- الحوثيون يرفضون طلب مجلس الأمن تسليم السلطة فوراً
- اليابان تغلق سفارتها في اليمن بسبب تدهور الوضع الأمني
مازال الوضع الامني اليمني على حاله من التدهور ومازالت البعثات الديبلوماسية الدولية تشد رحالها مغادرة العاصمة صنعاء، رغم القرار الصادر بالاجماع عن مجلس الأمن الذي دعا فيه الحوثيين الى تسليم السلطة فورا.
وفي التطورات الميدانية سيطر مسلحون قبليون على مبان حكومية ورسمية في عدن وابين. وقالت مصادر إن مقاتلين موالين للرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي انتزعوا، بعد قتال استمر خمس ساعات، السيطرة على عدة مبان من قوات الأمن المتحالفة مع جماعة الحوثي في عدن. في تصعيد لصراع أهلي ينذر بتقسيم البلاد إلى نصفين.
وقالت المصادر إن مقاتلين موالين لشقيق هادي سيطروا على مبنى تلفزيون عدن ومحطة الكهرباء الرئيسية في المدينة ومقر المخابرات ومكاتب المنطقة الحرة بعد اشتباكات استمرت لمدة خمس ساعات أثناء الليل مع قوات يقودها لواء يعتبر متحالفا مع الحوثيين.
وأكد محافظ عدن عبدالعزيز بن حبتور في تصريحات نقلها موقع 26 سبتمبر الاخباري التابع لوزارة الدفاع اليمنية وقوع الاشتباكات لكنه نفى سيطرة الموالين لهادي على مبنى التلفزيون في عدن.
كما سيطر مسلحو اللجان الشعبية على معسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي)، في محافظة أبين، جنوبي اليمن، بحسب وكالة الأناضول.
وقالت الوكالة، إن مسلحي اللجان القبلية الموالية لهادي، اقتحموا، معسكر قوات الأمن الخاصة في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، وأجبروا منتسبي المعسكر على مغادرة المكان، قبل أن يفرضوا سيطرتهم بالكامل، ومحافظة أبين، هي مسقط الرئيس هادي، وفيها انضم كثير من رجال القبائل إلى ما يسمى اللجان الشعبية.
سياسيا، وفيما اعلن الحوثيون مجددا رفضهم لقرار مجلس الامن الدولي الجديد الذي دعاهم الى مغادرة السلطة، طلب اليمن أمس تأجيل انعقاد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي كان مقررا عقده غدا الأربعاء، بشأن أزمته إلى موعد لاحق.
ودعت مذكرة وجهتها مندوبية اليمن إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، إلى النظر في إرجاء وتأجيل الاجتماع الطارىء لوزراء الخارجية، حتى تتاح الفرصة للجهود والمساعي التي يبذلها المبعوث الأممي جمال بن عمر مع مختلف القوى والمكونات السياسية، بغرض التوصل الى حل توافقي للخروج من الأزمة الراهنة بحسب وكالة الاناضول.
وقد عقد الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس اجتماعا مع كبار مساعديه للتشاور حول الطلب اليمني.
وقال العربي إنه مصر على عقد اجتماع لمجلس للجامعة العربية بشأن اليمن.. وإذا تعذر عقده على المستوى الوزارى فسيتم عقد الاجتماع على مستوى المندوبين وجار حاليا التشاور في هذا الشأن.
في هذه الاثناء، طالب مجلس الأمن الدولي في قراره الصادر أمس الأول، مسلحي الحوثي بالانسحاب من مؤسسات الدولة والمناطق التي سيطروا عليها في صنعاء وهو ما اعتبره قيادي بارز في الجماعة اضرارا بمصالح البلاد.
وقال محمد البخيتي عضو المجلس السياسي للجماعة لوكالة الأناضول إن قرار مجلس الأمن يضر بمصالح اليمن ولن يستطيع الخارج هذه المرة فرض قراره على إرادة الشعب اليمني لأنه أصبح واعيا ومتسلحا بالثقافة القرآنية والجهادية الصحيحة.
وتابع البخيتي سنمضي قدما في مكافحة الفساد والقضاء على الإرهاب، ولن تثنينا مثل تلك القرارات الصادرة من مجلس الأمن الدولي.
