أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية في الحكومة المقالة التي تديرها حركة «حماس» أمس انتهاء العملية الأمنية التي قامت بها أجهزة الأمن الفلسطينية بمدينة رفح، بمقتل زعيـــم جماعة «جند أنصــــار الله» عبد اللطيف موسى وارتفاع حصيلة القتلى إلى 24 بينهم 5 من عناصر الأمن و4 مدنيين، فضلا عن جرح 80 على الأقل. وأكدت مصادر من حماس لقناة «العربية» مصرع القائد الميداني للجماعة ويلقب بأبو عبدالله المهاجر، واسمه خالد بنات وكان يقيم في سورية، وفيما أعلنت الحركة القضاء على جميع عناصر التنظيم أوضحت أن عددا منهم كان ينتمي للأجهزة الأمنية.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية التابعة للحكومة المقال، طاهر النونو إن أجهزة الأمن أحكمت سيطرتها الكاملة على مسجد ابن تيمية في رفح والمنطقة التي تحصن فيها المسلحون، معلنا رفح ومستشفيات القطاع منطقة عسكرية مغلقة حفاظا على الأمن العام.
وذكر أن الأجهزة الأمنية طلبت من المسلحين تسليم أنفسهم إلا أنهم رفضوا وأطلقوا النار وقتلوا أحد رجال الأمن ما اضطر الوزارة للتعامل معهم.
وأفادت مصادر محلية بأن عناصر أمن حماس قاموا بعملية تفجير في منزل موسى، وتحدثت تــــقارير سابقة عن محاصرته في شقته بالدور الرابع في عمارة سكنية بحي البرازيل في رفح.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة إيهاب الغصين في بيان إن العملية الأمنية التي نفذتها أجهزة الأمن ضد «الجماعة التكفيرية» التي يتزعمها عبداللطيف موسى «بعد تهديده للحكومة الشرعية في غزة والإعلان عن الانفصال ووصف حركة حماس بالحركة العلمانية الواجب قتالها وقتلها» انتهت.
واضاف «تم التأكد من مقتل عبداللطيف موسي زعيم هذه الجماعة»، موضحا أن «عدد القتلى وصل إلى 22 بينهم ستة من أفراد الشرطة وستة من المواطنين من بينهم طفلتان». وقال مصدر طبي إن عدد الجرحى بلغ 150 جريحا بينهم 20 في حالة الخطر.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت بعد اعلان موسى إقامة «إمارة اسلامية» في الاراضي الفلسطينية بدءا برفح، وخروج العشرات من انصاره الى الشوارع بسلاحهم، في تحد لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
الثأر
في المقابل، توعد اتباع الجماعة أمس بالثأر لأعضائها الذين قتلوا في الاشتباكات مع قوى الأمن التابعة لحركة حماس.
وقالت الجماعة في رسالة نشرت على موقعها الالكتروني «رحم الله شهداءنا والله الذي لا إله إلا هو الذي رفع السموات الطباق بلا عمد لنثأرن لدمائكم ولنرملن نساءهم كما رملوا نساء مجاهدينا».
وأضافت «غزونا بني صهيون في عقل دارهم ورجعنا لاهلينا سالمين غانمين فقتلوا على أيديكم في ليلة الجمعة وفي هذه الأيام المباركات».
وكانت الجماعة أعلنت اول من امس ولاءها للإمارة الإسلامية التي أعلنها رجل الدين المتشدد عبداللطيف موسى، وقالت إن جميع تشكيلاتها ذابت في الإمارة الجديدة.
علماء فلسطين
من جهتها، وصفت «رابطة علماء فلسطين» في قطاع غزة جماعة «أنصار جند الله» الجهادية بأنها «جماعة صاحبة فكر منحرف وأن أفرادها مجموعة من الطائشين الذين قاموا بزرع الفتنة وتفجير المقاهي وحفلات الأفراح».
وقال د.سالم سلامة أحد أعضاء الرابطة ـ في مؤتمر صحافي امس ـ إن هذه الجماعة غير منظمة ولا تمثل تنظيما معينا وليس لها ارتباطات خارجية وأنها لم يظهر لها أى عمل دعوى أو عسكري.
وفي رام الله، حملت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمس حركة «حماس» مسؤولية الاشتباكات.
واتهمت اللجنة، في بيان صحافي عقب انتهاء اجتماعها برئاسة الرئيس محمود عباس في مدينة رام الله بالضفة الغربية، حركة حماس بتكرار التجربة الصومالية والأفغانية داخل قطاع غزة.
وأشارت اللجنة إلى «أعمال القتل والتدمير التي ترتكبها حركة حماس وعصابات دخيلة على وطننا أنشأتها حماس وفتحت لها الأبواب والأنفاق للتسلل إلى قطاع غزة ومولتها وتركتها تشاركها في الإمعان في تحويل جزء عزيز من وطننا إلى مرتع لتخريب حياة الشعب وتمزيق وحدته وفرض أفكارهم المجنونة».
وقالت «أتاحت حماس المجال أمام تحويل بيوت الله إلى مراكز حزبية وفصائلية لترويج الدعاية للتطرف والكراهية والتحريض ضد كل من يخالفها في الرأي والاجتهاد بما فيه الدعوة إلى القتل».