بدأ فريق من المحققين الهولنديين أمس، بمعاينة جثث ضحايا الطائرة الماليزية التي قصفت بصاروخ شرق أوكرانيا الخميس الماضي، حيث من المنتظر أن يتولى هؤلاء المحققون القيادة في التحقيق الخاص بطائرة الرحلة (ام اتش 17) الماليزية، من نظرائهم الأوكرانيين.
وفحص المحققون يرافقهم ممثلون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الجثث الـ 251 التي نقلت إلى قطار مبرد في محطة للقطارات في توريز في أوكرانيا بالقرب من مكان الكارثة، وكان يفترض أن تكون العربات مبردة لكنها لم تكن كذلك على ما يبدو إذ انبعثت منها روائح جثث متحللة سببت غثيانا لبعض الأشخاص بما في ذلك متمردون يرافقون الخبراء.
وقد أعلن رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك أمس أن بلاده مستعدة لإسناد مهمة قيادة التحقيق الدولي إلى هولندا «البلد الذي يواجه أكبر معاناة» لأن معظم الضحايا هم هولنديون.
وقال ياتسينيوك «عثرنا على 272 جثة بينها 251 في قطار مبرد نحن مستعدون لإرسال كل الجثث إلى أمستردام» للقيام بتشريحها ولكل الخبرات المستقلة اللازمة.
وأضاف أن الضحايا سينقلون جوا إلى أمستردام لفحصهم في مؤسسة رئيسية للطب الشرعي.
في المقابل، أعلن الناطق باسم الانفصاليين الأوكرانيين الموالين لروسيا أن رجاله سيساعدون الخبراء الهولنديين في فحص موقع الحادث والجثث.
وقال المتحدث باسم الكسندر بوروداي «رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية» التي أعلنت من جانب واحد، أنه لا حاجة إلى قطار ثان.
من جهة أخرى، انتقد رئيس وزراء أوكرانيا ما وصفه بـ «إمداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانفصاليين الذي يقاتلون ضد كييف في شرق أوكرانيا بالسلاح» وقال ان عليه «أن يدرك أنه تمادى كثيرا».
وقال في مؤتمر صحافي «لا انتظر شيئا من الحكومة الروسية، أمدوا المقاتلين بالسلاح وينبغي أن يدرك بوتين أنه تمادى كثيرا، هذا الصراع ليس بين روسيا وأوكرانيا بل هو نزاع دولي».
في المقابل، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى عدم استغلال حادث الطائرة الماليزية من أجل تحقيق أغراض سياسية.
وأكد بوتين في بيان بثه التلفزيون الروسي على ضرورة السماح للخبراء الدوليين بإجراء تحقيق واف حول حادث سقوط الطائرة الماليزية تحت إشراف المنظمة الدولية للطيران المدني.
وألقى بوتين باللائمة على السلطات الأوكرانية بالتسبب في وقوع هذا الحادث قائلا «لو لم يتم استئناف الأعمال الحربية في شرق أوكرانيا لما حدثت هذه المأساة».
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري طرح، ما وصفها بأنها أدلة دامغة على ضلوع روسيا في إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية ووصف سلوك المتمردين بأنه «غريب».
وقال كيري لشبكة إن.بي.سي. التلفزيونية «الانفصاليون المخمورون يكدسون الجثث في شاحنات وينقلونها من الموقع».
وفي حين لم يوجه كيري اللوم مباشرة لموسكو فإنه طرح اكثر الاتهامات الأميركية تفصيلا بأن روسيا أمدت المتمردين بأنظمة مضادة للطائرات استخدمت لإسقاط الطائرة.
وذكر أن الولايات المتحدة رصدت دخول إمدادات من روسيا إلى أوكرانيا في الشهر الأخير بما في ذلك قافلة من 150 مركبة ضمت ناقلات جند مدرعة ودبابات ومنصات إطلاق صواريخ حصل عليها الانفصاليون.
وقال إنها اعترضت محادثات عن نقل نظام صواريخ إس. إيه - 11 الروسي الموجه بالرادار للانفصاليين وهو النظام الذي ذكرت واشنطن أنه مسؤول عن إسقاط الطائرة.
وقال كيري في مقابلة مع شبكة سي.إن.إن «من الواضح أن هذا النظام نقل من روسيا».