بيروت ـ عمر حبنجر
انتهت منتصف الليل الفائت ولاية مجلس النواب اللبناني السابق لتبدأ معها ولاية المجلس الجديد، المسيطر عليه من قبل فريق 14 آذار بواقع 71 نائبا مقابل 57 نائبا.
ويتسلم رئيس السن، عضو كتلة التنمية والتحرير النائب عبداللطيف الزين الرئاسة ولولاية تدوم اسبوعين، يتعين خلالها انتخاب رئيس لمجلس النواب الجديد، واعضاء مكتبه.
والمعروف ان امر الرئاسة بات محسوما للرئيس نبيه بري بأصوات ما يزيد على مائة نائب من الموالاة والمعارضة، وقد اكد رئيس السن النائب الزين امس ان بري هو المرشح الوحيد، وعن موعد الانتخابات قال انه قيد التشاور ريثما يستعد النواب للامر.
وفي ذات الوقت تنتهي اليوم ولاية حكومة الرئيس فؤاد السنيورة تبعا لانتهاء ولاية المجلس النيابي الذي تحكم بثقته وتتحول الى حكومة تصريف اعمال مع انتهاء ولايته.
بانتظار عودة الحريري
وستنطلق اشارة المشاورات السياسية فور عودة النائب سعد الحريري من السعودية اليوم او غدا، وسيلتقي فور عودته النائب وليد جنبلاط الذي سيطلعه على اجواء لقائه مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والاتفاق على عناوين المرحلة المقبلة وسيلي هذا اللقاء لقاء موسع لقوى 14 آذار وتحدد فيه موقفها من رئاسة المجلس والحكومة.
حكومة تصريف الأعمال
الى ذلك صدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية ونظرا لبدء ولاية مجلس النواب الجديد اعتبارا من اليوم الاحد بيان اعرب فيه رئيس الجمهورية عن شكره لدولة رئيس مجلس الوزراء والسادة الوزراء وطلب من الحكومة الاستمرار في تصريف الاعمال ريثما تشكل حكومة جديدة.
فرنجية بعد جنبلاط
في هذه الاثناء استقبل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، رئيس تيار المردة المعارض سليمان فرنجية على مدى 3 ساعات، وكشف فرنجية بعدها ما يمكن وصفه بخارطة طريق للتعاطي مع المرحلة المقبلة وقال بعد اللقاء: لقد فوضنا العماد ميشال عون بأن يحدد موقف المعارضة من المشاركة او عدم المشاركة في الحكومة الجديدة.
واضاف ان المعارضة تنتظر عودة النائب سعد الحريري من الرياض، فاذا كان لايزال مرشحا لرئاسة الحكومة فهو بحاجة الى اجماع وطني، اما اذا كان المرشح الرئيس فؤاد السنيورة فثمة موقف مختلف.
وتابع يقول: ننتظر لنرى ما ستقدم الاكثرية وبعد ذلك نقبل او نرفض.
واعلن فرنجية ان ضمانة السلاح هي السلاح ، وهو شعار سبق للسيد نصر الله ان اعلنه، واضاف رئيس المردة قائلا: بعدها ليكتبوا في البيان الوزاري ما يكتبون، لان اي بيان وزاري سيكون عاجزا عن اخراج سلاح المقاومة من مضمونه.
وعن علاقته بالرئيس ميشال سليمان اعتبر ان قوة الرئاسة بالمسيحيين، ورئيس الجمهورية بامكانه ان يقوي نفسه فينا.
والاخطر ما تحدث به فرنجية عن البطريرك صفير، والذي من المفترض ان يكون بحثه مع السيد نصر الله، لجهة التمييز بين بكركي والبطريرك صفير.
وفي حديث متلفز قال فرنجية ان المعارضة لن تدخل الى الحكومة الا موحدة، فاما ان تذهب جميعها للمشاركة واما لا تذهب.
بيان حزب الله
بدوره اصدر حزب الله بيانا حول استقبال فرنجية اكد فيه ان اللقاء شهد عرضا شاملا للمستجدات السياسية على الساحتين الداخلية والاقليمية، حيث توقف المجتمعون مليا عند المخاطر المتعددة التي انطوى عليها الخطاب الاخير لرئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو على المنطقة عموما وعلى لبنان خصوصا، ركز على ضرورة التماسك الداخلي والوحدة الوطنية لمواجهة هذه المخاطر وعلى رأسها الغاء حق العودة للفلسطينيين والتوطين.
