يرى خبراء ان الخيار التاريخي للبريطانيين بالخروج من الاتحاد الأوروبي يعكس تمردا للشعوب على نخبهم يهز دول الاتحاد الأوروبي، وفي هذا الإطار، قال دومينيك مويزي من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية: «ان التفسير الرئيسي لما حدث هو ان: البريطانيين قالوا (لا) لنخبهم.
انه تمرد الصغار على السلطة».
من جهتها، قالت ميلاني سولي المحللة السياسية البريطانية التي تقيم في النمسا ان «ثقة الناس في النظام زالت، الاتحاد الأوروبي اصبح منتجا يصعب بيعه في المملكة المتحدة وفي أي مكان آخر في أوروبا».
وتشير سولي التي تدير معهد الأبحاث «غو غوفرنانس» في النمسا الى ازدهار حزب الاستقلال (يوكيب) البريطاني المشكك في أوروبا «وأحزاب مثله في دول اخرى بسبب غضب ناس يتجاهلهم الموجودون في السلطة، على المستوى الوطني والأوروبي على حد سواء».
وأضافت ملخصة الوضع «يشعرون انهم متروكون ولا شيء يصنع من أجلهم وخصوصا في مجالي الهجرة والاقتصاد».
بدورها، أكدت الرئيسة السابقة المحافظة للبرلمان الأوروبي الفرنسية نيكول فونتين انها «لم تفاجأ بتصويت السكان الذين يعانون من أوضاع هشة» وترى ان السبب هو أن «اوروبا مريضة بعجزها الديموقراطي».
وعلى الجانب الآخر، يرى مراقبون ان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو فعليا أهم نجاح للأحزاب الشعبوية في القارة العجوز.
ويبدو تقدم هذه الأحزاب واضحا في هولندا وفرنسا البلدان المؤسسة للاتحاد الأوروبي، وفي النمسا حيث أخفق اليمين المتطرف بفارق طفيف في الوصول الى الرئاسة في مايو الفائت، وفي إيطاليا، حيث فاز حركة النجوم الخمس ببلدية روما.
وخارج أوروبا، طال هذا التيار دولا عدة مثل الفلبين وغواتيمالا وخصوصا الولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد، قال دومينيك مويزي ان «الخصوصية المتعلقة بالاتحاد الاوروبي هي رفض المشروع الأوروبي» اي تأنيب الحاكمين على «استسلامهم لبروكسل». وأضاف انه «في الولايات المتحدة لا يتهم ترامب أوباما ببيع وطنه الى منظمة تطغى على القرار الوطني».
وشبه مويزي البعد التاريخي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بانهيار الاتحاد السوفييتي.