بيروت ـ عمر حبنجر
قطار تأليف حكومة سعد الحريري الأولى مازال متوقفا على محطة انتظار التفاهمات السعودية ـ السورية، وتشير الاخبار الواردة من الرياض، الى ان هذا الانتظار مرهون باجابات سورية عن اسئلة سعودية يتعين تسليمها الى الموفدين السعوديين قبل موعد القمة السعودية ـ السورية المحكي عنها يوم الاثنين.
وقالت صحيفة المستقبل الناطقة بلسان رئيس الحكومة المكلف الذي عاد مساء امس الأول من زيارة خاطفة الى الرياض ان الموفدين السعوديين الأمير عبدالعزيز بن عبدالله والوزير عبدالعزيز خوجة موجودان في دمشق لهذه الغاية، وان القمة مرهونة بما سيعودان به من أجوبة. لكن في الكواليس اتصالات صامتة مكملة لهذه التحركات سعيا لضمان الملاءمة المطلوبة بين المفتاح الاقليمي والتركيبة الحكومية في لبنان.
ويأمل رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط باستعادة الثقة بين لبنان وسورية عبر التوافق السعودي ـ السوري «الذي نريده مدخلا لتوافق سعودي ـ إيراني»، مشددا على المصالحات المانعة لتكرار ما حصل في محلة عائشة بكار في بيروت.
وهنا يقول سفير ايران محمد رضا شيباني في تصريح له ان بلاده تدعم اي تحرك يساهم في تعزيز الوحدة الوطنية في لبنان.
بيد ان بعض قوى 14 آذار سجلت المزيد من الملاحظات على هذا التحرك، وبعد د.سمير جعجع رئيس «القوات اللبنانية» الذي تحفظ على زيارة مطلوبة من رئيس الحكومة المكلف الى دمشق، ها هو رئيس حزب الكتائب أمين الجميل يرفع الصوت، مطالبا بانتظار حكم المحكمة الدولية قبل الدخول في علاقة جيدة مع سورية.
وقال الجميل ان الأكثرية لن تعطي كل شيء من دون تطمينات، وان كلام سورية دائما معسول، ولكن عند التطبيق تتبخر الوعود، ودعا دمشق الى تقديم الدليل على حسن نوايا باقفال المعسكرات الفلسطينية المسلحة التي تديرها مخابراتها في لبنان بغض النظر عن ترسيم الحدود والمفقودين.
وأضاف الجميل في حديث للمؤسسة اللبنانية للإرسال ان سورية تريد علاقة جديدة جيدة مع لبنان على قاعدة عفا الله عما مضى، وفي ظل بقاء سلاح الفلسطينيين خارج المخيمات والثلث المعطل وسلاح حزب الله.
واشترط الجميل ضمانات عبر معرفة من نفذ الاغتيالات في لبنان، وعدم وجود تعطيل وعدم وجود سلاح خارج المخيمات، والى ضرورة انتظار حكم المحكمة الدولية قبل الدخول في علاقات جدية مع سورية.
الجميل الذي فقده نجله الوزير بيار الجميل اغتيالا بالرصاص، ختم بالقول: انا متخوف جدا نتيجة انعدام الثقة وغياب الاحترام لبعض الأمور التي اتفق عليها، وها نحن نسمع تهديدات بتكرار 7 مايو، والدليل احداث محلة عائشة بكار.
في هذا الوقت أمل النائب ميشال المر بعد لقائه السفير السعودي علي العسيري بنجاح المساعي العربية، معتبرا ان الاتصالات السعودية السورية تأتي في اطار المساعدة على تشكيل الحكومة وتذليل العقبات، لكنه اكد أن عملية التأليف تحصل في لبنان باعتبار ان الاتصالات العربية لا تدخل في الاسماء ولا في عدد الوزراء.
وشدد المر على ان مطلب الثلث المعطل لا يساعد في تشكيل الحكومة مؤكدا ان لا رئيس الجمهورية ولا رئيس الحكومة المكلف سيقبل به. السفير السعودي ادرج زيارته للنائب المر في اطار دعم الاستقرار في لبنان ووحدة الصف الداخلي والتلاحم السياسي.
في غضون ذلك وخلافا للانطباعات السائدة توقفت جريدة «الاخبار» الناطقة بلسان المعارضة عند عدم تأكيد اي مصدر سوري مسؤول صحة الانباء حول قمة وشيكة بين الرئيس بشار الاسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. واوضحت نقلا عن مطلعين على الموقف السوري ان الامور لم تتضح بعد، وان دمشق تنتظر اجوبة عن مسائل تتعلق بالعلاقات اللبنانية السورية وآلية العمل المقترحة للمرحلة المقبلة، مع تشديد سورية على التأكيد بأن الملف الحكومي في لبنان، بكل تشعباته هو امر متروك للبنانيين.
الى ذلك تبقى التساؤلات حول زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى سورية سيدة الموقف وحول الشروط السورية التي تدعو الرئيس المكلف لزيارة دمشق اولا، وقبل ولادة الحكومة قال النائب يوسف: ليست هناك اية شروط.
في هذه السياق اكدت مصادر قريبة من تيار المستقبل لـ «الأنباء» ان رئيس الحكومة المكلف بات اكثر ميلا لتأجيل زيارته المطلوبة الى دمشق لما بعد تشكيل الحكومة لا قبلها.
وقالت المصادر ان قوى الاكثرية التي يتزعمها الحريري، خصوصا الاطراف المسيحيين منها، لم توافق على زيارة الحريري الى دمشق قبل تشكيل الحكومة لان ذهابه قبل التشكيل سيضعف موقفه بعد التشكيل بالتأكيد، وهذا ما عاد مقتنعا به كما يبدو.
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اكد امس الحاجة الى تدوير بعض الزوايا في عملية تشكيل الحكومة، لكنه ليس على حساب المصالح الوطنية الكبرى داعيا الى تسريع عملية التشكيل.