بيروت ـ عمر حبنجر
وسط الزحمة الانتخابية في لبنان، يصل الى بيروت اليوم نائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن، وهو الشخصية الرسمية الاميركية الارفع مستوى التي تزور لبنان في عهد الرئيس ميشال سليمان.
وسيجري بايدن محادثات مع الرئيس سليمان وسيعقد مؤتمرا صحافيا في القصر الجمهوري، وقد انجزت الاستعدادات للزيارة حيث وصل الى بيروت سفير لبنان في واشنطن انطوان شديد.
وفي المعلومات ان نائب الرئيس الاميركي سيطلع على التحضيرات الجارية للانتخابات النيابية من وجهة نظر كل الاطراف.
وسيلتقي بايدن ايضا رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري وفؤاد السنيورة، وفي المعلومات ايضا ان زيارة بايدن التي تشكل في جوهرها رسالة دعم للرئيس اللبناني التوافقي ميشال سليمان، ستشكل مناسبة لوضع المسؤولين اللبنانيين في اجواء الزيارة القريبة للرئيس الاميركي باراك اوباما الى مصر، والمبادرة الاميركية للتسوية السلمية بين الفلسطينيين واسرائيل على قاعدة اقامة الدولتين.
ويأتي هذا الدعم الاميركي للرئيس اليوم، والفرنسي الاثنين، في خضم السجالات التي اطلقتها بعض اطراف المعارضة، حول موقف الرئاسة الاولى من الصراعات الانتخابية وحول صلاحيات الرئاسة، بالتزامن مع معطيات محلية توحي بأن الحملة على الرئيس سليمان تتخطى الاعتبارات الانتخابية وبالتالي الاقليمية.
ويقول المتابعون القريبون من اجواء بعبدا ان الرئيس سليمان ممتعض مما يحصل في وقت يتمسك المرشحون المستقلون بتوجهاته، ويزداد بالتالي اقتراب 14 آذار منه.
وكان البطريرك الماروني نصرالله صفير اول من لاحظ حجم ضغط المعارضة على الرئيس سليمان، وقد بادر الى اعلان دعمه والوقوف الى جانبه.
تعزيز صلاحيات الرئيس
بدوره النائب وليد جنبلاط قال امس ردا على ما اثاره العماد ميشال عون حول صلاحيات رئيس الجمهورية، ان هذه المسألة يجب ان تناقش بشكل هادئ بعيدا عن العلنية بين اصحاب الشأن في الطوائف اللبنانية ودائما تحت سقف الطائف.
واضاف رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي انه يؤيد تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية للخروج من مأزق التعطيل في الحكم، بشرط ان يتم ذلك ضمن اطار اتفاق الطائف، لأن أي تغيير جوهري سيؤدي الى المزيد من التشنج.
واعتبر جنبلاط في تصريح لـ «السفير» ان رئيس الجمهورية يحتاج الى ان يتصرف كرئيس فعلي، لأن «الرئيس الحكم» ليس موجودا الا في الملكيات الدستورية كما هي الحال في بريطانيا. وقال جنبلاط: يجب ان يعطى الرئيس في لبنان قدرا من الحكم، ولن أدخل في التفاصيل، انما يجب ايجاد صيغة معينة تجمع بين مفهوم الطائف وضرورة اعادة النظر في صلاحيات رئيس الجمهورية.
من جانبه، رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري تساءل أمس عما فعله رئيس الجمهورية ليتهجموا عليه بهذا الشكل، واضاف في لقاء انتخابي قائلا: ان رئيس الجمهورية رجل منصف، قد نتفق معه مرات أو لا نتفق، ولكن لرئاسة الجمهورية مكانتها وصلاحيتها في هذه الدولة، وهذا لا يعني انه اذا كان هناك امر ما لا يعجبنا نعمد الى التهجم على الرئاسة والرئيس خارج الاطر الدستورية، واذا كانت لأي شخص مشكلة مع اي رئيس من الرؤساء الثلاثة فعليه ان يلجأ الى الاطر الدستورية والديموقراطية، ولكن المشكلة اليوم هي انهم يخرجون عن هذه الاطر.
عون: تقصير ولاية الرئيس كذبة
وكان العماد ميشال عون تحدث امام وفد من انصاره في الشوف عن «شائعات» تطلق يوميا، متسائلا: من اين أتت كذبة تقصير ولاية رئيس الجمهورية؟
وقال: كي نستطيع تقليص ولاية الرئيس نحتاج الى ثلثي اعضاء مجلس النواب، ولا احد يقول ان بوسعه الحصول على الثلثين.
واضاف: لنفترض اننا حصلنا على الثلثين، فإن رئيس الجمهورية له الحق في رد هذا المشروع، عندها يتعين علينا الحصول على موافقة 75% من اعضاء المجلس، ومن قال اننا في حال توافر لنا هذا العدد من النواب، سنتطلع الى القصر الجمهوري؟ اننا نستطيع ان نحكم لبنان بثلاثة ارباع المجلس ونحن نصطاد.
وردا على قول رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بأنه في حال ربح العماد عون الانتخابات فسيحكم لبنان السيد حسن نصرالله، وقال عون أمام جمهور انتخابي أقسم أمامكم بأنه ليست لدي شهوة للحكم.
عون دعا النائب سعد الحريري الى التعاون لمساعدة الرئيس سليمان من خلال دعم صلاحياته.
سلاح حزب الله
وقال عون: انهم يتحدثون عن ضبط سلاح حزب الله الذي يدافع عن أرض ضد الاحتلال متناسين ان هناك سلاحا آخر مازال قائما ويهدد الناس من قلب الوطن.
واضاف: لو كان هناك حكم لكانت هناك مصالحات، وليس «زعبرات»، على الناس، وكان كل مهجر عاد الى بيته وعاش فيه باطمئنان. وفي غمز من قناة رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط قال عون: لبنان لن ينزع سلاح أحد قبل عودة أهل الشوف الى الشوف (ويقصد المسيحيين الشوفيين). وقال: كيف صدق المدافعين ضد التوطين ويقولون انهم مع حق عودة الفلسطينيين مادام مواطنوهم وأحباؤهم مازالوا مهجرين.