جدد قادة الاتحاد الأوروبي مطالبهم لبريطانيا بتسريع إجراءات الخروج من التكتل، فيما برزت إشارات من لندن بأنها ستتريث في هذا الأمر.
فقد اكد زعيم معسكر خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، وخليفة ديفيد كاميرون المحتمل، بوريس جونسون ان الخروج يجب ان يتم «دون تسرع» وحاول طمأنة البريطانيين المقيمين في الخارج ومواطني الاتحاد الاوروبي في المملكة المتحدة.
ودعا جونسون في مقال نشرته صحيفة «ديلي تلغراف» امس مؤيدي الخروج الى «بناء جسور مع الذين صوتوا من اجل بقاء البلاد في الاتحاد الاوروبي» بعد الانقسام الشديد الذي احدثته نتيجة الاستفتاء، بالاضافة الى امكان استقلال اسكتلندا.
وكتب رئيس بلدية لندن السابق ان «التغيير الوحيد الذي لن يتم بتسرع هو ان بريطانيا ستخرج من النظام التشريعي المعقد وغير الشفاف في الاتحاد الاوروبي».
وتابع جونسون الذي يعد الاوفر حظا لخلافة الزعيم الحالي لحزب المحافظين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «الاوروبيون المقيمون في هذا البلد ستظل حقوقهم محفوظة بالكامل، والامر ينطبق على البريطانيين المقيمين في الاتحاد الاوروبي».
وعلق جونسون على تصريحات رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا سترجون بشأن استفتاء جديد حول استقلال اسكتلندا، وقال «اجرينا استفتاء في اسكتلندا في 2014 ولا اشعر بإقبال فعلي لاجراء استفتاء ثان في وقت قريب».
جاء ذلك، فيما اعلنت الحكومة البريطانية عن انشاء دائرة خاصة ستبدأ العمل على مسألة الخروج من الاتحاد الاوروبي، مؤكدة ان تنظيم استفتاء حول الاستقلال «هو آخر شيء تحتاج اليه» اسكتلندا.
وفي المقابل، زاد قادة الاتحاد الاوروبي من ضغوطهم على لندن من أجل تسريع وتيرة اجراءات الانسحاب من التكتل الاوروبي عبر دعوتها لتفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة المؤسسة للاتحاد.
وتنص هذه المادة على انه من اجل الشروع في اجراءات الانسحاب، على بريطانيا ابلاغ المجلس الاوروبي المؤلف من رؤساء دول وحكومات البلدان الاعضاء بنيتها الخروج من الاتحاد، وان تتفاوض بعد ذلك على مدى سنتين كحد اقصى في «اتفاق انسحاب».
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرو إنه يتعين على بريطانيا أن تحدد من سيمثلها حتى يمكن لمفاوضات خروجها من الاتحاد الأوروبي أن تتبلور.
وقال ايرو في مقابلة مع رويترز امس إن حصول بريطانيا على حقوق مماثلة لسويسرا تمكنها من دخول السوق الموحدة للاتحاد دون حرية انتقال رؤوس الأموال والأيدي العاملة والسلع والخدمات لن يكون أمرا «تلقائيا».
واضاف «بالتأكيد يتعين على بريطانيا أن تحل مشكلة من يمثلها... ومن هناك يمكننا العمل على وضع جدول أعمال وبرنامج زمني». وأعربت ألمانيا عن رغبتها في الحصول على توضيح سريع من بريطانيا بشأن خارطة طريق خروجها من الاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت امس: «إن الحكومة الاتحادية لا ترغب في لعبة التأجيل». وأشار زايبرت إلى أنه وفقا للمادة 50 بمعاهدة لشبونة لا يمكن أن يأتي الإخطار بشأن الخروج من الاتحاد إلا من الحكومة البريطانية نفسها، مؤكدا أن الحكومة الاتحادية لا تعتزم انتظار ذلك طويلا، لافتا الى أنه إذا كانت الحكومة البريطانية لا تزال بحاجة الى «وقت محدد»، فسوف يتم احترام ذلك.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي إن أسوأ شيء قد يفعله الاتحاد الأوروبي في أعقاب الاستفتاء على خروج بريطانيا منه هو تضييع الوقت في مناقشات إجرائية.
وأضاف رينزي أمام مجلس الشيوخ الإيطالي «آخر شيء يجب أن تفعله أوروبا هو خوض مناقشة بشأن الإجراءات لمدة عام».