- فيلق بدر يهدد البيشمركة ويصفهم بـ«العصابات المسلحة»
تحدى الأكراد الدعوات الدولية والتهديدات الإقليمية، وأدلوا بأصواتهم في الاستفتاء على استقلال اقليم كردستان العراق أمس، سعيا وراء حلمهم بإقامة دولة يناضلون من أجلها منذ قرن.
ويتوقع أن تصدر نتيجة الاستفتاء الذي تشارك فيه ايضا محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد وكردستان بعد اربع وعشرين ساعة من إقفال مراكز الاقتراع.
وعلى الرغم من ان النتيجة شبه محسومة، وستكون لصالح الاستقلال، الا ان مسعود بارزاني، رئيس الإقليم الشمالي الذي يتمتع بحكم ذاتي، سبق أن أعلن ان الاستفتاء لن يجر إعلانا تلقائيا للاستقلال، لكنه سيشكل بالأحرى نقطة الانطلاق «لمفاوضات جدية مع بغداد» حول هذه المسألة.
ودعي للاستفتاء أكثر من خمسة ملايين مقترع في المحافظات الثلاث من إقليم كردستان العراق، اربيل والسليمانية ودهوك، كما في مناطق متنازع عليها بين الأكراد والحكومة المركزية العراقية، مثل كركوك وخانقين في محافظة ديالى شمال شرق بغداد.
وأدلى بارزاني بصوته في ساعة مبكرة من الصباح في أربيل، وبدا مبتسما وهو يرتدي الزي الكردي.
وقام مقترعون بذبح عجل امام احد مراكز الاستفتاء الرئيسية بوسط اربيل، تعبيرا عن فرحتهم.وأقيم 12072 مركز اقتراع في عموم إقليم كردستان العراق والمناطق المتنازع عليها.
غير أن الفرحة التي عبر عنها الأكراد تبقى محفوفة بالمخاطر، اذ اثار الاستفتاء استياء دول الجوار لاسيما ايران وتركيا ناهيك عن الحكومة المركزية، حيث أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد ان حكومته لن تعترف بالاستفتاء حول استقلال كردستان.وأمس وجه العبادي الأجهزة الأمنية بحماية المواطنين في مناطق تحت سيطرة إقليم كردستان.
وقال بيان لرئاسة الوزراء العراقية، إن «القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وجه الأجهزة الأمنية، بحماية المواطنين من التهديد والإجبار الذي يتعرضون له في المناطق التي يسيطر عليها الإقليم».
وفي خطوة تنذر باحتمالات المواجهة العسكرية، صوت مجلس النواب العراقي على قرار يلزم رئيس الوزراء بنشر قوات في المناطق التي استولى عليها الأكراد منذ الغزو الأميركي عام 2003.
واصدر البرلمان مجموعة من القرارات ضد الاستفتاء، أبرزها «الزام القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بالحفاظ على وحدة العراق ونشر القوات في كل المناطق التي سيطر عليها الإقليم بعد 2003».
ومن الناحية الدستورية فإن الحكومة باتت ملزمة بالامتثال الى قرار البرلمان.
وقال القيادي في ميليشيات «فيلق بدر» التي تدعم الحكومة، كريم النوري: «وجهتنا القادمة ستكون كركوك والمناطق المتنازع عليها المحتلة من قبل عصابات مسلحة خارجة عن القانون ولا تلتزم بأوامر القائد العام للقوات المسلحة» في اشارة الى قوات البيشمركة الكردية.
وتقع المناطق المتنازع عليها خارج المحافظات الشمالية الثلاث التي تشكل الإقليم المستقل، وكانت محط نزاع بين بغداد واربيل.
وتضم هذه المناطق محافظة كركوك الغنية بالنفط، ومناطق متفرقة في محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين شمال البلاد وواسط في وسط البلاد.
من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي لـ«فرانس برس» ان الحكومة «ملزمة باتخاذ كل الوسائل القانونية والدستورية للحفاظ على وحدة البلاد وعدم السماح بانفصال اي جزء من اجزاء العراق وكذلك الحفاظ على الواقع القانوني والإداري في المناطق المتنازع عليها كونها خاضعة لسلطة الحكومة الاتحادية».