وبحسب البيان تم التشاور حول افاق المرحلة المقبلة والاستحقاقات المرتقبة خصوصا ما يتعلق منها بالحكومة اللبنانية المقبلة وطاولة الحوار الوطني، حيث جرى التأكيد على الموقف الموحد للمعارضة الوطنية اللبنانية في مواجهة هذه الاستحقاقات على ضوء الافادة من كل التجارب الماضية.
لقاء رئيس الحزب القومي
كما التقى الامين العام لـ «حزب الله» رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اسعد حردان مع وفد من قيادة الحزب وتناول البحث الموضوع الانتخابي وافاق المرحلة المقبلة وعمل المعارضة الوطنية في الاستحقاقات الوطنية المقبلة.
ويذكر أن لقاء نصرالله ـ جنبلاط استغرق 3 ساعات ايضا، انما لم يشارك به احد غيرهما، وقد تخلله تقديم جنبلاط كتابا للكاتب الباكستاني طارق علي، وهو بالانجليزية ويتناول الوضع في باكستان.
وتقول صحيفة «الاخبار» ان جنبلاط امتنع عن التصريح بسبب دقة المباحثات، لكن مصادر اخرى قالت للصحيفة ان اللقاء تضمن مراجعة للمراحل السابقة وعتابا مشتركا ورغبة في التخلص من آثار الاحتقان والتوجه نحو المصالحة وتوسعة المصالحة لتشمل جميع الأطراف.
حزب الله: مؤشر إيجابي
وزير العمل محمد فنيش وضع لقاء نصرالله ـ جنبلاط في سياق المنحى الذي تلا اتفاق الدوحة، وان هذا المؤشر ايجابي على طبيعة العلاقة الراهنة بين القوى السياسية التي شهدت تنافسا حادا وصل الى حد القطيعة والخصومة ومؤشر على انفراج الوضع.
وكان وفد من حزب الله برئاسة محمود قماطي زار رئيس تيار التوحيد وئام وهاب ووضعه في أجواء لقاء نصرالله ـ جنبلاط، مشيرا الى ان هذا اللقاء سيؤسس لمرحلة من التهدئة والتعاون في البلد وداخل الطائفة الدرزية خصوصا.
وقد لاحظ نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان الانتخابات أفرزت توازنا دقيقا، ما يؤثر على حاجة كل طرف الى الطرف الآخر وبالتالي فإن جماعة الموالاة يحتاجون الى المعارضة للانطلاق بما يتفقون عليه وإلا فلن يستطيعوا قيادة السفينة المشتركة.
14 آذار صارت من الماضي!
نائب الحزب القومي السوري مروان فارس اعتبر لقاء نصرالله ـ جنبلاط بداية تغيير في خطاب جنبلاط، معتبرا ان قوى 14 آذار صارت من الماضي.
من جهة اخرى، وحول الحملة على البطريرك نصرالله صفير قال الامين العام لحزب الوطنيين الاحرار الياس ابوعاصي: ان دخول البطريرك نصرالله صفير بصورة مباشرة على المسائل المفصلية هو واجب بكركي، مؤكدا ان البطريرك لم يخطئ في الثوابت اللبنانية وهو ليس بحاجة الى شهادة من احد.
ووصف رئيس الجمهورية ميشال سليمان بضامن استقلال لبنان وحارس العيش المشترك.
وقال ان هناك قرارا عقائديا اقليميا لبنانيا بالاحتفاظ بسلاح حزب الله، واعتبر ان وجود السلاح هو سبب استقواء الفريق الآخر، مشددا على ان هذا السلاح يجب ان يكون بإمرة الشرعية.
واعتبر ان ميثاق الطائف هو هدف المعارضة، وانتقد ابوعاصي توجه السيد حسن نصرالله بطلباته المعروفة الى غبطة البطريرك.
خلال زيارة البطريرك إلى جبيل
في سياق آخر، قالت اذاعة التيار الوطني الحر، ان عناصر من فرع المعلومات في الأمن الداخلي نزعت صورا للعماد ميشال عون فضلا عن أعلام التيار عن الطريق الى بلدة «فغال» في جبيل، قبيل وصول البطريرك الماروني نصرالله صفير الى هذه البلدة امس الاول، لكن بعض الاهالي اصروا على رفع الصور والأعلام وبعضهم قاطع الاحتفال.
وأقام صفير قداسا في كنيسة مار مخايل الرعائية، ثم انتقل الى مركز رعاية الأطفال المعوقين في دير مار سركيس وشدد على ضرورة تأمين مستقبل أفضل لهؤلاء.