بيروت ـ عمر حبنجر
خيم الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة، على الاجواء السياسية والأمنية في لبنان، في ضوء المعطيات المتوافرة التي ترجح حرب استنزاف يتبادلها الطرفان في محاولة لكل منهما لي ذراع الآخر بأقل ما يمكن من الخسائر.
الرئيس اللبناني ميشال سليمان دعا أمس الى عمل عربي مشترك عاجل للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والنظر في السبل العملية الكفيلة بوضع حد فوري لهذا العدوان، كذلك دعا الفلسطينيين الى توحيد موقفهم في مقاومة الهجمة الاسرائيلية الشرسة ضد غزة التي تعتبر عدوانا ضد الشعب الفلسطيني ككل، والتوافق على موقف موحد لاعتماده في مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية، وقد اجرى الرئيس سليمان سلسلة اتصالات مع قيادات عربية لهذه الغاية ومنها اتصاله بنظيره المصري حيث قدم له الاعتذار عن المظاهرات التي جرت امام السفارة المصرية في بيروت.
من جهته رئيس مجلس النواب نبيه بري، اعتبر ان ما حصل في مجلس الأمن، حيث كان «الفيتو» الاميركي بالمرصاد للقرار العربي الداعي لوقف اطلاق النار في غزة، كان متوقعا وغير مستغرب على الاطلاق وكأنما من رحل الدم العربي الفلسطيني وقضيته الى مجلس الامن لم يدرك بعد ان اسرائيل كيان يمثل استثناء لا تنطبق عليه القرارات الدولية، لكن وللاسف ما لم يكن متوقعا هو الا يستطيع العرب والحكومات التوحد وتجاوز خلافاتهم ويدركوا ان استهداف غزة واطفالها ونسائها على النحو القائم حاليا في ظل الصمت وعدم الحراك هو استهداف لكل مدينة عربية.
اضاف الرئيس بري: لكن قدر الشعوب هو ان تصنع انتصاراتها بسواعد ابنائها وكما في جنوب لبنان نحن على ثقة من ان اطفال غزة ومآذن مساجدها المدمرة فوق رؤوس المصلين قادرة على دحر آلة الموت الإسرائيلية.
وتابع الرئيس بري: «وعلى الرغم من الاجواء المدلهمة والمجازر السياسية، بالاضافة الى المجازر الانسانية بدأت تظهر بيارق النصر وأول بارقة هو توحد الشعب الفلسطيني في لبنان وداخل فلسطين وفي كل انحاء العالم بانتظار ان يتوحد العرب حول قضية كانت دائما توحدهم عندما كانوا يعلقون الآمال على أنفسهم.
جليلي التقى نصر الله: النصر عبر المقاومة
في هذا الوقت قال سعيد جليلي رئيس المجلس الأعلى للامن القومي الايراني الموجود في بيروت ان المقاومة والانتصار صنوان، معتبرا ان الاجرام الإسرائيلي يدل على مدى اليأس الذي يعيشه الاسرائيليون.
جليلي كان يتحدث من مقبرة «روضة الشهيدين» في ضاحية بيروت الجنوبية حيث زار ضريح القيادي في حزب الله عماد مغنية.
وقال جليلي ان الشهداء امثال مغنية اثبتوا ان طريق النصر لابد ان يمر عبر المقاومة.
التطورات في غزة كانت محور لقاء جليلي مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كذلك.
قلق أكثري من وجود جليلي
في المقابل بعض المصادر القريبة من 14 آذار، اعربت عن القلق لجولة رئيس المجلس الأعلى للامن القومي في إيران سعيد جليلي في لبنان، وقبله في سورية ثم عودته إلى لبنان في ضوء الدور الذي تقوم به ايران من خلال حماس والجهاد الاسلامي في غزة وحزب الله في لبنان.
وصدرت تعليقات تطرح علامات استفهام حول موقف حزب الله مما يجري في غزة، وما إذا كان سيتصرف عن عنديته كما حصل في يوليو 2006، ام يحصر تحركه من ضمن معطيات الموقف الرسمي للدولة.
امتدادا لحرب يوليو
السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله طمأن الى ان التوغل الاسرائيلي في غزة لا يحسم المعركة مادامت هناك مقاومة.
واكد نصرالله ان التوكل على الله ومنطق الحق وارادة المجاهدين والصمود سيؤدي الى الانتصار وسنكون امام انتصار الدم على السيف، داعيا الى عدم الخوف من انتصار المقاومة والمقاومين بل الخوف من هزيمتهم، حيث عندها قد لا تقف عند ضوابط او موانع، وقال: ان ما يجري دفاع عن فلسطين ومقدسات العرب والمسلمين وليس دفاعا عن ايران ولا سورية.
اما حزب الله فقد اصدر بيانا اعتبر فيه ان ما يجري في غزة الآن والانتخابات النيابية امتداد لحرب يوليو.
تظاهرات احتجاجية
في غضون ذلك تواصلت التحركات الاحتجاجية في لبنان ضد الغزو الاسرائيلي لقطــاع غــزة، وقــد نظمــت الجماعــة الاسلاميــة وحركــة حمــاس، مسيــرة شعبيــة حاشــدة جابــت شــوارع بيــروت، واقــامت اعتصامــا امــام مبنــى الامــم المتحــدة (الاسكــوا) فــي الوســط التجــاري، حيث القيت خطابات التأييد.
وفي اطار التحرك الاحتجاجي عينه اعتصمت المنظمات الشبابية اليسارية امام السفارة الاميركية في عوكر عند الثانية عشرة من ظهر امس.
وقد حاول المعتصمون اقتحام الشريط الشائك والعوائق الاسمنتية المحيطة بمجمع السفارة اضطرت القوى الأمنية الى استخدام خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع من اجل ابعادهم.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )