تتوالى الدعوات الروسية للادارة الاميركية الجديدة لزيادة التعاون فيما يبدو أن الرئيس الاميركي الجديد ما زال مشغولا بترتيب البيت الداخلي وتحديد أولوياته بعد أكثر من ثلاثة اسابيع على توليه السلطة.
لكن الرد الاميركي، جاء على لسان وزير الدفاع «الپنتاغون» في إدارة الرئيس دونالد ترامب الذي اكد أنه لا يرى ظروفا مواتية لتعاون عسكري مع روسيا فيما مثل صفعة جديدة لآمال موسكو بشأن تحسين العلاقات.
وقال جيمس ماتيس للصحافيين بعد محادثات في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل «لسنا في وضع مناسب الآن للتعاون على المستوى العسكري. لكن زعماءنا السياسيين سيتعاملون ويحاولون إيجاد أرض مشتركة».
وقبل الاجتماع الاول من نوعه بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي الجديد ريك تيلرسون أمس على هامش الاجتماع الوزاري لمجموعة العشرين في بون بالمانيا، رأى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن روسيا والولايات المتحدة «تهدران الوقت» لتحسين العلاقات والعمل على إحداث تقارب بينهما.
ويعبر تصريح المتحدث عن استياء متزايد لدى موسكو التي لا تزال تنتظر أن تترجم دعوات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى علاقات وثيقة بين البلدين في إجراءات عملية، وهو ما لم يتحقق بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على تنصيبه.
وقال بيسكوف للصحافيين: «ثمة مشكلات كثيرة ونحن نهدر الوقت لأننا لا نعمل على تسويتها».
وكانت السلطات الروسية تأمل من ترامب رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على هذا البلد بصورة سريعة، وإحداث تقارب في العلاقات.
وقال بيسكوف: «ما زلنا نأمل أن يتم عاجلا أو آجلا الشروع في آلية إقامة علاقات طبيعية (...) مع واشنطن».
من جهته، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى إعادة التعاون، بين أجهزة الاستخـبارات الروسـية والأميركية.
وقال بوتين متحدثا أمام مسؤولي جهاز الأمن الفيدرالي الروسي: «علينا تطوير التعاون على أعلى مستوى مع شركائنا الأجانب على صعيد مكافحة الإرهاب» مؤكدا انه «من مصلحة الجميع استئناف الحوار مع أجهزة المخابرات في الولايات المتحدة ودول أخرى في حلف شمال الأطلسي».
وفي مقابل دعوات التعاون هذه، حذر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس واشنطن من محاولة التفاوض مع موسكو من «موقع القوة» قبل أول اجتماع بين القادة العسكريين للبلدين منذ تنصيب دونالد ترامب رئيسا.
وقال شويغو في بيان: «نحن مستعدون لاستئناف التعاون مع الپنتاغون.. لكن محاولات بناء حوار من موقع القوة فيما يتعلق بروسيا ليس لها أي فرصة» للنجاح.
وكان شويغو يرد على تعليق لوزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس الأربعاء قال فيه إن واشنطن حريصة على أن تكون لديبلوماسيتها اليد العليا في أي محادثات مع روسيا.
وقال ماتيس في بروكسل: «نحن منفتحون على فرص إعادة العلاقة التعاونية مع موسكو مع البقاء واقعيين في توقعاتنا والحرص على أن يفاوض ديبلوماسيونا من موقع قوة».
وصدرت التصريحات في حين من المقرر أن يجري قائد الأركان الأميركي جو دانفورد محادثات مع نظيره الروسي فاليري جيراسيموف في باكو.