قدم رئيس وزراء أرمينيا سيرج سركيسيان استقالته، امس، بعد احتجاجات حاشدة مناهضة له منذ أحد عشر يوما شارك فيها آلاف الاشخاص بسبب ما وصف بتشبثه بالسلطة. ونقلت وكالة الأنباء الأرمنية الرسمية «ارمنبرس» عن سركيسيان قوله في بيان صادر عن مكتبه «أغادر منصب قيادة البلاد».
واضاف سركيسيان الذي عين رئيسا للوزراء مؤخرا بعد عشرة أعوام على رأس الدولة رئيسا، ان رئيس الحركة الاحتجاجية «نيكول باشينيان كان على حق. وأنا، كنت مخطئا».
جاء ذلك عقب اعتقال السلطات الأرمينية، أمس الاول زعيم المعارضة نيكول باشينيان، الذي كان يقود المظاهرات، قبل ان تطلقه في وقت لاحق.
وظهر باشينيان في صور بثها التلفزيون الأرمني، امس بين مؤيديه الذين رفعوا الأعلام الأرمنية، وانضم الى آلاف الأشخاص الذين كانوا يمشون في شوارع يريفان.
وقال أحد المتظاهرين ويدعى كارن خاتشاريان وهو طالب يبلغ 23 عاما، «سيرج سركيسيان هو زعيم لديه عقلية سوفييتية. وعالم اليوم يفرض علينا أن نظهر مقاربة جديدة في وجه المشاكل».
واعتقل باشينيان، عقب التوتر الذي حدث في اللقاء الذي جمعه مع سركيسيان، أمام عدسات الصحافيين.
وطالب باشينيان، سركيسيان، بالاستقالة من منصب رئاسة الوزراء، بعد اتهامه بمحاولة الإبقاء على مقاليد الحكم في يده من خلال إجراء تعديلات على دستور البلاد.
وانضمت مجاميع من العسكريين بدون أسلحتهم، إلى صفوف المتظاهرين قبل إعلان سركيسيان استقالته من منصبه. وتعهدت وزارة الدفاع الأرمنية بـ«ملاحقة» هؤلاء الجنود في «لواء حفظ السلام الذين انتهكوا القانون» عندما شاركوا في المسيرة المناهضة للحكومة. وقبيل استقالة سركيسيان، دعا وزير الدفاع فيغين سركيسيان المتظاهرين والسلطات الى «الحوار». وقال في مؤتمر صحافي «لا أريد أن يتقاتل أرمني ضد أرمني آخر».
بدوره، أشار وزير الخارجية ادوارد نالبانديان إلى أن «أرمينيا تعترف بحق التظاهر بحرية وأن يتمكن الجميع من ممارسة هذا الحق». ودعا المحتجين الى «احترام قانون التظاهرات».
وفي غضون ذلك، صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف من موسكو بأن الكرملين يتابع «عن كثب الوضع في أرمينيا»، «بلد مهم للغاية» بالنسبة لروسيا و«حليفه القريب جدا». ولفت إلى أن حركة الاحتجاج هي «شأن أرمني داخلي».