صوت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بأغلبية كبيرة امس على قرار يوبخ ايران على بناء موقع لتخصيب اليورانيوم في السر.
ووافق على القرار 25 عضوا وعارضه ثلاثة وامتنع ستة من أعضاء المجلس البالغ عددهم 35 دولة. ويعد هذا اول قرار يتخذه مجلس المحافظين منذ نحو اربع سنوات كما يعد مؤشرا على تنامي القلق من فشل طهران في تبديد مخاوف من سعيها لصنع قنبلة نووية.
ووجه القرار الذي دعمته روسيا والصين في خطوة نادرة رسالة أظهرت عزم المجتمع الدولي المتزايد على الوقوف في وجه إيران بسبب طموحاتها النووية المثيرة للجدل.
ووافق المجلس امس أيضا على خطة روسية لإنشاء أول بنك متعدد الاطراف لوقود اليورانيوم كوسيلة لوقف انتشار الاسلحة النووية وتعزيز الاستخدام السلمي للذرة.
وتسمح الخطة التي أيدتها الولايات المتحدة لروسيا المنتجة لليورانيوم بإنشاء بنك تشرف عليه الوكالة الدولية لتوفير يورانيوم منخفض التخصيب لدول تستخدمه في برامج نووية مدنية اذا كان سجلها ممتازا في الحد من انتشار الاسلحة النووية.
وحث القرار إيران على وقف بناء منشأة فوردو للتخصيب على الفور والتي تقع في حضن جبل وتوضيح الغرض منها وتأكيد عدم وجود المزيد من المنشآت الذرية السرية أو أي خطط سرية لبناء أي منها.
في المقابل اعلن علي أصغر سلطانية مندوب ايران لدى الوكالة ان بلاده ستدرس «خيارات اخرى» لتخصيب اليورانيوم بعد القرار، وقال سلطانية في ڤيينا ان هذا القرار «يقوض الأجواء المواتية» للمفاوضات.
واكد المندوب الايراني ان بلاده ستدرس في ضوء قرار الوكالة «خيارات اخرى» بشأن تخصيب اليورانيوم.
وقال «فيما خص مفاعل طهران للابحاث، نحن بحاجة الى الوقود النووي في اسرع وقت ممكن، نحن مستعدون للتفاوض من اجل الحصول عليه ولكن اذا لم نكن سنحصل على رد ايجابي فليس باستطاعتنا الانتظار أكثر. الوقت أساسي، ولهذا السبب علينا درس خيارات أخرى».
وكان سلطانية هدد قبل صدور القرار، بتقليص طهران تعاونها مع الوكالة الى الحد الأدنى في حال تبنت مشروع قرار الإدانة. الا انه اكد بعد صدور القرار ان طهران لن تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي.
وقال «على الاقل في هذه المرحلة اقول كلا لن نتراجع او ننسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي».
وفي ذات السياق أعلنت شركة روسية تقوم بتشييد محطة بوشهر الذرية في إيران أن المشروع الذي يجري تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وصل إلى مرحلته الأخيرة. وقالت شركة «آتوم ستروى اكسبورت» إن أعمال بناء محطة «بوشهر» الكهروذرية وصلت في الوقت الحاضر إلى الطور الختامى. ويشارك في هذه الأعمال في موقع المشروع نحو 3.6 آلاف شخص، بينهم حوالي 2.5 ألف خبير وعامل ماهر تم إيفادهم من روسيا، وما يقارب 1.1 ألف من المهندسين والعمال الإيرانيين.
وأضافت أن مرحلة جديدة أساسية من التجارب الهيدروليكية أنجزت بنجاح، وبدأ بناء محطة «بوشهر» الكهروذرية في عام 1975 على يد كونسورتيوم ألماني ولكنه فسخ العقد في عام 1980 بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران وانضمام الحكومة الألمانية إلى الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة على تزويد إيران بالتكنولوجيا الراقية.
وكانت موسكو أعلنت في وقت سابق أن تشغيل محطة «بوشهر» الكهروذرية سيتم وفق الموعد المتفق عليه مع الطرف الإيراني وبعد إجراء جميع العمليات التقنية والتجريبية.
كما أعلنت مصادر في مؤسسة «روس آتوم» الحكومية الروسية أن التشغيل الفعلي لوحدة الطاقة الأولى سيتم قبل رأس السنة حسب التقويم الإيراني (21 مارس عام 20 )، غير أن عملية تجربة الجهاز المركب على وحدة الطاقة ستستغرق وقتا وذلك لأن العمل الآمن للوحدة يعتبر من الأولويات القصوى.
كما أعلنت «آتوم ستروى اكسبورت» في 28 يناير الماضي عن الانتهاء من عملية نقل الوقود النووي إلى المحطة الكهروذرية الإيرانية الأولى. ويجرى توريد الوقود النووى إلى المحطات الكهروذرية كقاعدة، قبل 6 أشهر من تشغيلها العملي.