بيروت ـ عمر حبنجر
جاء اتهام بعض اجهزة حزب الله بالتورط في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري على صفحات مجلة دير شبيغل الالمانية، ليصب المزيد من الزيت على النار السياسية المشتعلة اصلا في لبنان.
فقد وصف حزب الله في بيان شديد اللهجة صدر عنه نحو الثالثة من فجر امس الاحد، المعلومات التي نشرتها المجلة الالمانية بـ «الفبركات البوليسية»، واصدر الحزب بيانا قال فيه: انها ليست هي المرة الاولى التي تعمد فيها مجلة او صحيفة الى نشر تلفيقات من هذا النوع وقد سبقتها الى ذلك مرارا صحف ومجلات خليجية ومصرية وغربية اخرى، ووصف المعلومات بأنها لا تعدو أكثر من كونها فبركات بوليسية تصنعها الغرفة السوداء ذاتها، التي دأبت على مدى اربع سنوات على فبركة روايات مشابهة، تتعلق بالسوريين والضباط الاربعة وغير ذلك.
واعتبر البيان ان نشر هذه المقالة في «دير شبيغل» والترويج لها من قبل قناة «العربية» المعروفة بمواقفها، هو امر مشبوه في توقيته وفي توظيفاته السياسية والنفسية، وخصوصا لناحيتي التأثير على الاجواء الانتخابية في لبنان والتغطية على اخبار اعتقال شبكات التجسس الاسرائيلية.
ورأى حزب الله في نشر هذه الاتهامات ونسبها الى مصادر مقربة من المحكمة الدولية يمس بصدقية المحكمة وسلامة عملها، وطالبها الحزب بحسب البيان بـ «التصرف بحزم تجاه ناشري هذه التلفيقات الشريرة»، واضعا هذه المقالة وتوظيفاتها في اطار الحملة المدروسة والسوداء التي تعتمدها جهات معروفة من اجل النيل من موقع الحزب ودوره ومكانته وهذه الجهات ستفشل ان شاء الله في تحقيق اغراضها المشؤومة كما فشلت سابقا.
رداً على اتهام نصرالله لإسرائيل
وذكرت مصادر قريبة من الحزب «الأنباء» بالخطاب ما قبل الاخير للسيد حسن نصرالله والذي طرح فيه احتمال ان تكون اسرائيل وراء اغتيال الرئيس الشهيد داعيا مختلف القوى الى الاخذ بهذا الطرح كفرضية ممكنة، لكن القوى المعنية قابلت هذا الطرح بسخرية.
وفيما رفضت مصادر في كتلة المستقبل التعليق على ما نشرته المجلة الالمانية وقالت انها تعلق فقط على ما يصدر رسميا عن المحكمة الدولية، استغربت الناطقة باسم هذه المحكمة المعلومات وقالت انها لا تعرف من اين جاءت مجلة دير شبيغل الالمانية بمعلوماتها عن تورط حزب الله في هذا الاعتداء.
وقالت الناطقة باسم مدعي المحكمة لوكالة فرانس برس «لا نعرف من اين جاءوا بهذه القصة»، واضافت ان «مكتب المدعي لا يصدر اي تعليق على القضايا المتعلقة بالجوانب العملانية للتحقيق».
دمشق تستنكر
وفي دمشق قال وزير الخارجية وليد المعلم في رده على سؤال حول ما أوردته ديرشبيغل «من يتهم عليه أن يأتي بالبرهان والبينة»، معتبرا تلك الاتهامات بأنها تقع في إطار الكلام المسيس وهو يذكرنا بما فعله رئيس لجنة التحقيق الدولية الأسبق ديتليف ميليس». من جهته اعتبر وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ الاتهامات بأنها «اتهامات لا تمت إلى الحقيقة بصلة وليست مرتكزة على أسس قانونية إنما هي اتهامات مشوهة ومزورة».
معلومات كاذبة
وأضاف صلوخ في تصريح للصحافيين عقب محادثاته مع وزير الخارجية السوري في دمشق «اصدرت محكمة التحقيق الدولية المختصة بلبنان بيانا سألت دير شبيغل عن المصدر الذي زودها بهذه المعلومات الكاذبة، وكان عليها أن تتحقق من الخبر الذي ستنشره وعليها أيضا أن تحترم قراءها، وخلال أربع سنوات من التحقيق لم يستدع أي عنصر من عناصر حزب الله للتحقيق معه فمن أين جاءت ديرشبيغل بهذه المعلومات»؟
واضاف: «يريدون زرع الفتنة والشقاق في لبنان ولكن اللبنانيين حذرون من ذلك وهم صف واحد وكتلة واحدة وقرار واحد وكل اللبنانيين يهمهم معرفة حقيقة مَنْ نفذ ودبر ومول وقام باغتيال الشهيد الشيخ رفيق الحريري».
وعن المباحثات مع وزير الخارجية وليد المعلم وهل تطرقت لترابط المسارات قال «الأمور العالقة بين لبنان وإسرائيل تحكمها قرارات مجلس الأمن وخصوصا القرار 1701، وعلى إسرائيل أن تنفذ مندرجات القرار كما هي لأن لبنان نفذ ما هو مطلوب منه، ولكن إسرائيل لم تنفذ ما هو مطلوب منها بل تخرق وتنتهك السيادة اللبنانية بطلعاتها البرية والجوية، كما أنها لم تنسحب من مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والأهم من ذلك لم تنسحب من القسم الشمالي من بلدة الغجر والذي احتلته خلال حربها في العام 2006 وكان عليها أن تنسحب من هذه الأراضي في الوقت الذي صدر فيه القرار 1701».