بيروت ـ عمر حبنجر
25 مايو في لبنان عيد بعيدين، عيد طرد اسرائيل من جنوب لبنان وبقاعه الغربي العام 2000 على يد المقاومة اللبنانية، وعيد انهاء الفراغ الرئاسي بانتخاب الرئيس التوافقي ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية.
واعتبر أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته أمس بالذكرى السنوية التاسعة لتحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي ان الاتهام الذي ورد في صحيفة «ديرشبيغل» الألمانية حول تورط حزب الله في اغتيال الرئيس رفيق الحريري بأنه اتهام خطير وحساس جدا أتى بالتزامن مع الخوف الإسرائيلي والأميركي من احتمال فوز قوى 8 آذار في الانتخابات النيابية المقررة في 7 يونيو.
وقال نصرالله ان هذه الاتهامات تلفيقات وان حزب الله سيتعامل معها على انها اتهام إسرائيلي.
وتحدث السيد مساء امس عبر شاشة عملاقة نصبت أمام آلاف الأشخاص الذين تجمعوا في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية لبيروت للمشاركة في مهرجان التحرير الذي يقيمه حزب الله كل سنة.
وسجل نصرالله شجاعة العقلاء في لبنان الذين استنكروا اتهامات «دير شبيغل» خاصة النائب وليد جنبلاط الذي قال إن تقرير الصحيفة الألمانية هو أخطر من بوسطة عين الرمانة التي أشعلت الحرب الأهلية اللبنانية.
وقال ان وصف حزب الله لهذا التقرير يتطابق مع وصف النائب جنبلاط له، محذرا اللبنانيين من الوقوع في فخ الفتنة الذي بدأ التحضير له منذ 5 مايو 2008 يوم اتخذت الحكومة السابقة قرارا بنزع شبكة الاتصالات التابعة لحزب الله.
وتطرق نصرالله الى أحداث 7 مايو الذي كان وصفه في خطاب سابق له بأنه يوم مجيد في تاريخ المقاومة، وزاد قائلا: «أقبل كذلك بأن يوم 7 مايو هو يوم حزين وأليم لأنه شهد سقوط ضحايا في الأرواح وخسائر مادية في كل لبنان ولأنه ترك مشاعر قاسية بين اللبنانيين».
غير انه أعاد التأكيد على ان احداث 7 مايو منعت قيام الفتنة وحمت سلاح المقاومة وشبكة اتصالاتها.
ووجه نصرالله رسائل طمأنة إلى كل من السنّة والدروز بقوله: إن حزب الله حريص على التعايش ونبذ البغضاء.
وتوقف مطولا عند وثيقة التفاهم الموقعة بين حزب الله والتيار الوطني الحر قائلا: إن هذه الوثيقة هي النقطة المركزية في هجوم مسيحيي 14 آذار على العماد ميشال عون.
ودافع نصرالله عن وثيقة التفاهم وقال: إن معظم بنودها وردت في مقررات جلسات الحوار الوطني وفي خطاب القسم الذي تلاه الرئيس ميشال سليمان في جلسة انتخابه.
وأشاد بالخصال الوطنية والسياسية لحليفه العماد عون، داعيا مناصري حزب الله الى التصويت للمرشحين على لوائح التيار الوطني الحر في كل لبنان. وقال: إن العماد عون وفيّ لالتزاماته ومستقل وشفاف وهو مخلص للبنان وللمسيحيين، مشيرا الى ان خلاف مسيحيي 14 آذار معه كان سابقا لتاريخ توقيع «وثيقة التفاهم». وأضاف ان مسيحيي 14 آذار يخترعون الأكاذيب لمهاجمة العماد عون كاتهامه بالمثالثة. وأشار الى ان عون وقوى المعارضة ككل ترفض صيغة المثالثة وان دور التيار الوطني الحر أساسي في بناء الدولة العادلة والقادرة.
