بيروت ــ ريميال نعمة
تضاعف معدل البطالة في لبنان بسبب الحرب التي شنتها اسرائيل عليه ما يعكس طبيعة المشكلات الاساسية التي سيواجهها لبنان في مرحلة ما بعد الحرب، اذ تبدو البطالة والهجرة ظاهرتين خطيرتين، فقد اصابت اسرائيل في عدوانها الاخير لبنان في حجره وبشره كما اصابت موسمه الصيفي الذي كان يعول عليه سياحيا واقتصاديا وانمائيا، وقد شملت هذه الخسائر الاضرار في البنى التحتية والمساكن والمباني السكنية والتجارية ومحطات توزيع المحروقات والمنشآت العسكرية، عدا طبعا الخسائر الانسانية والتكاليف الناجمة عن عمليات الاغاثة للمصابين والنازحين والمؤسسات الصناعية.
وفي هذ النقطة الاخيرة تحديدا، يقول رئيس جمعية الصناعيين فادي عبود لـ «الأنباء»: استهدفت اسرائيل بعدوانها على لبنان القطاع الصناعي بشكل مركز، اذ دمرت نحو 10 مصانع واصابت نحو 700 مؤسسة صناعية وحرفية ومشغل متوسط وصغير بأضرار فادحة، وهذه الخسائر ستنعكس بطبيعة الحال على وضع عشرات الآلاف من العمال في القطاعات الانتاجية المختلفة بانتظار وضع آلية شاملة لعودة الحركة الاقتصادية.
هل هذا يعني عمليا ارتفاع نسبة البطالة بعدما اعلن عن عمليات صرف لعدد من العمال والموظفين؟ هذا الامر مرفوض من قبلنا بالطبع، سيما اننا اطلعنا من قبل الاتحاد العمالي على وجود شكاوى عن حالات صرف واسعة، وقد تم عقد لقاء بين الاتحاد العمالي والهيئات الاقتصادية بهدف وضع آلية مشتركة للتعاون على حل المشاكل التي نتجت عن العدوان الاسرائيلي وتأثيراته المباشرة على المؤسسات واليد العاملة للحفاظ على ديمومة العمل ومحاولة النهوض بهذا القطاع.
خسائر المؤسسات الصناعية 190 مليون دولار وما هو حجم الخسائر في قطاع المؤسسات الصناعية في لبنان؟ نقدر الخسائر في هذا القطاع بأكثر من 190 مليون دولار، وتشغل هذه المؤسسات نحو 4000 عامل اضيفوا الى العاطلين عن العمل، وبلغت الخسائر من جراء تدمير نحو 22 محطة توزيع محروقات وغاز ايضا اكثر من 10 ملايين دولار.
هل حصرتم الاضرار في البنية الصناعية لمنطقة الضاحية الجنوبية التي تعج بالمصانع كما بالسكان؟ نعم، فقد تم تدمير عدد من المؤسسات التجارية والصناعية بحسب المسح الاولي للاضرار والتدمير الحاصل في منطقة الضاحية الجنوبية شمل حوالي 2200 مؤسسة تجارية مدمرة، اضافة الى 300 مصنع، ما كلفته حوالي 300 الى 400 مليون دولار خسائر في البنية ومواد التشغيل.
ماذا عن اضرار القطاع السياحي ومؤسساته من مطاعم ومحال تجارية وخلافه؟ هذا الامر يعود الاهتمام فيه الى نقابات القطاع السياحي بما فيها اصحاب الفنادق ونقابة المطاعم والمقاهي ودور اللهو، ولكني اظن ان الضرر قد وقع عليهم بالطبع بسبب مغادرة السياح الذين كانوا متواجدين خلال الصيف والغاء حجوزات العدد الاكبر منهم، اضافة الى وضع القطاع السياحي السيئ على مستوى المطاعم والملاهي في منطقة الوسط التجاري التي خلت من السكان ومنذ الايام الاولى للعدوان.
كيف تتأمل اصلاح الوضع انتاجيا؟ مما لا شك فيه انه وبانتظار عملية اعادة البناء سينبع خلل ينعكس عادة على وضع عشرات الآلاف من العمال في القطاعات الانتاجية المختلفة، وهذا يعني ارتفاع نسبة البطالة نتيجة عمليات الصرف التي لم يعلن عنها لغاية اليوم والتي من المتوقع ان تطال عددا كبيرا من المؤسسات، لاسيما ان 90% من المؤسسات الصناعية في مختلف المناطق كانت قد توقفت بشكل كلي او جزئي عن الانتاج، ونحن حاليا بصدد وضع تصور نهائي لسبل النهوض في القطاعات الاقتصادية والصناعية والتجارية.