اعلنت كل من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة موافقتها على الاقتراح الذي ينص على تخصيب اليورانيوم الايراني خارج إيران في حين مازالت طهران تدرس الاقتراح للرد عليه الاسبوع القادم.
ونقل التلفزيون الايراني عن ممثل ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية قوله امس «سنقدم ردنا الى البرادعي الاسبوع القادم» في اشارة الى الامين العام للوكالة محمد البرادعي.
وقال سلطانية ان ايران «تدرس بعناية مختلف الابعاد التي تضمنها الاقتراح حول تزويد المفاعل الايراني للابحاث بالوقود النووي».
ومن المنتظر ان يعود سلطانية الى ڤيينا قادما من بلاده لتسليم الرد للبرادعي الذي امل ان يكون ايجابيا.
وجاء في بيان اصدرته الوكالة الدولية ان «ايران ابلغت البرادعي اليوم (امس) انها تفكر في الاقتراح بعمق وبشكل ايجابي، ولكنها تحتاج الى المزيد من الوقت حتى منتصف الاسبوع المقبل للرد».
واضاف البيان ان «المدير العام يأمل في ان يكون الرد الايراني ايجابيا، لان المصادقة على هذا الاتفاق ستكون مؤشرا على عهد جديد من التعاون».
ازاء ذلك، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ان بلاده مازالت تأمل في ان ايران سترد ايجابيا على مشروع الاتفاق لامدادها بالوقود النووي.
وقال المتحدث باسم الوزارة ايان كيلي للصحافيين «نأمل في أن يقدموا الاسبوع القادم ردا ايجابيا.. من البديهي اننا كنا نفضل ان يكون لدينا رد اليوم (امس). اننا نعتبر هذا أمرا ملحا».
وكان البرادعي حدد منتصف ليل امس موعدا نهائيا لتسلم الرد الايراني على الاتفاق.
واعرب المدير العام للوكالة الدولية في مقابلة اجرتها معه مجلة «لكسبرس» الفرنسية عن تفاؤله بشأن موافقة ايران على مسودة الاتفاق حيث قال «منذ ايام عدة، كل المؤشرات تتقاطع. ايران تريد فعلا المضي قدما».
واكد ان الرئيس محمود احمدي نجاد «ابلغه هذا الامر بوضوح قبل 15 يوما»، خلال زيارته لطهران.
واضاف البرادعي «ربما هناك تفاصيل ينبغي الاتفاق حولها تتعلق بالاتفاق الذي تم اقتراحه هذا الاسبوع في ڤيينا».
واوضح ان الرئيس الايراني «يريد تطبيع علاقات بلاده مع الولايات المتحدة والدول الغربية، وكذلك مع المجتمع الدولي عموما»، و«هو غير مهتم بـ «تطبيع» جزئي بل شامل».
وفي وقت سابق أمس، ذكر التلفزيون الايراني ان طهران قالت امس إنها اقترحت على القوى الكبرى أن تشتري وقودا نوويا لمفاعلها.
ونقل التلفزيون عن عضو بفريق المفاوضين الايرانيين قوله «ايران ترغب في شراء الوقود لمفاعل طهران للابحاث في إطار اقتراح واضح اننا ننتظر من الطرف الاخر ردا بناء ويساعد على بناء الثقة».
وعودة الى موافقة الدول الكبرى على الاقتراح النووي، كانت روسيا الاولى بين البلدان الاربعة التي اعلنت موافقتها الرسمية على الاقتراح.
وصرح وزير الخارجية سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي في موسكو بقوله «نوافق على هذه الاقتراحات». كما اعلن البيت الابيض ان الولايات المتحدة وافقت على مقترحات الوكالة.
كما اعلنت فرنسا موافقتها على الاتفاق، وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في تصريح صحافي ان «مشروع الاتفاق يناسب فرنسا، لقد ابلغنا ذلك بصورة رسمية».
ولم تكشف تفاصيل اقتراح البرادعي، الا ان فرنسا قالت انه يدعو ايران الى تسليم اكثر من 1200 كلغ من اليورانيوم المنخفض التخصيب من مفاعل نطنز الى روسيا بنهاية العام.
وستقوم روسيا بدورها بتخصيب اليورانيوم الايراني الى نسبة 19.75% لاستخدامه في مفاعل الابحاث في طهران الذي ينتج نظائر مشعة للاستخدامات الطبية. الى ذلك، سلمت إيران امس، باكستان قائمة بالأشخاص المطلوب اعتقالهم، إثر التفجير الانتحاري الذي شهدته إيران مؤخرا وراح ضحيته قادة من الحرس الثوري، غير أن باكستان أكدت أن هـؤلاء المطلوبين ليسوا موجوديــن علـــى أراضيهـــا.
وقد أبلغ وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك، نظيره الإيراني مصطفى محمد النجار الذي يزور باكستان حاليا، خلال اجتماع عقد بينهما امس، بأن زعيم جماعة جند الله موجود في أفغانستان وليس في باكستان.
وصرح رحمن مالك، عقب الاجتماع، بأن باكستان ستقوم اليوم بتسليم إيران الأدلة التي تثبت أن الإرهابيين الذين تطلبهم ليسوا في باكستان.
وقال: إن وزير الداخلية الإيراني طلب الوصاية على شخصين ألقت قوات الأمن القبض عليهما. إلا أنه لا يمكن الكشف عن هوية هذين الشخصين.
في نفس السياق اتهمت إيران جهاز الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد» بالوقوف وراء الهجوم الأخير وقال محسن رضائي أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني في مقابلة مع قناة «العربية» الإخبارية امس «أرى بوضوح الأيدي الإسرائيلية والصهيونية في هذا الحادث، وشكي الأساسي هو جهاز الاستخبـــارات الإسرائيليـة».