سليمان يحيي المقاومة
وكان الرئيس سليمان حيا المقاومة بمناسبة عيد التحرير، كما حيا الجيش والمؤسسات الأمنية التي شاركت في التحرير، منوها بدور المؤسسات العسكرية والامنية في كشف الشبكات التجسسية الاسرائيلية التي سقط منها خمسة جدد، بينهم مسؤول في مؤسسة غير مدنية، برتبة عالية حيث وقع في شباك مخابرات الجيش منذ يومين.
كما استغرب سليمان توقيت ما نشر في مجلة دير شبيغل الألمانية عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري واعتبره مشبوها ومسيئا لعمل المحكمة الدولية.
كما وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري تقرير دير شبيغل بالمفبرك وقال أن غرضه هو تمرير المناورات التي تنوي اسرائيل اجراءها اعتبارا من اول يونيو، فضلا عن تهريب من بقي من جواسيسها في لبنان. والراهن ان تقرير الصحيفة الألمانية مازال حديث الساعة السياسية والانتخابية في لبنان، وقد ساهم في اعادة تبريد المناخ الانتخابي بين القوى المتنافسة في لبنان.
جنبلاط و«بوسطة» عين الرمانة
وكان النائب وليد جنبلاط نبه على مسمع النائب سعد الحريري من لعبة الأمم التي تريد تحريف العدالة، معتبرا ان ما ورد في «دير شبيغل» شبيه في وظيفته التخريبية ببوسطة عين الرمانة وان البصمات الاسرائيلية تكمن في التلفيقات الشريرة والواضحة والتي عبر عنها وزير خارجية اسرائيل افيغدور ليبرمان الذي دعا الى اصدار مذكرة دولية لاعتقال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
واضاف: ان بوسطة عين الرمانة اطلقت شرارة الحرب الاهلية وتبين لاحقا ان هدفها تمرير اتفاق كامب ديڤيد بين مصر واسرائيل ملاحظا ان افق التسوية اسود بالكامل واسرائيل تريد استخدام لبنان مجددا كورقة الهاء لتمرير الاعتراف بالدولة اليهودية بعد اتمام الترنسفير الفلسطيني بالتهجير وبالتالي اثارة الفوضى في شرق الاردن وغيره.
ودعا جنبلاط الى عدم الوقوع في فخ الفتنة الكبرى، معتبرا ان البصمات الاسرائيلية تكمن خلف ما نشرته المجلة الالمانية خصوصا ان اللوبي الصهيوني يملك نفوذا واسعا على حيز من الصحافة الالمانية، ولفت الانتباه الى ان السيناريو الذي سربته المجلة الالمانية والمفبرك اسرائيليا يهدف ايضا الى التغطية على اكتشاف شبكات التجسس في لبنان. وطالب جنبلاط بحركة داخلية من نوع آخر لتدارك الاخطار المستجدة، وقال: ان الجميع مستغرق في الانتخابات هذه الايام ولكن قد تصبح الانتخابات ثانوية ازاء خطورة ما يحدث. كما حذر جنبلاط من ان يقدم اي فريق لبناني على استغلال الخبر المنشور في «دير شبيغل» مؤكدا انه يدين اي استغلال في اي طرف آتى.
وجدد جنبلاط خلال احتفال اعلان لائحة الشوف في المختارة بمشاركة النائب سعد الحريري، الحذر من لعبة الامم التي قد تريد تحريف العدالة.
تهريب الجواسيس
رئيس مجلس النواب نبيه بري اكد ان الدسيسة التي اقدمت عليه صحيفة «دير شبيغل» الالمانية، ما هي الا محاولة جديدة لاستنبات الفتنة بين اللبنانيين، ووصف بري ما نشر بأنه فبركة اعلامية لا ينقصها سوى دفعة اسرائيلية لتمرير المناورات على الحدود وتهريب جواسيسها الذين نكتشفهم.