قالت الحكومة المغربية انها ستخفض عدد العاملين ببعثة الامم المتحدة في الصحراء الغربية، وهددت بالانسحاب من بعثات المنظمة الدولية لحفظ السلام بعد تعليقات «غير مقبولة» أدلى بها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وصف فيها منطقة الصحراء الغربية بـ «المحتلة».
وجاء بيان الحكومة المغربية مساء أمس الأول بعد أن اجتمع بان كي مون مع وزير خارجية المغرب للتعبير عن غضبه من تصريحات للحكومة المغربية ومظاهرة في الرباط قال انها كانت هجوما شخصيا عليه في أعقاب تعليقاته بشأن الصحراء الغربية.
وقالت الحكومة المغربية في بيانها في اشارة الى بعثة الامم المتحدة في الصحراء الغربية «عقب التصريحات غير المقبولة والتصرفات المرفوضة من الأمين العام للأمم المتحدة خلال زيارته الأخيرة للمنطقة قررت حكومة المملكة المغربية اتخاذ التدابير الفورية المتمثلة في اجراء تقليص ملموس خلال الأيام المقبلة لجزء كبير من المكون المدني وخاصة الشق السياسي من بعثة المينورسو والغاء المساهمة الادارية التي تقدمها المملكة لسير عمل المينورسو وبحث صيغ سحب التجريدات المغربية المنخرطة في عمليات حفظ السلم».
واضافت قائلة «المملكة المغربية تحتفظ بحقها المشروع في اللجوء الى تدابير أخرى قد تضطر الى اتخاذها للدفاع ـ في احترام تام لميثاق الأمم المتحدة ـ عن مصالحها العليا وسيادتها ووحدتها الترابية».
وقال البيان «تمت دعوة الامين العام للامم المتحدة الى توضيح مواقفه بشكل علني من أجل استعادة جو الثقة والاحترام المتبادل.»
وتأتي الخطوة في اطار مسلسل تدهور العلاقات بين الجانبين منذ أن اتهمت الرباط كي مون الاسبوع الماضي بأنه لم يعد محايدا في صراع الصحراء الغربية قائلة انه استخدم كلمة «احتلال» ليصف وجود المغرب في المنطقة التي يدور نزاع حولها منذ عقود.
وزار بان مخيمات في جنوب الجزائر للاجئين من الصحراء الغربية الذين يطالبون بانفصال المنطقة وخاضوا حرب عصابات ضد المغرب حتى تم التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار بوساطة الامم المتحدة في 1991، وقال بان انه يريد استئناف المفاوضات حول النزاع.
والنزاع حول الصحراء الغربية الواقعة في الطرف الشمالي الغربي من أفريقيا يدور منذ أن سيطر المغرب على معظم المنطقة في عام 1975 بعد انسحاب إسبانيا المستعمر السابق.
وخاضت جبهة البوليساريو التي تطالب بانفصال المنطقة حربا ضد المغرب الى أن تم التوصل لوقف لاطلاق النار بوساطة الامم المتحدة في 1991 لكن الجانبين وصلا منذ ذلك الحين الى طريق مسدود.
وتطالب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر ودول أفريقية أخرى باجراء الاستفتاء الذي تضمنه اتفاق وقف اطلاق النار لتقرير مصير المنطقة.
لكن المغرب يقول انه لن يعرض أكثر من حكم ذاتي للمنطقة الغنية بالثروة السمكية والفوسفات والتي من المعتقد أنها تحتوي على مكامن بحرية للنفط والغاز.