بدأت إرهاصات التحقيقات التي يجريها روبرت مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية بالتكشف تباعا. ولعل ورود اسم رجل الأعمال يفغيني بريغوجين الملقب بـ«طباخ» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على رأس قائمة الـ13 المتهمين بمحاولة التدخل، اثار العديد من التساؤلات حول دوره في انضاج طبخة دونالد ترامب الرئاسية.
فقد تضمنت لائحة الاتهام الأولى التي يصدرها مولر تفاصيل عن «عملية مذهلة أطلقت في 2014 في محاولة لإحداث انقسام اجتماعي في الولايات المتحدة والتأثير في السياسة الأميركية، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية عام 2016».
وبطل التحقيقات الجديدة هو رجل الأعمال بريغوجين صاحب صاحب شركة كونكورد المكلفة بتنظيم الحفلات التي يقيمها الكرملين والحليف المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال مولر ان بريغوجين قاد مجموعة ركزت عملها على تعزيز حملة ترامب وتحقير منافسيه وبينهم الديموقراطية هيلاري كلينتون. وأوضح ان «مئات» الأشخاص تناوبوا على العمل ضمن هذه المجموعة بميزانية تقدر بملايين الدولارات.
وقالت لائحة الاتهام ان المجموعة تمركزت في مدينة سان بطرسبرغ مسقط رأس بوتين، وبعض اعضائها سافروا الى الولايات المتحدة لجمع معلومات استخبارية.
وتفيد لائحة الاتهام بأن أعضاء المجموعة قدموا انفسهم كمواطنين أميركيين ونشروا على مواقع فيسبوك وتويتر ويوتيوب وانستغرام رسائل وصلت الى «عدد كبير» من الأميركيين.
وأضافت ان هؤلاء كانوا على علاقة مع أعضاء في فريق حملة ترامب بدون علم هؤلاء بأمرهم، لتحقيق «هدف استراتيجي هو زرع الشقاق في النظام السياسي للولايات المتحدة».
وقال مساعد وزير العدل الأميركي رود روزنستاين ان «لائحة الاتهام لا تتضمن ما يشير الى ان هناك اي اميركي كان على علم بالمشاركة في هذا النشاط غير المشروع». وأضاف انه ليس هناك ايضا أي افتراض بأن الحملة «غيرت نتيجة» الانتخابات الرئاسية.
وهو ما استغله ترامب للدفاع عن نفسه مؤكدا أنه دليل واضح على ان فريق حملته الانتخابية لم يتواطأ مع موسكو، داعيا الأميركيين الى الاتحاد «لحماية ديموقراطيتنا».
وقال ترامب في تغريدة ان «روسيا بدأت حملتها المعادية للولايات المتحدة في 2014 اي قبل وقت طويل من اعلاني انني سأترشح للانتخابات»، مشيرا الى تفاصيل في الاتهام تؤكد براءته.
وأضــاف «نتـــائــــج الانتخابات لم تتأثر وحملة ترامب لم ترتكب اي خطأ.. لا تواطؤ».
وفي بيان منفصل للبيت الأبيض تعليقا على اعلان مولر، دعا دونالد ترامب مواطنيه الى «الاتحاد كأميركيين لحماية سلامة ديموقراطيتنا وانتخاباتنا».
وأضاف «حان الوقت لوقف الهجمات الحزبية والادعاءات والمزاعم الكاذبة والنظريات غير الصحيحة، لهدف واحد هو تمرير أجندات لاعبين سيئين مثل روسيا، بدون فعل اي شيء لحماية مؤسساتنا».
من جهته، قال بريغوجين «إذا رغب الأميركيون في أن يصوروني على أنني شيطان، فليفعلوا»، علما انه مدرج على لائحة العقوبات الأميركية منذ نهاية 2016.
ولفتت الصحف الروسية الى أن بريغوجين على صلة بشركة اسمها «يفرو بوليس» المرتبطة بدورها بشركة «واغنر» وشركة «يفرو بوليس» على قائمة العقوبات الأميركية منذ يناير الماضي.
وأضاف مولر المزيد من المتاعب على ترامب، بتوجيه اتهامات جديدة بالتحايل المصرفي لمدير حملته السابقة بول مانافورت.
وذكرت وثيقة قضائية أن مكتب المحقق الأميركي الخاص ان الاتهام الجديد مرتبط بعقار يملكه مانافورت في ضاحية فيرفاكس بولاية فرجينيا بعد توجيه اتهامات له في أكتوبر الماضي من بينها غسيل الأموال.
ووسط جدل قانوني حول كفالة مانافورت التي تبلغ 10 ملايين دولار صدرت وثيقة قضائية أمس الاول عن ممثلي الادعاء من مكتب مولر وجاء فيها أن مانافورت قدم معلومات خاطئة إلى أحد البنوك للحصول على رهن عقاري لأحد العقارات الثلاثة التي يقترح الآن تقديمها كضمان مقابل إطلاق سراحه.
وجاء في الدعوى ان السلوك الإجرامي لمانافورت يشمل سلسلة من الاحتيالات المصرفية ومؤامرات الاحتيال المصرفي بما في ذلك سلوك إجرامي يتصل برهن عقاري لعقار فيرفاكس الذي يسعى مانافورت للتعهد به.