نفت أوساط نيابية في تكتل الإصلاح والتغيير ما تردد عن مسعى للعماد ميشال عون للتقريب بين بكركي وحزب الله، وان هذا المسعى كان من أهداف اجتماعه مع مجلس المطارنة. كما تنفي أوساط أخرى احتمال قيام حزب الله بـ «زيارة معايدة» الى بكركي بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة.
وفي هذا الإطار، نقل عن مصادر حزب الله ان التواصل على المستوى الشخصي مع البطريرك صفير بات صعبا جدا على ضوء معادلة «المواجهة» التي أرساها مع الضاحية، وبالتالي لا يرى الحزب أن الرد على مواقف صفير «المتطرفة» حيال سلاح المقاومة وزيارة الصرح البطريركي في هذه المرحلة سيكون فيهما أي مصلحة وطنية.
عمليا، يشترط حزب الله «توقف كل الحملات التحريضية والظالمة ضده» من منبر بكركي كمدخل لاستعادة المسار الطبيعي للعلاقة، مع إدراكه أن البطريرك يشعر بالخيبة الكبيرة لتداعي مشروع 14 آذار، وانتقال أقطابه إلى الضفة الأخرى. وهذا ما يدفعه إلى «شد» عصب الفريق المسيحي الأكثري، من خلال اعتماد إستراتيجية تصعيد الحد الأقصى.
وينقل مقربون من مسؤولين في حزب الله قولهم «صفير لا يحسن قراءة المعطيات والوقائع. هو يعتقد أن نداء المطارنة العام 2000 قد أخرج «السوري» من لبنان العام 2005، متجاهلا مترتبات المعادلة الاقليمية والدولية. واليوم هو يعتقد ان «نداءاته» المتكررة حتى مع سقوط مشروع «ثورة الأرز»، قد تنزع سلاح الحزب.
الظروف السياسية مختلفة بشكل جذري، ولا يبدو صفير في قلب الصورة تماما». وينشط غالب أبو زينب على خط تزخيم جولات الحوار مع الرهبانيات المارونية ولاحقا مع بعض المطارنة، في إطار تبادل الآراء والأفكار ووضعهم في الصورة الحقيقية «لمبرر وجود السلاح المقاوم بيد فئة من اللبنانيين»، كما تقول المصادر.
والمنطق التسلسلي لتطور الأمور سيقود إلى تحضير زيارة لوفد من الحزب الى السفير البابوي غبريال كاتشيا.