أقر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس في حديث مع صحيفة بيلد بوجود «توترات» مع ألمانيا الحليفة الكبيرة للولايات المتحدة بسبب اتهامات التجسس لكنه أكد ان العلاقات بين البلدين المتحالفين ستبقى «قوية».
وتحت ضغط النواب تدرس الحكومة الألمانية حاليا إمكانية عقد جلسة استماع في موسكو لادوارد سنودن الذي سرب معلومات حول برنامج التجسس الأميركي على ألمانيا.
وردا على سؤال لصحيفة الأعمال بشأن تجسس وكالة الأمن القومي (ان اس ايه) قال وزير الخارجية الأميركي «بدون أدنى شك أدى هذا الوضع الى توترات مع ألمانيا والألمان».
لكنه أضاف ان «علاقتنا قوية وستظل قوية» و«في الأوقات الصعبة يعمل الأصدقاء بصراحة واحترام متبادل وألمانيا من أكبر أصدقاء الولايات المتحدة وإحدى اهم حلفائنا».
وبعد ان وصف انجيلا ميركل بانها «شريكة رائعة» اعتبر ان ملفات سورية وإيران واتفاق التبادل الحر بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن «ترتدي أهمية كبيرة تمنعنا من التعثر وتدفعنا معا قدما».
وأضاف «لذلك سنتخطى هذا الوضع معا»، مؤكدا «أنا أحب ألمانيا».
في هذا الوقت، قالت ديلما روسيف، رئيسة البرازيل، إنها كانت ستقوم بزيارتها للولايات المتحدة الأميركية، وما كانت لتلغيها، لو قد قدمت السلطات الأميركية اعتذارا عما قامت به وكالة الأمن القومي من تجسس على بلادها، ووعدت بعدم تكرار ذلك مجددا.
وكانت رئيسة البرازيل، قد ألغت في الـ 17 من سبتمبر الماضي، خططها للقيام بزيارة رسمية، في الشهر الجاري، إلى واشنطن بعد كشف تجسس الولايات المتحدة على اتصالاتها الشخصية واتصالات برازيليين آخرين.
ويعد قرار روسيف الذي جاء رغم اتصال هاتفي استغرق 20 دقيقة من الرئيس باراك أوباما، في ذلك الحين، لمحاولة إنقاذ الزيارة، ضربة كبيرة للعلاقات بين أكبر اقتصادين في الأميركيتين وقد يضر بمصالح الولايات المتحدة الاقتصادية مثل صفقة بيع طائرات مقاتلة بقيمة 4 مليارات دولار.
وأخذت العلاقات بين البرازيل والولايات المتحدة في التحسن بثبات منذ تولي روسيف الرئاسة في عام 2011 وقبل الكشف عن تجسس وكالة الأمن القومي الأميركية على رسائل بريد إلكتروني ورسائل نصية ومكالمات هاتفية بين رئيسة البرازيل ومعاونيها.
إلى ذلك، أعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف عن اعتقاده بأن الفضيحة التي أثارها الكشف عن تجسس أجهزة خاصة أميركية على المحادثات الهاتفية لزعماء أوروبا ستتقلص أصداؤها قريبا، لاعتماد القيادة الأوروبية على واشنطن.
ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية عن بوشكوف قوله ـ في تغريدة له على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي امس ـ «لا تبدو إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مضطربة بشكل خاص بفعل غضب أوروبا بشأن التجسس الإلكتروني.. وسيهدأ غضب أوروبا قريبا، فزعماؤها يعتمدون بشكل كبير للغاية على الولايات المتحدة».