- التهديدات الإسرائيلية إعلان مسبق بالحرب ونطمح لإحباط العدوان قبل وقوعه
- مستعدون لإشعار كل نظام عربي بأن المقاومة رصيد له وليست انتقاصاً
- حريصون على معالجة موضوع «خلية حزب الله» في مصر بما لا يحرج أحداً
بيروت ـ داود رمال
استغرب عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي تضخيم أمر إطلاق الصاروخ من الجنوب اللبناني واستصغار ما جرى قبله لجهة كشف أجهزة التنصت الإسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية من قبل الجيش اللبناني، واصفا الموفد الدولي المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن بأنه «موظف مشبوه يحمل المطالب الاسرائيلية ويعمل على تحقيقها وهو موظف اسرائيلي بالتبعية يخترق الامم المتحدة ويسعى لتشويه صورة حزب الله دوليا»، معتبرا ان المحاولات الهادفة الى القضاء على المقاومة دفنت في ذات القبر الذي سجي فيه العدوان الاسرائيلي في يوليو من العام 2006، موضحا ان التهديدات الاسرائيلية هي «إعلان مسبق عن النية بارتكاب جرائم حرب والمقاومة تطمح الى احباط العدوان قبل وقوعه وهذا لا يتحقق إلا بزيادة في القدرات الدفاعية للمقاومة قائلا «ان البعض الذي مازال يسأل عن قرار السلم والحرب غير ملتفت الى اننا في لبنان نتعرض لحرب اسرائيلية بأشكال شتى».
لافتا الى الحرص «على ابعاد المسائل المتعلقة بتأليف الحكومة عن السجال الإعلامي رغبة في التوصل الى اتفاق قريب» آملا «ولادة الحكومة قريبا لأن الموانع آخذة في الزوال». واشار الموسوي الى ان الرئيس المكلف سعد الحريري عندما قرر اقامة حكومة وحدة وطنية فإنه اتخذ خطوة في الاتجاه الصحيح قابلناها بإيجابية وهذا الاتجاه يجب ألا يعرقل من جانب أي طرف» معلنا ان «حزب الله يدرس المواقف الأخيرة لسمير جعجع» كاشفا انه «ليس هناك ما يحول دون عقد لقاء بين الرئيس الحريري والسيد حسن نصرالله، والعلاقة مع الحريري تقوم على ترسيخ قواعد العيش المشترك في لبنان وإزالة كل التوترات وتوحيد اللبنانيين في مواجهة العدوان الاسرائيلي» مضيفا ان العلاقة مع الوزير وليد جنبلاط آخذة في التطور إيجابا». وانه «وبعد تشكيل الحكومة ستنطلق عملية المصالحة الميدانية مع الشارع الذي يمثله الحريري بزخم لتفادي الفخ الأكبر وهو اثارة النزاعات المذهبية والطائفية» مبديا الحرص على «معالجة موضوع خلية حزب الله في مصر على النحو الذي لا يحرج أحدا» متوجها الى الكويت أميرا وحكومة وشعبا بالشكر الجزيل على الجهود في بلسمة جراح اللبنانيين، مقدرا عاليا دور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على مستوى تسوية النزاعات العربية – العربية بحكمة ودراية، مبينا الاستعداد لإشعار «كل نظام عربي بأن المقاومة هي رصيد هذا النظام وليست انتقاصا من رصيده».
مواقف النائب الموسوي جاءت في حديث شامل لـ «الأنباء» فيما يلي نصه:
يبدو ان المنطقة الحدودية في الجنوب لم تعد ممسوكة أمنيا بدليل حوادث اطلاق الصواريخ المتكررة كيف ينظر حزب الله الى هذا الخلل الأمني؟
نحن لسنا بصدد تناول هذا الأمر، لذلك نحن لم نعلق على ما جرى، لكن انا استغرب تكبير هذا الأمر واستصغار ما جرى قبله اذ سبق ان اكتشفت السلطات اللبنانية لاسيما الجيش اللبناني، ان الاسرائيليين قد وضعوا أجهزة تنصت داخل الأراضي اللبنانية، وهذا الحدث لم يحفل بعناية وسائل إعلام عربية ومحلية على النحو الذي حفل به اطلاق الصاروخ من بلدة حولا، لذلك يا حبذا لو ان هذه الحمية تثار حين يتعلق الأمر بالخروقات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية التي تجاوزت العشرة آلاف خرق منذ 14 أغسطس من العام 2006.
