروح ويمكن تطبيقه، لكننا لن نضرب في الوقت الحاضر لا جوا وبحرا»، وقالت ان هناك «اهدافا كثيرة لم نضربها بعد».
وتابعت «اننا نتحرك طبقا للخطة الاساسية ونلاحظ بوادر ضعف في صفوف حماس، هذا لا يعني انها فقدت القدرة على اطلاق صواريخ على اسرائيل».
صواريخ غزية
في المقابل اعلنت مصادر طبية وعسكرية إسرائيلية مساء أمس الاول أن إسرائيليين اثنين قتلا وأصيب تسعة آخرون بجراح في هجمات صاروخية شنها نشطاء فلسطينيون على مدينة أشدود ومنطقة ناحل العوز.
وذكرت الإذاعة أن إسرائيليين اثنين قتلا وأصيب تسعة آخرون بجراح مختلفة فيما أصيب آخرون بحالات هلع ورعب جراء إطلاق نشطاء من قطاع غزة عددا من القذائف الصاروخية وقذائف الهاون وصواريخ جراد بالتزامن على مدينة اشدود ومنطقة ناحل العوز.
وأوضح مصدر طبي إسرائيلي أن جنديا قتل في منطقة ناحل عوز شرق قطاع غزة بينما أصيب أربعة آخرون وصفت جروح أحدهم بالخطيرة.
وذكر مصدر عسكري أن امرأة إسرائيلية قتلت وأصيب شخصان بجروح خطيرة وثلاثة آخرين بجروح طفيفة جراء سقوط صاروخ كاتيوشا قرب محطة للحافلات في إشدود.
ودعــت قيـادة الجــبهة الداخليــة الإســرائيلية السكــان في القرى المتاخمة لقطاع غزة إلى ملازمة الـملاجئ والأماكن الآمنة أو البقاء على مقربة منها.
غارات متواصلة
بالعودة الى غزة، واصلت طائرات الحرب الاسرائيلية امس غاراتها الجوية موقعة 14 شهيدا فلسطينيا من بينهم طفلتان و40 جريحا.
وقالت مصادر طبية فلسطينية «ان طيران الحرب الإسرائيلي شن صباحا غارة جوية على بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة الامر الذي ادى الى استشهاد طفلتين شقيقتين إضافة الى إصابه شقيق لهم بجراح».
واكدت المصادر «ان الطفلتين هما لمى حمدان «4 أعوام» وهيا حمدان «11 عاما» مشيرة الى ان «صاروخا اسرائيليا استهدف هؤلاء بينما كانوا يركبون عربة يجرها حمار لجمع الحطب في مكان قريب من منزلهم».
وعلى نفس الصعيد ذكرت المصادر «ان رجلا وامرأة استشهدا صباح امس في غارة جوية استهدفت مقرا للشرطة الفلسطينية يقع في بلدة القرارة جنوب قطاع غزة».
وقالت «ان طائرات الحرب الاسرائيلية اطلقت صاروخا نحو هذا المقر الامر الذي ادى الى تدميره فيما تضررت منازل عدة مجاورة له».
وحسب هذا المصادر «فقد استشهد رجل وامرأة تصادف مرورهما من المكان في هذه الغارة التي اوقعت عددا اخر من الجرحى.
وفي وقت سابق أسفرت غارات شنت فجر الثلاثاء عن سقوط عشرة قتلى وجرح 40 على الأقل بحسب المصادر الطبية الفلسطينية.
وفاة جريحين فلسطينيين
وبحسب مدير عام الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة بغزة معاوية حسنين، فإن عدد الضحايا في الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة منذ السبت ارتفع الى 363 بينهم 178 مدنيا منهم حوالى اربعين طفلا.
واضاف ان «بين الشهداء 178 مدنيا ومن هؤلاء الشهداء 39 طفلا دون سن السادسة عشرة و13 امرأة».
وأعلن مصدر طبي آخر وفاة فلسطينيين اثنين امس متأثرين بجراح كانا أصيبا بها السبت الماضي في غارات إسرائيلية على جنوب قطاع غزة.
وأوضــح المصدر أن أيمن أبـو مصطفي وهــو في العشرينيات مــن عمره وعـــــبد الكريم المجايـــــدة (44 عاما) توفيا متأثرين بجراحهما الخطيرة التي كانا أصيبا بها مع بدء الغارات الإسرائيلية على مقرات أمنية ظهر السبت الماضي.
استهداف الطواقم الطبية
كما أكدت مصادر طبية فلسطينية أن طــائرات الاحتلال الاسرائيلي استهدفت رجال الاسعاف أثناء محاولتهم اسعاف الجرحى الذين أصيبوا في القصف الذي استهدف مجمع الوزارات جنوب مدينة غــزة فجر أمس.
وأضافت المصادر أن ستة من رجال الاسعاف أصيبوا بالإضافة إلى سيارة اسعاف في قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية لسيارة إسعاف في غزة موضحة أن استمرار القصف أدى الى تراجع رجال الاسعاف عن انقاذ المصابين مؤكدة وجود مواطنين تحت أنقاض المباني المدمرة.
وفي الغارات الإسرائيلية على مختلف مناطق القطاع، استشهد أحد افراد الشرطة الفلسطينية بخان يونس جنوب قطاع غزة في عملية قصف بالصواريخ استهدفت أحد المقرات الامنية كانت الطائرات قد قصفته أمس الاول.
كما قصفت الطائرات الحربية مبنى وزارة الخارجية (المبنى الأخير في مجمع الوزارات) بمدينة غزة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )