انطلقت في جنيف امس جولة المباحثات الجديدة بين إيران ومجموعة «5+1» بشأن الملف النووي الإيراني، وذلك عقب تصريحات تفاؤلية لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف توقع فيها التوصل إلى اتفاق بين الطرفين خلال الأسبوع الجاري. وصرحت الناطقة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية جيل تيودور بأن المدير العام للوكالة يوكيا أمانو سيصل إلى طهران يوم الثلاثاء القادم. وكان ظريف قد أكد ـ في تصريحات للصحافيين عقب لقاء جمعه بالمفوضة العليا للسياسة الأوروبية كاثرين آشتون قبل بدء المباحثات ـ ان المفاوضات ستكون صعبة، ولكن إذا قدمت الأطراف المشاركة أفضل ما لديها، فإن هناك فرصة كبيرة للتوصل إلى اتفاق خلال يومي المباحثات التي تستمر حتى غد الجمعة أيضا في جنيف. وتزامنا مع انطلاق المباحثات حول «النووي» الايراني، أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، ان بلاده شاركت في اجتماع سري عقد في سويسرا بمشاركة إيران وإسرائيل. وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه في تصريح لراديو «سوا» الأميركي ان الاجتماع يهدف إلى بحث في إمكانية عقد مؤتمر لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. في هذا الوقت، صرح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي امس بأن إيران بصدد إنشاء محطات نووية جديدة. وقال صالحي ـ في تصريحات أوردتها وكالة أنباء فارس الإيرانية ـ «إننا بصدد إنشاء محطات نووية جديدة، نحتاج فيها إلى نحو ألف و500 مهندس». وأضاف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: «إننا بحاجة إلى الكثير من الكوادر البشرية المختصة في هذه المحطات النووية التي نعتزم إنشاءها». الى ذلك، عول الرئيس الإيراني حسن روحاني على دور النمسا في تسوية النزاع القائم حول الملف النووي الإيراني مع الولايات المتحدة والدول الغربية، لافتا إلى عضوية النمسا الحالية في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتخذ من مقر منظمة الأمم المتحدة في العاصمة النمساوية فيينا مقرا رئيسا لها. وقد أبرزت وسائل الإعلام النمساوية التصريح الذي أدلى به الرئيس الإيراني قائلا : «نحن نتوقع أن تقوم النمسا بدور نشيط »، لافتا إلى عضويتها الحالية في مجلس حكام الوكالة ومعلقا الآمال على مشاركة النمسا في إعادة ملف البرنامج النووي الإيراني إلى المسار الطبيعي، كما أشارت وسائل الإعلام النمساوية إلى الأجواء الإيجابية التي أحاطت بالمفاوضات الأخيرة بين وفد الخبراء الإيرانيين ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو في شهر أكتوبر الماضي.
جدير بالذكر أن الرئيس النمساوي هاينز فيشر كان قد التقى نظيره الإيراني حسن روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة في نيويورك خلال شهر سبتمبر الماضي، بالتزامن مع ظهور مؤشرات حول قيام النمسا بلعب دور الوسيط في النزاع الإيراني الغربي بشأن برنامجها النووي. كما قام وفد البرلمان الأوروبي برئاسة رئيس مجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين في البرلمان الأوروبي النمساوي هانس سفوبودا في وقت سابق بزيارة طهران بعد انتخاب الرئيس حسن روحاني.