هل، برأيك، من رابط بين الوضع السياسي الداخلي وهكذا أحداث وأيضا هل من رابط بينها وبين اقتراب صدور التقرير الدوري حول القرار 1701 لاسيما بعد الذي حمله تقرير رود لارسن حول القرار 1559؟
كما قلت انا لن أتناول هذا الموضوع لكن فيما يتعلق بتقرير تيري رود لارسن فإن هذا الموظف هو شخص مشبوه، يعرف اللبنانيون لاسيما ضباط الجيش اللبناني، انه كان يحمل المطالب الاسرائيلية ويعمل على تحقيقها لاسيما في عملية ترسيم الخط الأزرق، وهذا الموظف يمكن اعتباره موظفا اسرائيليا بالتبعية يخترق الامم المتحدة، وان ما يسعى اليه هو تشويه صورة حزب الله دوليا، وتمويه صورة الاحتلال الاسرائيلي واخفاء مشهد الاختراقات والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، من خلال طرح موضوعات لا تتصل بالمصلحة اللبنانية، لاسيما لجهة الحديث عن حل الميليشيات، مع ان الجميع يعرف ان اتفاق الطائف قد ميز بين ما هو ميليشيا وما هو مقاومة، وان الميليشيات قد جرى حلها في العام 1992، في حين ان المقاومة حينذاك واصلت عملها. وهذا الامر يمكن ملاحظته لكل ناظر في التقرير، أليس استمرار الاحتلال الاسرائيلي للنصف الشمالي من بلدة الغجر انتهاكا للسيادة اللبنانية لذلك لِم لم يحظ بتوقف عنده او استخدم عبارات من قبل الاحتجاج والرفض، وما الى ذلك التي تغيب تماما، لكنها تحضر حين يتعلق الامر بالمقاومة. أليست الاعتداءات اليومية على السيادة اللبنانية من خلال الانتهاكات الجوية وما اليها انتقاصا من السيادة اللبنانية، أليس سبب عدم الاستقرار في المنطقة هو الاحتلال والعدوانية الاسرائيلية فهل يصير عدم الاستقرار معزوا للمقاومة في حين انها حق مشروع تقره كل الاعراف قبل ان تقره المواثيق والنصوص هل تصبح المقاومة هي سبب عدم الاستقرار؟ لذلك هذا الموظف المشبوه سيواصل نغمته المعتادة ونحن في المقابل نعتبر ان هذه المحاولات الهادفة الى القضاء على المقاومة دفنت في القبر نفسه الذي أسجي فيه العدوان الاسرائيلي في يوليو في العام 2006.
جاهزون للرد على الاعتداءات
وزير الدفاع الاسرائيلي أعلن بموازاة ذلك، ان جيشه على جهوزية تامة للمواجهة مع لبنان وغير لبنان، هل أنتم جاهزون وهل تتوقعون حربا جديدة؟
ليس هذا هو التهديد الاول الذي يطلقه الاسرائيليون وهذه التهديدات هي ايضا اعتداء على السيادة اللبنانية، وهي اعلان مسبق عن النية بارتكاب جرائم حرب، اما فيما يتعلق بجهوزية المقاومة فإن المقاومة قد آلت على نفسها ان تعمل على رفع قدراتها، حيث تكون قادرة على الدفاع عن لبنان على نحو يحبوا الاهداف السياسية والعسكرية، بل انها تطمح الى احباط العدوان قبل وقوعه، وهذا الامر لا يتحقق الا بزيادة في القدرات الدفاعية للمقاومة.
