أعلن السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف، مغادرة عدد من ديبلوماسي بلاده الولايات المتحدة، تنفيذا لقرار الطرد الصادر بحق 60 منهم على خلفية قضية تسميم الجاسوس الروسي المزدوج سيرغي سكريبال في بريطانيا.
واتهم أنطونوف الاستخبارات الأميركية بمحاولة تجنيد الديبلوماسيين الروس الذين طردتهم واشنطن، وقال أنطونوف «نحن على علم بنهج الاستخبارات الأميركية، ومحاولاتها إقامة علاقات مباشرة مع ديبلوماسيينا، تمهيدا لدفعهم إلى خيانة بلادهم».
وأشار إلى أنه تم رصد محاولات عديدة من الاستخبارات الأميركية لتجنيد الديبلوماسيين الروس، الأمر الذي دفعه لإبلاغ موسكو بذلك.
من جهته، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية ان بإمكان روسيا استبدال الستين ديبلوماسيا الذين طردتهم واشنطن بعد ان اعتبرتهم «جواسيس».
وقال المسؤول الأميركي لوكالة فرانس برس «إن الولايات المتحدة طردت 48 موظف استخبارات روسيا، لكنها لا تشترط على البعثة الروسية خفض العدد الإجمالي لموظفيها».
وأضاف «ان الحكومة الروسية تبقى حرة في تقديم اوراق اعتماد للمناصب الشاغرة في بعثتها. وسيتم درس كل طلب على حدة».
وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنه يتعين على بريطانيا ان تسحب أكثر من خمسين من موظفيها الديبلوماسيين في موسكو، وذلك في اطار التوتر المتصاعد على خلفية تسميم سكريبال.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا امس إن «روسيا تقترح المساواة. لدى الجانب البريطاني أكثر من خمسين شخصا».
وفي غضون ذلك، قالت الحكومة البريطانية انها تنظر في طلب من السلطات الروسية بشأن ايفاد مسؤولين للتحدث مع ابنة الجاسوس الروسي المزدوج التي تحسنت صحتها بعد هجوم بغاز الأعصاب.
وأكدت متحدثة باسم الخارجية البريطانية في تصريح مقتضب امس انه «يجري دراسة طلب السفارة الروسية في لندن للقاء يوليا بما تكفله القوانين الدولية ودون ان يتعارض ذلك مع قوانيننا الداخلية وخاصة فيما يتعلق برغبة يوليا او رفضها لقاء ديبلوماسيين من بلادها».
وكانت السفارة الروسية في لندن طلبت في وقت سابق امس من الخارجية البريطانية تمكينها من زيارة يوليا في المستشفى لأنها مواطنة روسية ومن حق السفارة التحدث اليها.
وعلى صعيد متصل، قال وزير الأمن البريطاني بان والاس ان تفتيش الطائرات اجراء روتيني بهدف حماية بريطانيا من الجريمة المنظمة ومحاولات تهريب المخدرات والأسلحة.
وجاء تعقيب الوزير البريطاني ردا على شكوى تقدمت بها موسكو بعد قيام الشرطة البريطانية بتفتيش طائرة روسية بمطار هيثرو غربي لندن.
ولوحت موسكو بإمكانية اتخاذ إجراءات مماثلة تجاه شركات الطيران البريطانية إذا لم تقدم لندن توضيحا حول أسباب تفتيش الطائرة الروسية.
وقال مصدر في وزارة النقل الروسية امس «في حال عدم تقديم التوضيحات اللازمة، سيعتبر الجانب الروسي هذه التصرفات تجاه طائرتها غير قانونية، وروسيا تلوح بإجراءات مماثلة ردا على تفتيش طائرتها في لندن».