واعتبر أن سعي بعض الدول الكبرى إلى فرض عقوبات على اليمن وتأييد بعض القوى في الداخل لهذا التوجه يكشف أن هناك مؤامرة على البلاد وهو ما سيدفع الشعب للالتفاف حول قائد الثورة عبد الملك الحوثي، على حد قوله.
وأردف القيادي الحوثي أن دعوة مجلس الأمن لانسحاب اللجان الشعبية من مؤسسات الدولة تقدم خدمة لتنظيم القاعدة الذي سيسعى لملء الفراغ وممارسة أبشع الجرائم بحق أبناء الشعب، ولكن هذا لن يحصل أبدا لأننا لن نسلم رقاب هذا الشعب لأولئك التكفيرين والإرهابيين.
جاء هذا بعد ساعات من تصويت أعضاء مجلس الأمن الدولي بالإجماع على قرار حول الأزمة باليمن يتضمن 5 مطالب موجهة لجماعة الحوثي لحل الأزمة بالبلاد.
وطالب المجلس، جماعة الحوثي بسحب قواتها فورا دون قيد أو شرط من المؤسسات الحكومية، ومن جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما في ذلك العاصمة صنعاء.
هذا بالإضافة إلى إطلاق سراح جميع الأفراد الذين هم تحت الإقامة الجبرية أو من اعتقلوا، فضلا عن وقف جميع الأعمال العدائية المسلحة ضد الحكومة والشعب اليمني وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية. كما طالب المجلس جماعة الحوثي بالامتناع عن الإصرار على اتخاذ إجراءات من جانب واحد يمكن أن تقوض عملية الانتقال السياسي في يمن آمن وجديد.
وفي نصه طلب القرار من الأمين العام بان كي مون أن يواصل تقديم تقرير عن تنفيذ هذا القرار في غضون 15 يوما وكل 15 يوما بعد ذلك.
وعقب التصويت على مشروع القرار، قالت مندوبة الأردن الدائمة لدى الأمم المتحدة، دينا قعوار، في إفادتها إلى أعضاء المجلس، إن استمرار الوضع الحالي في اليمن سيؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها على صعيد اليمن والمنطقة ككل، وأكدت أن قرار المجلس الذي تم اعتماده بالإجماع، يعكس وحدة موقف المجتمع الدولي إزاء اليمن.
بدورها، أكدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سامنثا باور، على ضرورة التزام جماعة الحوثي بالعملية السياسية.
وأكدت دعم واشنطن لجهود بن عمر، كما دعت الى إطلاق سراح الرئيس اليمني وجميع المسؤولين الذين هم تحت الإقامة الجبرية.
وعقب انتهاء الجلسة، دافع سفيرا المملكة العربية السعودثية والمملكة الأردنية الهاشمية عن صياغة قرار مجلس الأمن الدولي الخاص باليمن، والذي صدر بموجب الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، وليس بموجب الفصل السابع من الميثاق، كما طالبت دول التعاون في اجتماعها الاخير في الرياض.
وقال سفير السعودية عبدالله المعلمي، في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء الجلسة، إن علي عبدالله صالح (الرئيس السابق لليمن) هو أحد مفسدي العملية السياسية والانتقالية في البلاد، ونحن رأينا يمنا ينهار وشعبا يمنيا يستغيث بنا، وكان لابد لنا من التحرك.
وأضاف السفير السعودي: قرار مجلس الأمن يتحدث عن السيطرة على مؤسسات الدولة باستخدام القوة، أي ان ما قامت به جماعة الحوثي هو انقلاب، كما أن القرار يشجب بقوة تحركاتها في الأيام الماضية، ويؤكد على عودة الحوار الوطني في البلاد.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية اليابانية أمس اغلاق سفارتها في اليمن مؤقتا بسبب الوضع الأمني المتدهور في البلاد. وذكرت الوزراة في بيان أن بعض الديبلوماسيين سيقومون بجزء من واجبات السفارة من دولة قطر مبينة ان السفير الياباني لدى اليمن وأربعة من العاملين الآخرين غادروا صنعاء.
يذكر ان الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا وايطاليا وفرنسا وهولندا وتركيا اغلقت سفارتها في صنعاء بسبب الوضع الامني المتدهور بعد سيطرة الحوثيين على الحكم.