وردا على احتمال حدوث مواجهات مسلحة، قال الحديثي: «في حال حدوث اي صدام او اشتباك في هذه المناطق، القوات الاتحادية ستفرض القانون وتفرض النظام وتؤمن سلامة واستقرار المناطق والمواطنين».
في المقابل، وصف نائب رئيس حكومة اقليم كردستان العراق قباد طالباني قرار (البرلمان) العراقي بإعادة نشر القوات العسكرية في المناطق المتنازع عليها مع الإقليم بأنه «غير مسؤول».
وقال الطالباني في بيان مقتضب مخاطبا شعب كردستان العراق إن «الرد الأقوى والأنسب على القرار غير المسؤول الذي أصدره مجلس النواب العراقي هو الإدلاء بأصواتكم في استفتاء كردستان».
الموقف التركي
من جهته، شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوما عنيفا على الاستفتاء، وشدد على أن الاستفتاء يظل باطلا وملغى وغير قانوني بغض النظر عن نتائجه، وحذر من أنه ستكون لهذا الاستفتاء عواقبه الاقتصادية والعسكرية.
وقال إن معبر الخابور الحدودي مع العراق، والذي يعد البوابة الرئيسية للمناطق الكردية على العالم، مفتوح الآن في اتجاه حركة المرور القادمة إلى تركيا.
لكنه هدد بانه سيغلق قريبا وانه سيوقف «صنبور» صادراته النفطية عبر تركيا.وقال اردوغان خلال منتدى في اسطنبول: «هذا الأسبوع سنتخذ اجراءات.
سنوقف حركة الدخول والخروج» عند معبر خابور الحدودي، مضيفا ان صادرات النفط من كردستان العراق ستتوقف حين تقوم تركيا «بإغلاق الأنبوب».
واضاف:«سنرى لمن ستبيع حكومة إقليم كردستان نفطها، تركيا هي التي تسيطر على الصمام»، في إشارة إلى خط أنابيب كركوك- جيهان الذي يربط حقول النفط في شمال العراق بالموانئ النفطية في البحر المتوسط.
ولوح أردوغان باستخدام القوة إذا لزم الأمر، وقال: «كما قمنا بتحرير جرابلس والراعي والباب من داعش في سورية، وإذا ما اقتضت الضرورة فإننا لن نتوانى عن اتخاذ نفس هذه الخطوات في العراق».
وأضاف:«قد نتوجه إلى هناك بين عشية وضحايا دون سابق تحذير».
الموقف الإيراني
من جهتها، أعلنت ايران ان الحدود البرية مع كردستان العراق لا تزال مفتوحة، متراجعة بذلك عن تصريح سابق للمتحدث باسم وزارة الخارجية.وجاء في بيان لوزارة الخارجية الايرانية ان «الحدود البرية بين ايران ومنطقة كردستان العراق مفتوحة، هذه الحدود لم تغلق.
في الوقت الراهن، ان المجال الجوي فقط مغلق بين ايران وهذه المنطقة».
وكان الناطق باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي اعلن في وقت سابق للصحافيين ان بلاده اغلقت «حدودها البرية والجوية مع كردستان العراق بطلب من حكومة» بغداد.
ووصف الاستفتاء الذي ينظمه الإقليم رغم معارضة بغداد ودول مجاورة، بانه «غير قانوني وغير مشروع».
وكانت طهران أعلنت من الاحد تعليق جميع الرحلات الجوية نحو مطاري اربيل والسليمانية وكذلك كل الرحلات التي تنطلق من كردستان العراق وتعبر اجواء ايران.
قصة مدينتين.. الاستفتاء الكردي يعري الانقسامات السياسية
السليمانية - رويترز: تصف بعض القيادات الكردية الاستفتاء الذي جرى أمس على استقلال إقليم كردستان العراق بأنه فرصة تاريخية يمكن للأكراد من خلالها تحديد مصيرهم بعد سنوات من القمع. ومع ذلك فلم يكن هناك حماس يذكر للتصويت في مدينة السليمانية.
