أطلقت القوات العراقية، امس، آخر عملية عسكرية لها في الصحراء الغربية الممتدة على طول الحدود مع سورية، لتطهيرها من آخر فلول تنظيم «داعش» الذي انهار في البلاد.
وقال قائد العمليات المشتركة العراقية الفريق الركن عبدالأمير رشيد يار الله في بيان إن قوات الجيش وميليشيات الحشد الشعبي أطلقت «عملية واسعة لتطهير مناطق الجزيرة الكائنة بين محافظات: صلاح الدين، نينوى، والأنبار». وقال ضابط برتية عقيد في الجيش العراق إن العملية تهدف إلى «تطهير الصحراء من جيوب لدواعش هربوا من المدن التي تم تحريرها». بدورها، أعلنت ميليشيات الحشد الشعبي في بيان منفصل بدء المرحلة الأولى من «عمليات واسعة لتحرير صحراء صلاح الدين ونينوى والانبار وصولا إلى الحدود السورية». وبحسب البيان فإن العمليات انطلقت من محاور عدة، وبث الحشد الشعبي صورا مباشرة من منطقة الصينية قرب بيجي في محافظة صلاح الدين، تظهر جرافات تفتح الطريق في الصحراء ومدرعات ودبابات عليها العلم العراقي.
وبهذه العملية العسكرية الجديدة، تتوج القوات العراقية هجومها المتواصل منذ 17 أكتوبر 2016 ضد معاقل تنظيم «داعش»، بدءا من الموصل التي استغرقت 9 أشهر من المعارك الدامية، مرورا بتلعفر والحويجة شمالا، وصولا إلى الأنبار في غرب البلاد.
وفي السياق، أعلن التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة الولايات المتحدة، عن دعمه للعراق في خطتها لإحكام السيطرة على الحدود مع سورية، مبديا تحفظه على بعض القضايا مع إعلانه أن دوره سيقتصر على تقديم الدعم اللوجيستي للقوات العراقية فقط. ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن رايان ديلون المتحدث باسم التحالف قوله إن «هدفنا الأول يتمثل في تدريب القوات العراقية، كما سيتم إجراء بعض التدريبات في حرس الحدود، فيما ستكون الأخرى على معدات يستخدمها حرس الحدود للمراقبة والعمليات.
وبالتوازي، أفاد قائد عمليات كركوك بانطلاق عملية أمنية واسعة لتفتيش وتطهير مساحات واسعة بين حدود محافظتي صلاح الدين وكركوك.
وقال اللواء الركن علي فاضل عمران، في بيان صحافي، إن «العملية تمتد من مناطق شمال غربي كركوك ضمن حدود قضاء الدبس، وبامتداد حقلي باي حسن وئافانا النفطيين، وصولا لحدود محافظة صلاح الدين، وتهدف لملاحقة الفارين من عصابات داعش والبحث والتفتيش عن المتفجرات والاسلحة التي تركها الإرهابيون بعد هزيمتهم بقضاء الحويجة وتحرير مناطق جنوبي كركوك وغربها». وفي هذه الأثناء، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان تنظيم داعش انكسر عسكريا في العراق، وأن البلاد تحررت بفضل وحدة العراقيين.
وقال العبادي، خلال ترؤسه اجتماع الهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات امس «حاليا عمليات تطهير لمناطق واسعة، العمل المقبل سيعتمد على الجهد الاستخباري، وإن لدينا قدرات استخبارية كبيرة استطاعت النجاح في العديد من التحديات». من جهة أخرى، أكد العبادي ان «محاربة الفساد ليست شعارا، وإنما هي عمل لتطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين وهذا العمل مدروس، وهناك حملات من الفاسدين لخلط الأوراق واتهام الجميع بالفساد، وأنه كلما نقضي على فاسد فسنزداد قوة، وعلينا أن نميز بين خطأ إداري بسيط وفساد حقيقي».