عم الإضراب الشامل الضفة الغربية أمس حدادا على الشهداء الذين قضوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي على حدود قطاع غزة، وسط تعهد الفصائل الفلسطينية بمواصلة التصعيد ضد الاحتلال.
وأغلقت المحال التجارية أبوابها في المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية وتعطلت المدارس وقررت الجامعات تعليق الدوام بشكل كامل.
وأعلن المتحدث باسم حكومة الوفاق الوطني يوسف المحمود في بيان صحافي قرار الحكومة تعطيل المدارس والجامعات وكل المؤسسات والدوائر الحكومية.
وقال ان هذا يأتي التزاما بقرار الرئيس محمود عباس إعلان الحداد الوطني العام على أرواح الشهداء الذين ارتقوا خلال خروج الجماهير الفلسطينية لاحياء ذكرى يوم الارض.
وفيما أعلنت الفصائل الفلسطينية كافة الإضراب الشامل، وأكدت الاستمرار في إحياء فعاليات يوم الأرض، والتصعيد ردا على ممارسات الاحتلال، قرر مجلس كنائس مدينة رام الله، قصر الاحتفالات بـ «أحد الشعانين» على الشعائر الدينية داخل الكنائس، وذلك ردا على تصعيد سلطات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني، والمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في قطاع غزة في ذكرى يوم الأرض.
جاء ذلك خلال اجتماع عقد في مدينة رام الله بمشاركة عدد من مؤسسات وفعاليات المدينة، ودعا المجتمعون إلى المشاركة في مسيرة الشموع التي ستنطلق مساء اليوم، من أمام كنيسة الروم الأرثوذكس، تنديدا بجرائم الاحتلال، ومطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لحماية الفلسطينيين امام هذه الهجمة الشرسة.
وبالتوازي، تدفق الفلسطينيون لليوم الثاني على التوالي الى المنطقة المحاذية للحدود بين غزة وإسرائيل، حيث دارت مواجهات مع جنود الاحتلال في إطار حركة الاحتجاج التي من المقرر ان تستمر 6 أسابيع للمطالبة بتفعيل «حق العودة» للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم ورفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع.
وعلى الجانب الآخر من الحدود، نشرت القوات الاسرائيلية دباباتها وتمركز القناصة على سواتر ترابية.
وفي الضفة الغربية، اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، لاسيما في الخليل ونابلس.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن إصابة 50 فلسطينيا على الأقل بالرصاص الحي خلال المواجهات.
من جهة أخرى، شيع الفلسطينيون امس جثمان 14 شهيدا وانطلقت مواكب التشييع من رفح جنوبا حتى بيت حانون شمالا مرورا بوسط القطاع ومدينة غزة أمام عدد من المستشفيات، يتقدمها مسلحون من الاجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية حاملين جثامين الشهداء التي لفت بأعلام فلسطين ورايات الفصائل.
وندد المشاركون في مواكب التشييع بجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الابرياء والعزل وطالبوا بالثأر من الاحتلال على جرائمه العدوانية.
في هذه الأثناء، قال الناطق باسم حركة (حماس) فوزي برهوم في بيان إن الدماء التي سالت في قطاع غزة خلال مسيرات العودة الكبرى، بحاجة إلى أفعال لا أقوال، أقلها أن يرفع الرئيس الفلسطيني العقوبات التي فرضها على قطاع غزة.
بدورها، نعت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس خمسة من عناصرها استشهدوا خلال مشاركتهم في المسيرة، وأكدت في بيان أن «دماء الشهداء لن تضيع هدرا، وأن الاحتلال الإسرائيلي سيدفع ثمنها في الوقت والمكان والكيفية التي تقررها المقاومة».
وفي السياق، اتهمت الرئاسة الفلسطينية الولايات المتحدة «بتشجيع إسرائيل على تحدي الشرعية الدولية» عبر تعطيلها تبني قرار في مجلس الأمن بشأن غزة.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة امس ان «الاعتراضات الأميركية في مجلس الامن الدولي التي أدت إلى تعطيل قرار إدانة العدوان الاسرائيلي على شعبنا (...) تشكل غطاء لإسرائيل لاستمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني وتشجعها على تحدي قرارات الشرعية الدولية الرامية لإنهاء الاحتلال».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس دعا إلى «تحقيق مستقل وشفاف» في اعمال العنف التي قتل فيها 16 فلسطينيا امس الاول.
وجاءت دعوة غوتيريس بعدما أخفق مجلس الأمن الدولي في التوصل الى إصدار بيان بشأن الوضع في غزة خلال جلسة مغلقة طارئة عقدها بطلب من الكويت.
بدوره، أعرب فرحان حق نائب المتحدث باسم الامين العام عن استعداد المنظمة الدولية لإعادة إحياء جهود السلام.