ففي الساعات الأولى من عملية التصويت لم تقف طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع مثلما كان متوقعا من شعب يحلم طول حياته بدولته المستقلة.
وبعد مرور حوالي ساعتين على فتح مراكز التصويت كان عدد محدود فقط من الناس يدلون بأصواتهم وكان الهدوء يسود جانبا كبيرا من السليمانية.
وسلط التناقض الحاد بين هذا الهدوء والاحتفالات التي شهدتها مدينة كردية كبرى أخرى هي اربيل عاصمة الإقليم الضوء على الانقسامات بين الأحزاب السياسية الرئيسية فيما يشير إلى مشاكل تنتظر الإدارة التي ستتولى شؤون أي دولة قد تنشأ عن الاستفتاء مستقبلا.
وقد حذر بعض المسؤولين في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني الذي يتخذ من السليمانية مقرا له من أن الاستفتاء قد يجلب مشاكل مع تركيا وإيران وإنه يجب أن يجري في وقت أنسب.
ويصر الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني في اربيل، على أن الوقت حان لكي يدير الأكراد شؤونهم بعد سنوات عديدة من الاضطهاد على أيدي صدام حسين وغيره.
وفي السليمانية كانت اللافتات التي تحث الناس على الإدلاء بأصواتهم قليلة. أكد من تقدموا للإدلاء بأصواتهم انهم سيؤيدون الاستقلال عن العراق.
وقال الكاتب درشاد أحمد «أقول نعم نعم نعم للدولة الكردية. أنا من الآن فصاعدا ابن الدولة الكردية».
وفضل، مثل من غيره ممن أدلوا بأصواتهم، الاستمتاع باللحظة بدلا من طرح أسئلة صعبة عن الانقسامات الداخلية الكردية والعداء الذي أبدته القوى الإقليمية وحكومة بغداد تجاه الاستفتاء.
ومنذ فترة طويلة يشهد إقليم كردستان انقساما سياسيا بين الحزب الديموقراطي بزعامة البارزاني وحزب الاتحاد الوطني بزعامة الطالباني. وتفاقمت هذه التوترات في أحدث حلقاتها بتمديد فترة ولاية البارزاني.
وقد خاض الجانبان حربا أهلية خلال التسعينيات في القرن الماضي. وتجنب بعض سكان السليمانية الاستفتاء مفضلين الحذر.
وقال صاحب متجر يدعى علي أحمد «لن أدلي بصوتي. الاستفتاء ليس مناسبا. وقد يكون خطرا بسبب تهديد تركيا وإيران».
وكان الأكراد بدأوا التحرك صوب الحكم الذاتي بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق.
غير أن الاحتكاك مع بغداد بسبب النفط وقضايا أخرى دفع الأكراد للمطالبة بالاستقلال في منطقة شهدت استقرارا نسبيا بالمقارنة بمناطق أخرى من البلاد أريقت فيها الدماء في صراعات طائفية بين السنة والشيعة. ويواجه العراق صعوبات في التوصل إلى صيغة تضمن الاستقرار منذ سقوط صدام.
وكان بعض العراقيين اقترحوا تقسيم البلاد إلى ثلاثة أقاليم أحدها كردي والثاني سني والثالث شيعي كوسيلة للتغلب على التوترات الطائفية والعرقية.
الأكراد شعب بلا دولة موزعون على 4 دول
أربيل ـ أ.ف.پ: الأكراد هم شعب بلا دولة يتراوح عددهم بحسب المصادر بين 25 و35 مليون نسمة، ويتوزعون بشكل أساسي في 4 دول هي تركيا وايران والعراق وسورية.
والاكراد شعب من اصول هندوأوروبية يتحدرون من القبائل الميدية التي استوطنت بلاد فارس القديمة وأسست إمبراطورية في القرن السابع قبل الميلاد.
