واشنطن ـ أحمد عبدالله
اصطدمت خطة الرئيس الاميركي باراك اوباما لاغلاق معتقل غوانتانامو بحلول مطلع 2010 برفض الكونغرس امس الاول منحه ميزانية بقيمة 80 مليون دولار طالب بها لهذا الهدف، مشترطا تقديم خطة واضحة حول مصير المعتقلين.
وبعدما رفض مجلس النواب الاسبوع الماضي الموافقة على هذا التمويل، قام مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديموقراطيون بخطوة مماثلة امس الاول.
وكان اوباما طلب 80 مليون دولار لاغلاق غوانتانامو ضمن خطة ميزانية اضافية ضخمة بقيمة 3.91 مليارات دولار للعام 2009 تهدف الى تمويل الحربين في افغانستان والعراق وتتضمن ايضا مساعدة طارئة لباكستان.
وصوت مجلس النواب على صيغة للميزانية بقيمة 7.96 مليارات دولار لم تتضمن البند الخاص باغلاق غوانتانامو، فيما يتوقع ان يحذف مجلس الشيوخ بدوره هذا البند من الصيغة التي سيصوت عليها وقيمتها 3.91 مليارات دولار.
وقبيل بدء المداولات في مجلس الشيوخ حول مشروع الميزانية الاضافية، اعلن زعيم الغالبية الديموقراطية هاري ريد بوضوح رفضه تمويل نقل معتقلي غوانتانامو الى الولايات المتحدة.
وقال للصحافيين «ليس هذا الوقت المناسب ولا مشروع القانون المناسب لمعالجة هذه المشكلة».
واعلن بعدها المسؤول الثاني في الغالبية الديموقراطية ريتشارد دوربن امام مجلس الشيوخ ان قرار اغلاق غوانتانامو قرار مبرر، مؤيدا في الوقت نفسه قرار حذف البند الخاص بهذه الاموال من مشروع الميزانية.
وهذا القرار اتخذه رئيس اللجنة المكلفة توزيع الاموال العامة دانيال اينوي على ان يطرح على مجلس الشيوخ للتصويت عليه.
وقال دوربن «ان مشروع الميزانية هذا يغطي الاشهر الاربعة المقبلة. ولا شك ان الرئيس سيعرض خلال هذه الفترة خطته».
إطلاق سراح إرهابيين
وفي موازاة هذا الرفض، اعرب الديموقراطيون بشكل واضح على لسان ريد عن رفضهم ان يتم «اطلاق سراح ارهابيين في الولايات المتحدة».
ولم تقترح الغالبية حلا لمصير المعتقلين مؤكدة انها تنتظر خطة من الادارة وقال ريد ان «الديموقراطيين لن يتقدموا خطوة واحدة بدون خطة شاملة ومسؤولة من الرئيس.
لن نسمح ابدا باطلاق سراح ارهابيين في الولايات المتحدة». الا ان ادارة اوباما تدرس امكانية نقل بعض المعتقلين الى سجون اميركية واطلاق سراح بعض الذين تتم تبرئتهم على الاراضي الاميركية.
واكد المتحدث باسم الپنتاغون جيف موريل امس الاول ان الادارة لاتزال متمسكة بقرارها اغلاق المعتقل المثير للجدل بحلول يناير 2010 رغم العقبات في الكونغرس.
لكنه عاد واوضح بعد قليل في رسالة الكترونية «اننا نتفهم رغبة الكونغرس في وضع خطة اكثر تفصيلا حول مصير المعتقلين قبل تخصيص عشرات ملايين الدولارات».
اما المعارضة الجمهورية، فدعت ببساطة الى الابقاء على سجن غوانتانامو.
مخاطر محتملة
على صعيد أخر، وجه أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ رسالة إلى أوباما يطالبونه فيها بالانتباه إلى «المخاطر» التي يمكن أن تتعرض لها إسرائيل في سياق أي اتفاق سلام بالشرق الأوسط.
وقالت الرسالة التي وقعها 76 عضوا من إجمالي الأعضاء المئة في المجلس، إثر لقاء أوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو «يجب ان نأخذ بالاعتبار المخاطر التي قد تواجهها إسرائيل في إطار أي اتفاق سلام في الشرق الاوسط».
واوضحت الرسالة التي اعدت بمبادرة من السناتورين الديموقراطيين كريستوفر دود وارلين سبكتر والسناتورين الجمهوريين جوني اسكسون وجون ثوني «ليس هناك ادنى شك ان حكومتينا ستوافقان على بعض المسائل وستختلفان على مسائل اخرى ولكن صداقة الولايات المتحدة مع اسرائيل تفرض علينا العمل معا بشكل وثيق ونحن نضطلع مجددا بدورنا التاريخي كصديق وفي وكوسيط».