ماذا عن الحرب التجسسية التي أعلنت اسرائيل انها مستمرة بها، خصوصا ان كشف الشبكات توقف مع انتهاء الانتخابات النيابية، وهل تتخوفون من اعمال امنية؟
فيما يتعلق بتوقف بعض الاجهزة الامنية عن ملاحقة شبكات التجسس، فهذا السؤال يحول الى هذه الاجهزة الامنية، مع العلم اننا طالبنا نحن وبعض الشخصيات السياسية والقوى السياسية بأن تعود الى ما كانت تقوم به، لأن البعض قد بات يعتبر ان اسهام بعض الاجهزة كانت له اسباب انتخابية، نحن لا نريد الدخول في هذا الامر، لكن ما نريد ان نراه هو استكمال العمل الذي يكافح التجسس الاسرائيلي مادام ان الاسرائيليين قد اعلنوا صراحة انهم مستمرون في أعمال التجسس. اما ان هذه الاعمال يقوم بها الاسرائيليون فإننا ندرك هذا الامر منذ انطلاقة المقاومة، لكن هذا التصريح الاسرائيلي ينبغي ان يسمعه من كان لديه شك في اننا في حالة حرب مع اسرائيل، لأن البعض لازال يسأل عن قرار السلم والحرب غير ملتفت الى اننا واقعا في لبنان نتعرض لحرب اسرائيلية تأخذ اشكالا شتى أمنية وتجسسية، وعمليات اغتيال وجمع معلومات.
موانع الحكومة آخذة في الزوال
بالنسبة للوضع الحكومي أين أصبحت الجهود لتأليف الحكومة وحل العقدة هل هو لدى العماد ميشال عون أم هناك عقد عند أكثر من جهة؟
نحن رغبة منا في التوصل الى اتفاق قريب بشأن تأليف الحكومة حرصنا على أن نبعد المسائل المتعلقة بتأليف الحكومة عن السجال الاعلامي، لأن كل اثارة اعلامية كانت تؤدي الى اعاقة الجهود الساعية الى تشكيل هذه الحكومة، لذلك نحن نفضل بحث هذه المسائل خلال الحوارات المباشرة في اطار الغرف المغلقة، وهذا ما نشجع عليه، وهذا ما يحصل حاليا، ولذلك نأمل ان نرى قريبا حكومة ونعتقد ان الموانع آخذة في الزوال.
المعارضة في خطابها السياسي تحرص على تحييد الرئيس المكلف سعد الحريري وتركز على حلفائه هل هذه هي حقيقة قناعاتكم أم ذلك تكتيك سياسي؟
فيما يتعلق بالرئيس المكلف سعد الحريري عندما قرر اقامة حكومة وحدة وطنية، فإنه اتخذ خطوة في الاتجاه الصحيح وقابلناها نحن بإيجابية، لذلك نعتقد ان اتجاه الرئيس المكلف نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية ينبغي ألا يعرقل من جانب أي طرف، لذلك ما نقوم به من ايجابية هو في محله.
ألا ترى ان عقدة الحكومة هي مسيحية بامتياز، وفي أي خانة تضع مواقف سمير جعجع الايجابية تجاه حزب الله؟
فيما يتعلق بالعقد قلت لن اتناول هذا الموضوع اعلاميا، اذا كان هناك من عقد يجب ان نعالجها في اطار الغرف المغلقة، اما المواقف التي صدرت عن رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، فاننا ندرس هذه المواقف، وما نعمل من اجله، نحن في المقاومة، هو ان تكون كل انواع البيئة الاجتماعية – السياسية في لبنان، هي بيئة غير معادية للمقاومة ان لم تكن بيئة صديقة او حاضنة.
رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تحدث عن مشكلة ادارة وليست مشكلة سياسية فيما يتعلق بتأليف الحكومة، هل توافقونه الرأي؟
لا اريد ان ادخل في تأويل ما قاله الرئيس في هذا الصدد لكن نحن ندفع بايجابية نحو ازالة كل العقد.
