أفادت معلومات مسربة من داخل التحالف الوطني العراقي، الذي يضم الأحزاب الشيعية، بأن حزب الدعوة أرسل رسالة خطية الى المرجع الأعلى السيد علي السيستاني في النجف أبلغه فيها بأنه امتثل لأوامر المرجعية بسحب ترشح المالكي لولاية ثالثة.
وتقول التسريبات ان حزب الدعوة أبلغ المرجعية كذلك بأنه يبحث عن مرشح بديل للمالكي، رئيس ائتلاف دولة القانون، وبأن بعض المصادر أكدت في وقت سابق أن السيستاني أعطى مهلة أسبوع للمالكي لسحب ترشحه.
وبحسب المصادر فإنه بعد انتخاب حيدر العبادي، من حزب الدعوة، نائبا أول لرئيس البرلمان، وممثلا للسلطة التشريعية فإنه من غير الجائز للدعوة أخذ موقع في السلطة التنفيذية لأنه لا يمكن الجمع بين السلطتين.
المخاض العسير لتشكيل الحكومة العراقية بعد الانتخابات العامة في أبريل الماضي بسبب تعنت المالكي وتشبثه بمنصب رئيس الوزراء في ولاية ثالثة يضاف إليها سوء إدارة الأزمات الأمنية والاقتصادية والخدمات على مدى ثماني سنوات دفعت الكثير من الكتل السياسية الفاعلة في الساحة السياسية العراقية، وحتى من داخل الائتلاف الوطني، ككتلة المواطن التابعة لعمار الحكيم وكتلة الأحرار التابعة لمقتدى الصدر، الى رفض ترشح المالكي مرة ثالثة، وربما كان الغرض من تأخر الأكراد في طرح اسم مرشحهم لرئاسة الجمهورية هو للضغط على التحالف الوطني للخروج باسم مرشح بديل للمالكي، يدعمهم في ذلك تحالف القوى الوطنية المشكل من الكتل السنية.
ومما لاشك فيه أن احداث الموصل وباقي المحافظات المنتفضة بعد التاسع من يونيو الماضي قد لعبت دورا كبيرا في التأثير على المناقصات السياسية المعقودة سلفا بين الكتل السياسية العراقية وربما أيقظت المالكي من حلم التمتع بولاية ثالثة.
في سياق منفصل، قالت الأمم المتحدة امس ان 5576 مدنيا عراقيا على الأقل قتلوا في أعمال العنف هذا العام في أكثر تقرير تفصيلا حتى الآن لتأثير أشهر الاضطرابات التي بلغت ذروتها في هجوم لمسلحين سنة على شمال البلاد.
وقالت الأمم المتحدة في التقرير ان 11665 على الأقل اصيبوا منذ يناير عندما اجتاح مسلحون سنة بقيادة تنظيم الدولة الإسلامية مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار بغرب البلاد. وفي الشهر الماضي سيطر المسلحون على مناطق شاسعة في شمال العراق بما في ذلك مدينة الموصل.
وكانت الأمم المتحدة قد قالت في وقت سابق هذا الشهر ان من بين 2400 شخص قتلوا في شهر يونيو 1531 من المدنيين.
طالباني يعود إلى العراق اليوم
بعد غياب دام السنة ونصف السنة يعود الرئيس العراقي جلال طالباني اليوم إلى العراق بعد تحسن حالته الصحة وتماثله للشفاء من ألمانيا حيث كان يعالج من جلطة دماغية منذ ديسمبر 2012.
وقال بيان رسمي أمس على موقع رئاسة الجمهورية العراقية ان الرئيس جلال طالباني سيصل إلى العراق بعد شفائه وإتمام العلاج في ألمانيا من العارض الصحي الذي مر به.