نصب الرئيس الموريتاني المنتخب محمد ولد عبدالعزيز رئيسا للبلاد اول من امس في حفل جماهيري بمشاركة رسمية افريقية وفرنسية.
وجرى حفل امام حشود غفيرة غص بها الستاد، افتتح بآيات من الذكر الحكيم، اقسم بعدها عبدالعزيز اليمين الدستورية كرابع رئيس للجمهورية الاسلامية الموريتانية، التي استقلت عن مستعمرتها فرنسا عام 1960.
وحضر حفل التنصيب الرئيسان السنغالي عبدالله واد والمالي امادو توماني توري، بالاضافة الى رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي ونائبة الرئيس الغامبي ايساتو نجي ـ سيدي ورئيس مجلس الشيوخ الجزائري عبدالقادر بن صالح.
اما فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، فمثلها في حفل التنصيب سكرتير الدولة الفرنسية لشؤون التعاون آلان جوايانديه، بينما مثل الاتحاد الافريقي سفيره لدى الاتحاد الاوروبي محمد صالح النظيف.
وطغت اجواء الفرح والهتاف على الحفل رغم مقاطعته من جانب المعارضة.
ونددت كل من الجبهة الوطنية للدفاع عن الديموقراطية بقيادة مسعود ولد بلخير، وتكتل القوى الديموقراطية بزعامة احمد ولد داداه ـ في بيان مشترك صدر اول من امس ـ بـ «التلاعب باللائحة الانتخابية، وشراء الذمم، والتصويت المتعدد خاصة تصويت العسكريين تحت الامرة، وكذلك الارتفاع الشديد لعدد البطاقات اللاغية، واخيرا الشكوك القوية المحيطة بالمميزات الفنية لبطاقة التصويت المستخدمة في الاقتراع».
وقال المرشحان الخاسران في الانتخابات الرئاسية احمد ولد داداه ومسعود ولد بلخير في البيان إن تنصيب محمد ولد عبدالعزيز يأتي في «سياق انعدام الثقة».
وأكد المعارضان أنهما سبق ان طالبا بتحقيق فوري عن سير الانتخابات «دون أن تتم الاستجابة لمطالبنا على ما تميزت به من واقعية وموضوعية».
وخلص البيان إلى أن «الأزمة السياسية مازالت قائمة بنفس الحدة، وإننا لا نعتقد أن من المناسب المشاركة في تلك المراسيم».
واذا كان الاتحاد الاوروبي قد طالب باجراء تحقيق مستقل في مزاعم التزوير والتلاعب بالانتخابات هذه، فان باريس وواشنطن سارعتا بالمقابل الى تهنئة الجنرال الفائز.
وقال المبعوث الفرنسي آلان جوايانديه ان «الموريتانيين ارادوا ان يكون لهم رئيس حازم في كل المواضيع» و«ما من احد يمكنه اليوم (امس) ان يشكك في هذه الانتخابات». وفي الواقع، فإن كلا من فرنسا والولايات المتحدة قلقتان حاليا من تنامي نفوذ «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» في دول الساحل، ومنها موريتانيا، ولاسيما بعد ان تبنى هذا التنظيم اغتيال مواطن اميركي في نواكشوط نهاية يونيو.
وقال الرئيس المنتخب في خطاب التنصيب «لن ندخر جهدا في محاربة الارهاب واسبابه».