ويتوزع الاكراد على أغلبية ساحقة من المسلمين السنة وأقليات غير مسلمة، وعلى أحزاب سياسية علمانية في الغالب، في حين تتوزع مناطقهم على مساحة تبلغ نحو نصف مليون كلم مربع، تتقاسمها 4 دول هي تركيا وايران والعراق وسورية، ويختلف تعداد الاكراد باختلاف المصادر بين 25 و35 مليون نسمة، يعيش القسم الاكبر منهم في تركيا (بين 12 و15 مليون نسمة ـ نحو 20% من اجمالي السكان)، ثم ايران (حولي 6 ملايين ـ اقل من 10%) ثم العراق (4.69 ملايين نسمة ـ ما بين 15 و20%) واخيرا سورية (اكثر من مليوني نسمة ـ 15% من السكان).
وسهلت جغرافيا المناطق الكردية الجبلية بمعظمها والواقعة في الداخل من دون أي منفذ على بحر، على الاكراد الحفاظ على لغتهم بلهجاتها المختلفة، وعلى عاداتهم وتقاليدهم وتنظيمهم المجتمعي القائم بشكل اساسي على النظام القبلي.
وبالإضافة إلى هذه الدول الاربع، تعيش اعداد كبيرة من الاكراد في كل من اذربيجان وارمينيا ولبنان اضافة الى اوروبا.
إثر انهيار السلطنة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، رأى الأكراد حلم الحصول على وطن خاص بهم على وشك ان يتحقق بعدما اصبح حبرا على ورق معاهدة سيفر التي ابرمت في العام 1920 ومنحت الاكراد حق تقرير المصير، ولكن هذا الحلم تبخر بعد انتصار مصطفى كمال في تركيا واضطرار الحلفاء للتراجع عن بنود معاهدة سيفر واستبدالها في العام 1923 بمعاهدة لوزان التي وضعت الشعب الكردي تحت سيطرة تركيا وايران بالإضافة الى بريطانيا وفرنسا اللتين كانتا دولتي الانتداب على العراق وسورية على التوالي.
وبسبب نزعتهم للاستقلال في كردستان موحدة وجد الاكراد انفسهم في الدول الاربع التي يتوزعون عليها في نزاع مع الحكومات المركزية التي ترى فيهم تهديدا لوحدة اراضيها.
في تركيا، استؤنف النزاع المسلح بين القوات الحكومية وحزب العمال الكردستاني في صيف العام 2015، ما بدد آمال حل هذه الأزمة التي أودت بحياة أكثر من 40 ألف شخص منذ العام 1984.
وفي ايران، تدور بين الفينة والاخرى اشتباكات بين قوات الامن ومتمردي حزب الحياة الحرة الكردستاني (بيجاك) الذي توجد قواعده الخلفية في العراق. وكانت ايران شهدت بعد الثورة الاسلامية في العام 1979 انتفاضة كردية قمعتها السلطات بشدة.
اما في العراق، فقد استغل الأكراد ـ الذين اضطهدهم نظام صدام حسين ـ الهزيمة التي مني بها بعد انسحابه من الكويت، فقاموا بانتفاضة ضده في العام 1991 وأقاموا بحكم الأمر الواقع حكما ذاتيا في اقليمهم الشمالي، أقر رسميا في العام 2005 بموجب الدستور العراقي الذي أنشأ جمهورية اتحادية.
وفي سورية، عانى الأكراد على مدى عقود من تهميش واضطهاد مارسهما بحقهم حزب البعث، وكانت خلالها أقصى طموحاتهم الاعتراف بحقوقهم. وعندما اندلع النزاع بين النظام والمعارضة في العام 2011 وقف الاكراد على «الحياد»، لكنهم ما لبثوا أن استفادوا من الفوضى التي ولدتها الحرب لإقامة إدارة كردية تتمتع بحكم ذاتي في قسم من المناطق الشمالية.
طوز خرماتو المقسمة عرقياً تخشى تجدد الصراع بعد الاستفتاء
طوز خرماتو ـ رويترز: تواصلت احتفالات الأكراد في مختلف أنحاء إقليم كردستان العراق عشية الاستفتاء على استقلاله. لكن لم يحدث شيء من ذلك في مدينة طوز خرماتو العراقية التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة من الأكراد والتركمان الشيعة الذين يعارضون الاستفتاء.
