- «الإنترنت» من أدوات «داعش» الفاعلة في استقطاب المؤيدين وتجنيد العملاء
أحمد صابر
في إطار الجهود المتواصلة للوزارات والهيئات والجهات الحكومية المصرية بصفة عامة، والمؤسسات التعليمية والأكاديمية بشكل خاص، في التصدي للإرهاب وبحث أصوله وأسبابه ودوافعه ووضع الحلول اللازمة لتلافي آثاره وتحصين الشباب من الانجراف في غياهبه، تشارك جامعة المنصورة المصرية بدراسة علمية، في فعاليات المؤتمر الدولي الثاني الذي تنظمه جامعة الملك خالد بالسعودية تحت عنوان «الإعلام والإرهاب: الوسائل والاستراتيجيات»، وذلك في إطار الحرب الدولية على تنظيم «داعش» يوم الثلاثاء المقبل حيث تستمر أعمال المؤتمر لمدة ثلاثة أيام.
وتتناول الدراسة التي أعدها أستاذ الصحافة وتكنولوجيا الاتصال بجامعة المنصورة د.مجدي الداغر مواقع التنظيمات الإرهابية على شبكة الإنترنت وخاصة إعلام«داعش»، مستهدفا التعرف على طبيعة العلاقة بين تعرض الشباب للصحافة الإلكترونية ومستوى المعرفة لديهم بقضايا الارهاب الدولي وذلك بالتطبيق على عينة من الصحف الإلكترونية السعودية هي «ايلاف» و«سبق»، وتحليل مضمون 292 موضوعا منشورا على موقعيهما، وكذلك اجراء دراسة ميدانية على 400 طالب من ثلاث جامعات سعودية في مدينة الرياض.
وتوصلت دراسة د.مجدي الداغر إلى عدد من النتائج منها تفوق جريدة «ايلاف» في حجم التناول والتغطية الإعلامية للعمليات التي يقوم بها «داعش» محليا ودوليا، ولفتت الدراسة الى ان العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة والقرصنة الإلكترونية تصدرت قضايا الإرهاب الدولي في جريدة «سبق»، موضحة ان معظم الشباب السعودي يرون أن الصراع بين التيارات السياسية أحد أسباب الإرهاب بعد ثورات الربيع العربي، وأن شبكة الإنترنت أصبحت من أدوات «داعش» الفاعلة في استقطاب مؤيديها وتجنيد العملاء، كما أن إعلان البيعة لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي وإعلان تأسيس دولة الخلافة في المناطق التي يتواجد فيها التنظيم كان عبر مواقع الإنترنت، ما ساهم في انتشار التنظيم وتوسيع قاعدة مؤيديه عبر العالم الافتراضي.
وتؤكد نتائج الدراسة أيضا أن العمليات الإرهابية التي يقوم بها «داعش» هى الأخطر من حيث التأثير على الشباب وخاصة عندما تقوم على تجنيد الشباب عبر مواقع الإنترنت، والحصول على تمويل عملياتها عبر تبرعات جمعيات التطوع وهيئات الإغاثة، وهو ما قد يؤدى بالبعض منهم إلى أن يقوم بتفجير نفسه أو القيام بعملية انتحارية لصالح التنظيم وسط تجمعات سكانية مقابل الحصول على مكانة في التنظيم أو مزيد من المال أو طمعا في دخول الجنة عبر تأويل النصوص الدينية البعيدة تماما عن ترويع الناس وبث الرعب بينهم، وهو ما كشفت عنه صحيفة «إيلاف» من أن الأجهزة الأمنية في المملكة قامت بإفشال عملية انتحارية لأحد عناصر «داعش» أثناء مباراة كرة قدم في المملكة.