- أوباما هنأ هيلاري بضمان ترشيحها للانتخابات الرئاسية
واشنطن ـ أحمد عبدالله ووكالات
أعلنت هيلاري كلينتون فوزها بترشيح الحزب الديموقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدة انه انتصار تاريخي تحققه امرأة ومنعطف للولايات المتحدة.
وتجاوزت وزير الخارجية والسيدة الاولى السابقة، بفارق كبير اغلبية المندوبين المطلوبة لترشيحها بعدما فازت بالانتخابات التمهيدية في ولايات: كاليفورنيا ونيوجيرسي ونيومكسيكو وداكوتا الجنوبية، الا انها خسرت وبدون ان يكون لذلك تأثير، في مونتانا وداكوتا الشمالية اللتين فاز فيهما منافسها بيرني ساندرز.
واعلن فوز هيلاري امام آلاف من انصارها الذين بدت عليهم علامات الارتياح والانفعال والفرح.
وبدا التأثر بشكل واضح على كلينتون التي وضعت يدها على قلبها خلال تصفيق انصارها طويلا، بعد حملة شاقة استمرت 14 شهرا.
وقالت كلينتون أمام مؤيديها في بروكلين بنيويورك أمس الأول «بفضلكم وصلنا قطعنا مرحلة مهمة. انها المرة الأولى في تاريخ بلدنا تنال فيها امرأة ترشيح أحد الحزبين الكبيرين».
وأضافت أن «هذا الفوز ليس فوز شخص، بل يعود إلى جيل من النساء والرجال الذين قاتلوا وضحوا وجعلوا هذه اللحظة ممكنة»، مشيرة بذلك الى التاريخ النضالي الطويل من اجل حقوق النساء والاقليات.
وخصصت هيلاري جزءا كبيرا من خطابها الذي استغرق حوالي عشرين دقيقة لتحدي خصمها الجمهوري دونالد ترامب.
وقالت كلينتون «المخاطر في هذه الانتخابات مرتفعة والخيار واضح. دونالد ترامب غير مؤهل لضبط النفس بما يمكنه من أن يكون رئيسا للبلاد وقائدا أعلى للقوات المسلحة».
وتابعت«عندما يقول ترامب ان قاضيا مميزا في انديانا لا يمكنه القيام بمهامه بسبب اصوله المكسيكية او يسخر من صحافي مصاب بإعاقة او يصف النساء بالخنازير، فهذا ابعد بكثير مما كنا نتصوره».
واضافت «نعتقد ان التعاون افضل من النزاع والوحدة افضل من الانقسام والانفتاح افضل من الكراهية (...) الجسور افضل من الجدران»، ملمحة بذلك الى الجدار الذي قال ترامب انه يريد بناءه على الحدود مع المكسيك.
ومدت وزيرة الخارجية السابقة اليد لخصمها ساندرز، وقالت «اريد ان اهنئ السيناتور ساندرز على حملته الرائعة».
وأشارت الى انه «اثار حماس ملايين الناخبين وخصوصا الشباب، لكن يجب ان تكون الامور واضحة: السيناتور ساندرز وحملته والجدل الحاد الذي دار بيننا حول الحد الادنى للاجور والحد من التفاوت الاجتماعي هو امر جيد للحزب الديموقراطي ولاميركا».
من جهته، لم يعترف ساندرز بهزيمته بل اعلن انه سيواصل حملته حتى نهاية الانتخابات التمهيدية الثلاثاء المقبل في واشنطن.
وقال ساندرز خلال تجمع في سانتا مونيكا في كاليفورنيا «سنكافح بجد للفوز في انتخابات الثلاثاء المقبل في واشنطن».
واعلنت حملة ساندرز عن التخلي عن عشرات من العاملين في حملة المرشح العنيد في استعداد للتخلي عن مواصلة الحملة.
ويتجه ساندرز الى واشنطن لعقد عدد من الاجتماعات الجانبية في محاولة للتوصل الى اتفاق مع حملة هيلاري مقابل دعم حملتها.
ولا يرغب ساندرز، طبقا لقول مساعديه الاساسيين، في الحصول على اي منصب وانما يهدف الى ان تضمن كلينتون برنامجها في المؤتمر القومي للحزب عددا من النقاط التي شكلت جوهر حملته الانتخابية لاسيما فيما يتصل بإعفاء الطلاب من تبعات قروضهم لاستكمال دارستهم ورفع الحد الادنى للأجور وتشريع قيود واضحة على مضاربات وول ستريت في السوق المالية.
وفي هذه الاثناء، اتصل الرئيس الأميركي باراك اوباما بكل من ساندرز وكلينتون، وقال الناطق باسم البيت الابيض جوش ارنست في بيان ان «الرئيس اوباما هنأ المرشحين لانهما قاما بحملتين شكلتا مصدر إلهام واثارا حماس الديموقراطيين واشركا جيلا جديدا من الاميركيين في العملية السياسية وسمحا بتقديم مقترحات مهمة ليفيد اقتصادنا وسياستنا الجميع وليس الذين يملكون الثروات والسلطة فقط».
واضاف ارنست ان «الرئيس هنأ كلينتون على حصولها على عدد المندوبين الضروري لكسب ترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية».
وتابع ان «الرئيس اوباما والسيناتور ساندرزسيلتقيان بطلب من الاخير، في البيت الابيض، لمواصلة حوارهما حول الرهانات المهمة لهذه الانتخابات»حيث من المنتظر ان يجتمع أوباما وساندرز اليوم.
من جهة اخرى، أفاد استطلاع للرأي أجرته «رويترز» ومؤسسة «إبسوس» بأن كلينتون تتفوق على منافسها الجمهوري دونالد ترامب بعشر نقاط في السباق الرئاسي الأميركي المقبل.
وأشار الاستطلاع الإلكتروني إلى أن 44.3% من الناخبين المرجحين قالوا إنهم سيصوتون لكلينتون مقارنة بنسبة 34.7%سيدعمون ترامب.
وفي معسكر الجمهوريين، فاز ترامب بالانتخابات التمهيدية التي اجريت امس الاول، حيث خاضها منفردا بلا منافسة من أي مرشح آخر للحزب الجمهوري.
وعلى الرغم من ذلك، توقع الخبير الاستراتيجي الديموقراطي المخضرم جيمس كارفيل ـ الذي سبق ان قاد حملة الرئيس الاسبق بيل كلينتون- الا يصبح ترامب المرشح النهائي للجمهوريين.