- الفصائل الفلسطينية تواصل إطلاق الصواريخ ومقتل أول إسرائيلي
عادت الأوضاع في قطاع غزة الى نقطة البداية، بعد إعلان حركة حماس أمس رسميا رفضها المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار في القطاع.
وقال سامي أبوزهري المتحدث باسم الحركة «خلاصة النقاش داخل مؤسسات الحركة هو رفض المبادرة، ولذلك حماس أبلغت القاهرة اعتذارها عن قبول المبادرة المصرية».
وأصبح التصعيد سيد الموقف، حيث قرر المجلس الوزاري الاسرائيلي الأمني الـ «كابينت» توسيع نطاق العمليات العسكرية ضد القطاع، وكذلك قصف الانفاق شرق وشمال غزة والتي تقول اسرائيل ان حماس تستخدمها في تخزين واطلاق الصواريخ.
وأنذرت إسرائيل قرابة مائة ألف فلسطيني بإخلاء منازلهم في القطاع، بالتزامن مع تكثيف الغارات الجوية والقصف المدفعي.
وأعلن الجيش الاسرائيلي أيضا، استهدافه منازل قادة كبار في حماس من بينهم محمود الزهار عضو المكتب السياسي في الحركة الذي قصفته طائرات اف 16 ودمرته كليا، لكنه لم يكن في المنزل.
وردا على الغارات، قامت حماس بإطلاق أكثر من 61 صاروخا على إسرائيل، وقال الجيش إن «37 صاروخا من هذه الصواريخ سقطت على إسرائيل في حين تم اعتراض 23 من قبل منظومة القبة الحديدية».
ووصل بعضها تل أبيب وعسقلان. وأعلنت مصادر طبية اسرائيلية انها قدمت العلاج لـ 9 إسرائيليين أصيبوا في القصف الصاروخي.
وفي مزيد من التفاصيل فقد وسعت اسرائيل نطاق عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة وكذلك بنك اهدافها لتشمل المزيد من قيادات حركة حماس.
فقد اعلنت الاذاعة الاسرائيلية أن المجلس الوزاري للشؤون الامنية والسياسية (كابينت) قرر في اجتماع استمر 4 ساعات أمس الأول، توسيع نطاق العمليات ضد القطاع خلال الايام المقبلة.
وبحث سبل الرد على حماس بعد رفضها المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار.
وقالت ان المجلس قرر «قصف الانفاق التي حفرت تحت المنازل شرق وشمال قطاع غزة والتي تستخدمها (حماس) في تخزين واطلاق الصواريخ».
وأضافت الاذاعة ان الاجتماع تناول كذلك خطة الدخول البري المحدود لمناطق حدودية في القطاع تقع خارج التجمعات السكانية في المدن والمخيمات.
وهذا ما اكدته صحيفة يديعوت احرنوت حيث قالت ان الجيش الاسرائيلي يدرس شن عملية برية بعمق 2 كلم على طول حدود قطاع غزة للحد من إطلاق الصواريخ وتدمير الأنفاق القريبة من الحدود مع اسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري إسرائيلي لم تفصح عن هويته ان هناك عددا ليس بالقليل من الأنفاق الموجودة في غزة التي يجب تدميرها، لذا نحن بحاجة إلى تنفيذ عملية برية للعمل في عمق نحو ألفي متر من الحدود داخل القطاع.
وذكر أن العملية البرية ستترافق مع عملية جوية مستمرة في غزة، مشيرا إلى أن العملية الجوية لن تكون فعالة في مواجهة الأنفاق الأرضية.
وتمهيدا للتحرك الجديد، انذرت اسرائيل أمس قرابة مائة ألف فلسطيني باخلاء منازلهم في غزة مع دخول العملية يومها العاشر.
وألقى الجيش الاسرائيلي منشورات فوق حي الزيتون بجنوب شرق غزة، كما افاد عدد من السكان هناك وفي مناطق اخرى عن تلقيهم رسائل على هواتفهم النقالة تطالبهم بمغادرة منازلهم بحلول الساعة الخامسة بالتوقيت العالمي الثامنة من مساء امس بالتوقيت المحلي.
وقالت المناشير ان الجيش سيشن «غارات جوية ضد مواقع ونشطاء ارهابيين» في مناطق الزيتون والشجاعية «لان كمية كبيرة من الصواريخ على اسرائيل اطلقت من هذه المنطقة». وتم إلقاء منشورات مشابهة في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وبحسب المنشور فان «الاخلاء هو لسلامتكم الشخصية» محذرا السكان من عدم العودة الى منازلهم حتى اشعار آخر.
