أفادت صحيفة «صنداي تايمز» بتحذير مسؤولين عسكريين أميركيين للحكومة العراقية من أن حملتها العسكرية لاستعادة الفلوجة قد تؤدي إلى ظهور نسخة أخرى من تنظيم «داعش».
وقالت الصحيفة الأميركية في تقرير لها، إنه في الوقت الذي تعهد فيه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتجنب الطائفية، فإن الولايات المتحدة قلقة من أن تنجح الحملة العسكرية في هزيمة «داعش»، لكنها قد تدفع إلى عودته في شكل آخر جراء الغضب السني.
وبحسب مسؤولين عسكريين أميركيين فإن المدافعين عن المدينة من عناصر «داعش»، شيدوا دوائر من الألغام صممت لتدمير أي قوة متقدمة، وأقاموا منازل متفجرة بأكملها إذا دخلها أي شخص فإنها تنفجر وتحطم نصف مساحة الحي الذي توجد به.
وفي غضون ذلك، عثرت القوات العراقية المشاركة في عملية استعادة المدينة من تنظيم «داعش»، على مقبرة جماعية تضم مئات الجثث لعسكريين ومدنيين.
وقال عقيد في شرطة محافظة الأنبار طالبا عدم كشف هويته وكالة فرانس برس امس الاول إن «القوى الأمنية التابعة للشرطة الاتحادية وعناصر الجيش وقوات الحشد الشعبي عثروا على مقبرة جماعية في حي الشهداء خلال عملية نزع ألغام» في ناحية الصقلاوية على بعد 10 كلم شمال غرب الفلوجة.
وأضاف أن «المقبرة الجماعية تضم نحو 400 جثة تعود لعسكريين. وهناك أيضا جثث لمدنيين».
وأشار إلى أن غالبية الضحايا قد يكونون قتلوا برصاص في الرأس، موضحا أن «القوى الأمنية فتحت المقبرة الجماعية وبدأت نقل الجثث للتعرف إلى هويتها».
وأكد أن «تنظيم داعش أعدم العديد من العسكريين وكذلك المدنيون في هذه المنطقة أواخر العام 2014 وبداية عام 2015».
وأكد راجح بركات عضو مجلس محافظة الأنبار، العثور على المقبرة، قائلا إنها «تضم أيضا جثث مدنيين أعدمهم داعش بتهمة التجسس أو عدم احترام قواعد التنظيم».
وفي السياق، أعلن المجلس النرويجي للاجئين أن تنظيم «داعش» يستهدف المدنيين بالرصاص ويقتلهم خلال محاولتهم الفرار من الفلوجة.
وقال المجلس في بيان له إن مجموعات مسلحة استهدفت العائلات أثناء فرارها من المدينة عبر نهر الفرات، حيث تم إطلاق النار على عدد غير محدد من المدنيين الذين قتلوا خلال محاولتهم الهروب من القتال.
وفي هذه الاثناء، انتقد هادي العامري قائد منظمة بدر، إحدى أكبر الجماعات الشيعية المسلحة في العراق، ما وصفه بالافتقار إلى التخطيط المحكم في العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على الفلوجة.
واتهم العامري في مقابلة مع تلفزيون «السومرية» أمس الأول، الحكومة العراقية بتحريك معدات عسكرية بعيدا عن الفلوجة إلى الخطوط الأمامية في الموصل وهي المعقل الرئيسي لداعش.
وقال إنه يعتقد أن إرسال الكثير من المركبات المدرعة والمعدات العسكرية إلى مخمور بذريعة الاستعداد لمعركة لاستعادة الموصل خيانة لمعركة الفلوجة.
وأضاف العامري أن التخطيط العسكري والضغط الأميركي يهدفان إلى تنفيذ معركة الفلوجة وهي عملية الكبرى بالتزامن مع تحرير الموصل.
وافادت مصادر عسكرية عراقية بوصول اللواء 37 المدرع إلى قضاء مخمور بإقليم كردستان حيث مركز قيادة عمليات نينوى، كما وصلت تعزيزات من الفرق الهندسية تحضيرا لشن عمليات عسكرية في الغرب من مخمور كمقدمة في ما يبدو لمعركة استعادة الموصل من يد داعش، بحسب ما ذكرت قناة «العربية» امس.
وشوهدت مدرعات ودبابات تصل إلى معسكر مخمور حيث تتمركز قوات من الفرقة الخامسة عشرة من القوات العراقية، بحسب اتفاق بين بغداد وأربيل أبرم في فبراير الماضي.
وتنسق القوات العراقية مع البيشمركة الكردية ومتطوعين من أجل التمهيد للبدء بمعركة استعادة الموصل من داعش، مدعومين بغطاء من طيران التحالف الدولي لمكافحة التنظيم المتطرف بقيادة الولايات المتحدة.
وفي سياق آخر، أعلنت الشرطة العراقية مقتل أربعة مدنيين وإصابة 12 آخرين في تفجيرين منفصلين في مناطق ببغداد، امس.
وقالت مصادر في الشرطة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن مدنيين قتلا وأصيب ثمانية آخرون في انفجار عبوة ناسفة قرب محال تجارية في
منطقة الطارمية شمالي بغداد.
وأشارت المصادر إلى مقتل اثنين وإصابة أربعة آخرين في انفجار عبوة ناسفة في سوق تجارية في حي البياع جنوب غربي بغداد.