- بايدن: كلينتون ستكتب السطور المقبلة في الحلم الأميركي
ألقى الديموقراطيون بآخر وأكبر أحصنتهم في السباق على الرئاسة الأميركية للرهان على مرشحتهم هيلاري كلينتون، حيث كان الرئيس باراك اوباما آخر المتحدثين في الليلة الثالثة للمؤتمر العام للحزب في فيلادلفيا.
ورسم أوباما صورة متفائلة لمستقبل الولايات المتحدة وعبر عن دعمه الكامل لهيلاري في مواجهة خصمها المرشح الجمهوري دونالد ترامب في خطاب أثار الحماس بشدة خلال اجتماع الحزب الديموقراطي.
وحث أوباما أعضاء حزبه على تمكين كلينتون من إنهاء المهمة التي بدأها مع انتخابه قبل نحو ثمانية أعوام، في خطاب ألهب حماس الحضور في ختام ليلة شهدت كلمات ألقتها شخصيات حزبية بارزة عقدت مقارنات بين كلينتون وترامب الذي صور على أنه تهديد للقيم الأميركية.
وقبل ان يختتم المؤتمر ايامه أمس بخطاب قبول هيلاري لترشيحها، قال أوباما وسط هتافات الحضور أمس الأول «لم يكن هناك قط أي شخص رجلا كان أو امرأة - ولا أنا ولا بيل - أهلا لرئاسة الولايات المتحدة أكثر من هيلاري كلينتون».
وقال أوباما «أنا متفائل بشأن مستقبل أميركا أكثر من أي فترة». وأضاف «هذه الليلة أطلب منكم أن تفعلوا مع هيلاري كلينتون ما فعلتموه معي. أطلب منكم أن تحملوها بنفس الطريقة التي حملتموني بها». وعندما انتهى من حديثه صعدت كلينتون إلى المنصة وتعانقا وتشابكت يداهما ملوحين للحضور.
وحملت كلمة أوباما للمندوبين بديلا لرؤية ترامب للولايات المتحدة بوصفها دولة واقعة تحت حصار المهاجرين غير الشرعيين والجريمة والإرهاب وأنها دولة تفقد نفوذها العالمي.
وأشار الى الانجازات التي حققتها ادارته في السنوات الماضية ومنها القضاء على زعيم تنظيم (القاعدة) اسامة بن لادن والاتفاق النووي الإيراني ومحادثات باريس وإعادة تطبيع العلاقات مع كوبا والتغيرات في نظام الرعاية الصحية والاقتصاد والحقوق المدنية.
وذكر ان كلينتون عملت معه في اشد الظروف وساعدته على اتخاذ قرارات حاسمة ما يؤهلها لتصبح الرئيسة المقبلة للولايات المتحدة اكثر من أي شخص آخر.
ودعا الناخبين الأميركيين الى اختيار المرشح الذي يفكر في مصلحة الشعب الأميركي أولا.
واستهدف أوباما شعار حملة ترامب ووعده «بجعل أميركا عظيمة مرة أخرى». وقال «أميركا عظيمة بالفعل. وهي قوية بالفعل. وأؤكد لكم أن قوتنا وعظمتنا لا تعتمد على دونالد ترامب».
وأضاف أن القيم الأميركية هي ما جعلت الولايات المتحدة عظيمة وليس الانتماء العرقي أو الديني أو السياسي.
وقال «وهذا ما يجعل كل من يهدد قيمنا - سواء كان فاشيا أو شيوعيا أو محرضا نشأ في الداخل - يخسر في النهاية».
وندد، بالرؤية التشاؤمية للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، معتبرا انه ليس «رجل مشاريع ولا رجل وقائع».
وأضاف «لسنا شعبا ضعيفا او خائفا. سلطتنا لا تأتي من هذا وذاك الذي ينصب نفسه منقذا ويعتبر انه وحده يمكنه ان يعيد الامور الى نصابها. لا نريد ملكا» علينا.
وانتقد بشدة ترامب باعتباره «رجل اعمال حقق النجاح من خلال الدعاوى القضائية وعدم دفع اجور العمال والغش»، مشيرا الى انه امضى 70 عاما دون ان يكترث للطبقة العاملة.
من جهته أبدى نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، دعمه المطلق لمرشحة الحزب الديموقراطي، منتقدا مرشح الجمهوريين ترامب، معتبرا أن الولايات المتحدة «ستكون ضعيفة وسيغيب عنها الأمن في حال تمكن المرشح الجمهوري من الوصول إلى سدة الحكم».
وقال إن هيلاري كلينتون «ستكتب السطور المقبلة في الحلم الأمريكي»، مشيرا إلى أن القرن 21 سيكون «القرن الأمريكي».
وأضاف «ان هيلاري تعرف الصعوبات المتعلقة بالمصروفات الجامعية المرتفعة، وبالألم الذي يشعر به الآباء عندما لا يستطيعون إلحاق أبنائهم بالتعليم الجامعي».
وعلى غرار المتحدثين قبله خصص بايدن معظم خطابه للهجوم على ترامب بحدة، قائلا «كيف يمكن أن تقول لنا انك تهتم بالطبقة الوسطى عندما تكون جملتك الشهيرة أنت مطرود، إنه ليست لديه فكرة عن أي شيء».
واعتبر بايدن أن فقدانه لابنه بو علمه كيف أن تكون قويا وأن تمضي في الحياة، وأن هذه هي أميركا التي يعرفها، فيما وصف أوباما بأنه «أحد أفضل الرؤساء الذين مروا على الولايات المتحدة الأمريكية»، وأنه الآن «جزء من عائلته».
جدير بالذكر أن كلينتون حصدت أصوات مندوبي الحزب من مدينة فيلادلفيا، وولاية داكوتا الجنوبية، خلال المؤتمر العام للحزب الديموقراطي، الاثنين الفائت، حيث حصلت على ألفين و383 صوتا لتتخطى بذلك عتبة الحد الأدنى من الأصوات لنيل ترشيح الحزب من أجل خوض غمار الانتخابات الرئاسة الأميركية.
وبذلك أصبحت كلينتون المرشحة الرسمية للحزب الديموقراطي لسباق الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في الثامن من نوفمبر المقبل. ومع ترشح كلينتون عن الحزب الديموقراطي تكون قد حصلت على لقب السيدة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية لخوص سباق الانتخابات الرئاسية في البلاد.