واشنطن ـ أحمد عبدالله
اجتاحت واشنطن موجة من الانتقادات لموقف الإدارة من العراق على اثر سقوط الرمادي في أيدي مقاتلي «داعش». وتركزت الانتقادات على تقديرات الادارة التي سبق ان اعلنها الرئيس باراك اوباما ورئيس الاركان مارتن ديمبسي بان «داعش» يتراجع في العراق، فيما أظهرت معارك الانبار ان داعش في واقع الأمر يتقدم. وقالت تقديرات ترددت في وزارة الدفاع الاميركية أول من امس ان داعش يعد لمسلسل من العمليات الإرهابية الضخمة داخل بغداد وان من غير الواضح حتى الآن ما اذا كان التنظيم يعتزم التقدم نحو العاصمة العراقية لاسيما من خصرها الجنوبي الغربي.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع لـ «الأنباء» ان ملابسات سقوط الرمادي هي «ملابسات معقدة» باستخدام تعبيره. وأشار الى ان داعش يسيطر بالفعل على مساحات واسعة من الانبار منذ بعض الوقت وانه ربما يترك مواقع مثل عامرية الفلوجة أو حديثة بهدف التركيز على أهداف اكبر مثل كربلاء أو بغداد. وأضاف المسؤول: «ما يجب ان يقال هنا انه لا ينبغي بالفعل اعطاء سقوط الرمادي وزنا اكبر مما يستحق».
وقال المسؤول: «لا اشك شخصيا في ان داعش سيهزم في نهاية المطاف. قصة الرمادي هي قصة ينبغي ان تفهم في سياق ظروف الوضع السياسي في بغداد وليس من اي زوايا مطلقة. ويكفي أن أقول هنا إننا نأمل في ان يتصرف الحشد الشعبي بإحساس بالمسؤولية تجاه حياة المدنيين وعائلاتهم وتجاه وحدة العراق ومستقبله. انها لحظات حرجة تقدم امتحانا للقوى العراقية الوطنية حقا وهو امتحان سوف يحدد اجتيازه او الفشل في ذلك مستقبل ذلك البلد برمته».
وكان الناطق باسم الخارجية الاميركية جيف راثكي قد قال أول من امس ان الادارة الاميركية كانت تعلم دائما ان المعركة ستكون طويلة وصعبة «لاسيما في الانبار». وأضاف: «نحن لا ننكر ان ما حدث في الرمادي هو انتكاسة ولكننا لا ننكر أيضا أننا سنساعد الحكومة العراقية كي تسترد الرمادي».
وأشار الناطق الى ان الغارات الجوية الاميركية ستتكثف لتدمير أهداف تنتمي الى داعش وأضاف: «سنواصل دعم قوات الامن العراقية بقوة حتى تسترد الرمادي». وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهت الى الادارة بسبب زعمها ان «داعش» يتراجع في العراق، فان الناطق بلسان الخارجية قال: «ليس لدينا أي شك في ان الوضع على اجماله في العراق يوضح ان «داعش» تراجع في العراق».