كيف هي علاقة حزب الله مع الرئيس المكلف سعد الحريري، وهل من لقاء جديد بين الحريري والسيد حسن نصر الله؟
ليس هناك ما يحول دون اجراء هذه اللقاءات، نحن قد تجاوزنا الموانع ان كانت موجودة منذ زمن بعيد، وحين يكون هناك من ضرورة لحصول هذا اللقاء سيحصل، اما على صعيد العلاقة فهي معروفة وكما ان الرئيس المكلف يتعاطى معنا بما نمثل وبتوجهاتنا لاسيما لناحية تعريفنا باننا مقاومة اولا فاننا في المقابل نعترف بما يمثله الرئيس المكلف ونتعاطى معه على هذا الاساس. اي على اساس ترسيخ قواعد العيش المشترك في لبنان، وازالة كل التوترات لاسيما التي تأخذ طابعا مذهبيا وطائفيا من اجل ان نوحد اللبنانيين في مواجهة العدوان الاسرائيلي لاننا نعتقد ان اخطر ما يواجه العرب واللبنانيين هو المشروع الصهيوني العنصري التوسعي العدواني.
جنبلاط قرأ التحولات
النائب وليد جنبلاط قطع شوطا كبيرا في تحوله السياسي، ما تقييم حزب الله لهذا التحول وهل مازال لديكم من حذر تجاهه؟
نعتقد انه ليس وليد جنبلاط وحده من تحول، هناك تحولات دولية واقليمية ومحلية، وقد قرأها الوزير جنبلاط جيدا وتصرف على اساسها، وانا اعتقد ان من واجب الاطراف السياسية في لبنان ان تقرأ جيدا هذه التحولات وان تتكيف معها، اما العلاقة مع الوزير جنبلاط فهي آخذة في التطور ايجابيا.
المصالحة مع جنبلاط سبقها وتبعها عمل ميداني لم نشهده بعد على مستوى الشارع الذي يمثله الرئيس سعد الحريري لماذا؟
هذا ما نأمله ونسعى اليه، قد يكون هناك لدى الرئيس الحريري ما يحول بينه وبين ذلك، لكن اعتقد انه بعد تأليف الحكومة ستنطلق هذه العملية بزخم، وهنا أود ان اقول لاسيما انني اتحدث الى صحيفة عربية لها حضورها، اننا كعرب يجب ان نتفادى الفخ الأخطر الا وهو اثارة النزاعات المذهبية والطائفية، كل نزاع يتقدم على أولوية الصراع مع العدو الصهيوني هو نزاع مرفوض ومشبوه ويضر بمصلحة الامة باسرها.
كيف يتابع حزب الله قضية محاكمة خلية حزب الله في مصر وهل الأمر متروك للقضاء أم ان هناك وساطات عربية دخلت على الخط؟
نحن حريصون على ان نعالج هذا الأمر على النحو الذي لا يحرج احدا، ولا اريد ان ادخل في التفاصيل.
الكويت نفذت وتنفذ مشاريع على مساحة لبنان خصوصا مساهمتها المستمرة في ازالة اثار الاعتداءات الاسرائيلية، كيف هي علاقتكم مع الدول العربية لاسيما الكويت؟
نحن نستفيد من هذه الفرصة لنتوجه الى الشعب الكويتي الشقيق بالشكر الجزيل على ما قدمه وتقدمه قيادته الحكيمة التي نقدر عاليا الدور الذي تقوم به على مستوى تسوية النزاعات العربية – العربية ونحن ندرك الحكمة والدراية التي يتمتع بها صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد، ونحن في هذه المرحلة احوج ما نكون الى ما يوحد الصف العربي في مواجهة حكومة اسرائيلية يمينية متطرفة هي حكومة الاستيطان والتهويد، لذلك تحن اذ نثمن الجهود التي تبذلها الكويت أميرا وحكومة وشعبا في بلسمة جراح اللبنانيين وفي رأب الصدع في الصف العربي فاننا نشد على هذه الايدي ونتمنى لها كل التوفيق ونبدي كل الاستعداد للتعاون معها ايجابيا، اما على مستوى علاقاتنا العربية – العربية فنحن نعتقد انه ينبغي ان نعمل من اجل ان تكون المقاومة محل اجماع عربي، واذا اردنا ان نتحدث بشكل واقعي فنقول الا يكون هناك اي نظام عربي يشعر بأن المقاومة هي تهديد له، بل اننا حاضرون لان يشعر كل نظام عربي بأن المقاومة سواء في لبنان أو في فلسطين او في اي بلد آخر هي في رصيد هذا النظام وليست انتقاصا من رصيده.