دافع وزير العدل البرازيلي خوسيه إدواردو كاردوزو عن إجراءات التجسس التي تجريها حكومة بلاده، وأكد أن هذه الإجراءات ليس فيها وجه شبه مع ما قامت به الولايات المتحدة. وقال كاردوزو ـ في تصريح نقلته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) امس إن الوضعين مختلفان كليا، واعتبر أن ما قامت به وكالة الأمن القومي الأميركي في البرازيل وغيرها من الدول هو اختراق للسرية ولسيادة البرازيل، بينما ما قامت به البرازيل هو مجرد إجراء لمكافحة التجسس تسمح به قوانينها.
وكانت العلاقات بين البرازيل وأميركا قد تعرضت لاهتزاز بعد تسريب معلومات حول تجسس وكالة الأمن القومي الأميركي على الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف وعلى عدد من مساعديها ، فيما كشفت إحدى الصحف أن البرازيل قامت بدورها بالتجسس على بعثات ديبلوماسية لديها خلال عامي 2003 و2004، وشملت تلك العمليات ديبلوماسيين من روسيا وإيران وأميركا، غير أن الوزير كاردوزو رأى أن التصرفات البرازيلية لم تخترق الحياة الشخصية أو سيادة دول أخرى، ما يجعلها تختلف بشكل واضح عن الإجراءات الأميركية (وفق تعبيره).
الى ذلك، قال مسؤول كبير في إدارة اوباما ان الولايات المتحدة تعمل لتحسين التعاون الاستخباراتي مع ألمانيا لكن من غير المرجح عقد اتفاقية «عدم تجسس» شاملة بين البلدين. ويجتمع مسؤولو استخبارات ألمان وأميركيون هذا الاسبوع في أعقاب تقارير عن ان وكالة الأمن القومي الأميركي راقبت الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل.
واجتمع مسؤولون ألمان بارزون في البيت الأبيض الاسبوع الماضي مع مستشارة الأمن القومي الأميركية سوزان رايس ومسؤولين أميركيين آخرين لمناقشة كيفية تحسين التعاون الاستخباراتي وتخفيف التوترات التي اثارتها التقارير بشأن ميركل.
وقال مسؤول بارز بالادارة الأميركية «اننا لا نتحدث حاليا عن اتفاقية (عدم تجسس) شاملة لكننا متفقون بالفعل على اننا بحاجة إلى العمل باتجاه تحديث التفاهمات بين بلدينا، وإذا فعلنا ذلك كما ينبغي فإنه يمكن ان يعزز علاقتنا». وبعد الوثائق التي كشف عنها إدوارد سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية بشأن تنصت مزعوم على ميركل تكهنت وسائل إعلام ألمانية بأن حكومة برلين ربما تسعى للانضمام إلى تحالف للتجسس يعرف باسم «العيون الخمس» الذي تقسم فيه الولايات المتحدة ومجموعة دول متحالفة ناطقة بالانجليزية العالم إلى قطاعات مستهدفة بالتنصت وتتقاسم النتائج.