«المصلحة الآنية والجفاء»: أصدقاء الرابية وعين التينة المشتركون يوضحون صورة العلاقة بين بري وعون على هذا النحو: «المصلحة الآنية و(الجفاء) الديبلوماسي يجمعان بري وعون، والحذر المتبادل هو المسيطر، هشاشة العلاقة تجعل مشروع التفاهم صعبا، لذلك يضغط حزب الله ليس لتعديل مسار (الجنرال العنيد)، إنما لتقريب وجهات النظر بغية تحصين جبهة المعارضة، واقع الحال أنه صمام الأمان لعلاقة مهددة في أي لحظة».
تفاهمات مسبقة: يريد الرئيس بري التوصل الى تفاهمات مسبقة بين رؤساء الكتل لإنجاح اختيار اللجان النيابية حتى لا يتكرر ما حصل في جلسة انتخاب أمناء السر والمفوضين في المجلس.
لقاء جنبلاط وحردان: اجتمع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان بعيدا عن الأضواء قبل بضعة أيام، ويفترض أن يكررا اللقاء قريبا أمام الإعلام هذه المرة.
معطيات سلبية: يرى مصدر مراقب ان مجموعة المعارك الصغيرة والعقد المتوالية والاهتزازات السياسية التي شهدتها مسيرة تأليف الحكومة اعادت تكبير هوة انعدام الثقة بين اطرافها واستبعاد تصور فريق عمل منسجم بالحدود الدنيا عبر ولادتها وعملها، فحتى الآن لم تصل عملية التأليف الى المرحلة الاساسية والاشد اهمية من كل سابقاتها، وهي الاتفاق على البيان الوزاري للحكومة بخطوطه العريضة والتفصيلية، وقد راكمت المعارك الصغيرة مجموعة معطيات سلبية جديدة تضاف الى معطيات قديمة تجعل كثيرين يتساءلون، ماذا سيبقى من بقايا ثقة وانسجام، اذا طالت مسيرة التأليف أمدا اضافيا مع كل ما يمكن ان يحصل في المرحلة اللاحقة؟ وهل ما يجري يبشر بحكومة وحدة وطنية فعلا؟
محطات اقليمية: ترى مصادر سياسية ان الوضع اللبناني، بما فيه مسألة انجاز تأليف الحكومة، محكوم بأكثر من محطة اقليمية ودولية ينتظر الجميع جلاءها لمعرفة توجهات المرحلة المقبلة، وتورد في هذا الإطار، مصير المفاوضات الاميركية ـ السورية حول الملف العراقي، وأجوبة دمشق على أسئلة تلقتها من الادارة الأميركية في هذا الموضوع، إعادة الحرارة الى الاتصالات السعودية السورية بعدما شابها فتور نسبي في الفترة الأخيرة، نتائج زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى ايران، وما سينتج عنها لناحية تجاوب طهران مع الشروط والمطالب الاميركية المتعلقة بالوضع العراقي والملف النووي، عشية انتهاء المهلة التي حددتها الادارة الأميركية لطهران للتجاوب مع المطالب الدولية المعلقة بالملف النووي.
خطاب نصرالله بعيون إسرائيلية: تفاوتت التفسيرات الاسرائيلية في أوساط المحللين والخبراء السياسيين والعسكريين للخطاب الأخير لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله:
- هناك من يرى ان كلام نصرالله يشير الى تصعيد والى اعداد الأرض لحرب محتملة بعدما بات أكثر اطمئنانا وصلابة لعدة أسباب منها تحسن وضعه المفاجئ في اعقاب قرار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الانسحاب من معسكر سعد الحريري، ودراسة احتمال انضمامه الى محور حزب الله وسورية، ومنها أيضا اكتشاف نهج الرئيس الاميركي أوباما والأزمة القائمة بينه وبين اسرائيل، ما يعني ان الادارة الاميركية لن تعطي اسرائيل الضوء الاخضر لمهاجمة لبنان، نصرالله بات يشعر بأن قدرته على المناورة حيال اسرائيل أصبحت أكثر اتساعا وكذلك قدرته على التصدي لأي محاولة لتقييد حرية عمل حزبه.
- هناك من يرى ان حزب الله لا يريد ولا يرغب في أي حرب جديدة مع اسرائيل وليس لديه مصلحة في ذلك، وما يفعله نصرالله انه يذكر اسرائيل فقط بأنه مازال هنا وان له كلمة ودورا في تحديد قواعد اللعبة، حزب الله مدرك ان اسرائيل ستتصرف في أي حرب مقبلة بطريقة مختلفة تماما عن حرب 2006، في وقت ليس لدى الطائفة الشيعية رغبة في القتال مجددا ومازالت تلملم آثار الحرب الأخيرة، أما حزب الله فلديه انشغالاته الداخلية التي تتعلق بالحكومة الجديدة وبمهمة القوات الدولية في الجنوب.