وقال صاحب متجر تركماني في طوز يدعى لؤي «أتمنى إلغاء الاستفتاء. إذا لم يلغوه فسيسيطر الأكراد بالقوة ولن يتبقي أي تركمان أو عرب».
وتمثل المدينة جزءا من الأراضي المتنازع عليها المختلطة عرقيا في شمال العراق التي تطالب بها الحكومة المركزية في بغداد وحكومة الحكم الذاتي للأكراد في شمال البلاد. وقد حاول كل جانب من الجانبين تعزيز سلطته في المدينة منذ غزو العراق عام 2003.
وأكد المسؤولون الأكراد طوال حملة الاستفتاء على أن جميع السكان في المناطق المتنازع عليها بمن فيهم الأكراد والعرب والتركمان وغيرهم من الأقليات سيسمح لهم بالإدلاء بأصواتهم. ومع ذلك لم تكن صناديق الاقتراع قد وزعت في مختلف أنحاء المدينة بعد ظهر يوم الأحد. وعزا مسؤولون أكراد محليون ذلك إلى نقص قوات الأمن القادرة على توزيعها في أمان.
وقال أرسلان علي الممثل المحلي للحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني إنه تم إعداد خطط لفتح مراكز تصويت في كل الأحياء. وأضاف «سننجز ذلك». لكن ذلك غير مرجح لأن طوز خرماتو مقسمة بشكل لا تخطئه العين. فبينما تسيطر قوات البيشمركة الكردية على النصف الكردي، تسيطر فصائل الحشد الشعبي الشيعية المدعومة من إيران على الأحياء التركمانية. وقال محمد مهدي البياتي، أحد كبار القادة في منظمة بدر وأبرز فصائل الحشد الشعبي في المنطقة: «لن نسمح لهم بالاقتراب من المناطق التركمانية.. يريدون الاستيلاء على الأراضي محل النزاع لكن لن نسمح لهم بذلك».
وفسر كثيرون قرار الرئيس بارزاني إدراج المناطق المختلطة عرقيا في الاستفتاء بأنه خطوة أحادية الجانب الهدف من ورائها تعزيز سيطرة الأكراد.
وعندما اجتاح تنظيم داعش نحو ثلث مساحة العراق عام 2014 انتهز الأكراد الفرصة وسيطروا على مناطق شاسعة في شمال العراق بعد انكشافها بانسحاب الجيش العراقي منها.
وتوغل مقاتلو البيشمركة في عمق الأراضي المتنازع عليها ومنها طوز خرماتو ودافعوا عنها في مواجهة مقاتلي التنظيم، غير أن ذلك أجج مخاوف التركمان من أن يصبحوا تحت الحكم الكردي. ورغم أن التركمان تحت قيادة الحشد الشعبي تعاونوا في إخراج مقاتلي تنظيم داعش من المدينة فقد انهار التحالف الهش في النهاية وفتح ذلك الباب أمام مشاعر العداء.
وقال البياتي في قاعدة منظمته في طوز خرماتو «الاستفتاء سيكون بداية أزمة في المناطق المتنازع عليها». وتوجد قاعدة منظمة بدر في المدينة منذ عام 2014.
وسئل البياتي عما إذا كانت قواته ستنتقل لمنع نشوب الأزمة، فأشار إشارة مبطنة إلى قرب نشوب أعمال عنف قائلا «سيحدث صراع بالتأكيد في غضون 24 ساعة من الاستفتاء».
روسيا تسلح «البيشمركة» في حال إعلان الاستقلال
موسكو - وكالات: رجح قائد قوات البيشمركة سيروان بارزاني أن يقوم إقليم كردستان بتسليح قواته بالأسلحة الروسية في حال إعلان الاستقلال. وقال بارزاني، في تصريح لوكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية أمس، «في حال إعلان استقلال الإقليم عن العراق ستقرر الدولة الجديدة والوزارة والخبراء العسكريون موضوع التزود بالسلاح».. مرجحا أن تكون روسيا هي مصدر تسليح كردستان.
وأضاف: «إن إقليم كردستان العراق يثمن الموقف الروسي من الاستفتاء فروسيا هي الدولة الوحيدة التي لم تهددنا وأكدت على احترام رأي الشعب الكردي».