من جهته، اكد المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة اياد البزم ان «الاحتلال قام مجددا في الساعات الاخيرة ببث عشرات الآلاف من الرسائل الصوتية على هواتف المواطنين وخاصة في المناطق الحدودية تطالبهم بإخلاء منازلهم».
وبحسب البزم فان هذه الاتصالات «عشوائية» معتبرا انها «تأتي في اطار الحرب النفسية ولارباك الجبهة الداخلية» مطالبا الناس بعدم الاستجابة لها.
وفي التصعيد الاسرائيلي الجديد، قصفت المقاتلات الاسرائيلية العديد من المساكن ومناطق زراعية ومؤسسات حكومية ما رفع عدد الضحايا الى 205 قتلى أكثرهم من الاطفال والنساء اضافة الى اصابة 1530 آخرين.
وطالت غارات امس مبنى تابعا لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة مكونا من عدة طوابق في حي المقوسي شمال غزة والذي قصف بعدد من الصواريخ سوته دمرته تماما.
كما قصفت الطائرات مسجد بغداد بمخيم الشاطئ غرب غزة بالصواريخ والذي تضرر بشكل كبير فيما استهدفت مواقع تدريب لاحدى الفصائل بمنطقة المقوسي شمال غرب المدينة.
وقتلت الغارات ثلاثة فلسطينيين على الأقل في الساعات الأولى من أمس.
وبالتوازي وسعت اسرائيل نطاق اهدافها من قيادات حركة حماس واعلنت للمرة الاولى قصف طيرانها منزل القيادي البارز فيها محمود الزهار غرب مدينة غزة.
وأكد المصدر الامني لفرانس برس ان «طائرات الاحتلال من طراز اف16 استهدفت منزل عضو المكتب السياسي في حماس القيادي محمود الزهار ودمرته كليا ما اسفر ايضا عن اضرار في المسجد المجاور ومنازل عديدة»، موضحا ان الزهار لم يكن في المنزل ويعتقد أنه يختبئ في مكان آخر في أول استهداف على ما يبدو لأحد كبار القادة السياسيين لحركة حماس.
كما اوردت مصادر انه تم «استهداف منازل القادة في حماس باسم نعيم (وزير صحة حماس السابق) في تل الهوى وفتحي حماد (وزير داخلية حماس السابق) واسماعيل الاشقر»، وهم من جباليا في شمال القطاع وجميعهم نواب عن حماس في المجلس التشريعي.
وكذلك استهدفت غارة جوية اخرى منزل القيادي في حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين ابو عبدالله الحرازين بالصواريخ ودمرته.
في المقابل، دارت فجر أمس اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من فصائل المقاومة وقوة بحرية اسرائيلية حاولت التسلل بحرا لسواحل مدينة غزة قبل ان تجبر على العودة.
واعلنت كتائب «عز الدين القسام» الجناح المسلح لحماس في بيان لها انها قصفت مدينة تل ابيب وسط اسرائيل بأربعة صواريخ من طراز (ام 75).
وأكدت الكتائب ان قصفا آخرا استهدف بثلاثة صواريخ من طراز (قسام) قاعدة تسليم العسكرية الاسرائيلية.
وتبنت الكتائب المسؤولية عن قصف مستوطنة كريات ملاخي بتسعة صواريخ (غراد) ومستوطنة بئيري بثلاثة صواريخ (قسام).
واعترف جيش الاحتلال «بسقوط وابل من الصواريخ على مدينتي تل ابيب وبتاح تكفا ومنطقة غوش دان وسط اسرائيل».
وقال ان منظومة القبة الحديدية نجحت في اسقاط عدد من الصواريخ والتي اعقب اطلاقها انطلاق صافرات الانذار في مدن عدة.
واشار الى ان بعضا من هذه الصواريخ استهدف مدينة عسقلان جنوب اسرائيل.
قبل ذلك، اعلن الجيش الاسرائيلي ان مدنيا اسرائيليا قتل جراء سقوط صاروخ اطلق من قطاع غزة أمس الأول، ليكون بذلك اول اسرائيلي يقتل.
وقال الجيش ان الرجل قتل بالقرب من معبر ايريز الفاصل بين اسرائيل وغزة.
وصرحت كتائب عز الدين القسام بأنها قصفت المعبر.
وقالت الشرطة الاسرائيلية ان القتيل يدعى درور حنين (37 عاما) وهو يتحدر من مستوطنة بيت اريه في الضفة الغربية المحتلة.