- الرئيس يتعهد بـ «تحرير سورية» لإعادة اللاجئين
ضربت تركيا موعدا جديدا مع الرئيس رجب طيب اردوغان و«تحالف الشعب» الذي يقوده حزب العدالة والتنمية لخمس سنوات مقبلة، بعد أن أعلنت اللجنة العليا للانتخابات رسميا أمس النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والتي أقرت بها المعارضة واعترفت بهزيمتها.
قال سعدي غوفن رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، إن النتائج الرسمية، ستعلن في الخامس من يوليو القادم.
وذكر أن عدد الناخبين الذين صوتوا في الانتخابات الرئاسية بلغ 50 مليونا و65 ألفا و80 ناخبا، وأن مرشح تحالف الشعب أردوغان، حصل على اصوات 52.55% من الناخبين، وتساوي 26 مليونا و328 ألفا و42 ناخبا، فيما حصل مرشح حزب الشعب الجمهوري محرم انجه، على 30.67% من الأصوات.
وفي انتخابات البرلمان، حصد تحالف الشعب الذي يضم حزبي «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية» على 53.62% من الأصوات، فيما حصل تحالف الأمة الذي يضم أحزاب «الشعب الجمهوري» و«السعادة» و«إي» على 34.04%، وحزب الشعوب الديموقراطي الموالي للاكراد على 11.61%.
وأقر إنجه بهزيمته لكنه وصف الانتخابات بأنها «غير عادلة» وقال إن النظام الرئاسي الذي بدأ العمل به الآن «خطير جدا» لأنه يقود إلى حكم الفرد.
وقال إنه يقبل بنتيجة الانتخابات، مشيرا إلى عدم وجود اختلاف كبير بين النتائج الرسمية وتلك التي توصلت إليها إحصاءات حزبه، معتبرا ان اردوغان يجب ان يمثل «81 مليون تركي» وان يكون «رئيسا لنا جميعا». وقد أشاد نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة بكر بوزداغ بموقف إنجه، الذي أقر بخسارته، وأعلن قبوله بنتائج الانتخابات.
وفاز أردوغان (64 عاما) بولاء ملايين الأتراك المتدينين من أبناء الطبقة العاملة بفضل سنوات من النمو الاقتصادي المرتفع والإشراف على رصف طرق وإقامة جسور وإنشاء مستشفيات ومدارس.
لكن منتقديه العلمانيين، وبينهم جماعات حقوقية، يتهمونه بهدم استقلال القضاء وحرية الإعلام.
وفي خطاب النصر قال أردوغان أمام تجمع من أنصاره «من المستحيل بالنسبة لنا التراجع عما حققناه لبلدنا فيما يتعلق بالديموقراطية والاقتصاد». وتعهد بأن تتحرك تركيا بشكل أكثر حسما ضد المنظمات الإرهابية، في إشارة الى الميليشيات الكردية.
وقال إنه سيواصل «تحرير الأراضي السورية» حتى يتسنى للاجئين العودة لسورية بأمان.
ومن جهته، أكد بوزداغ في تصريحات صحافية، امس، إن بقاء رئيس الجمهورية ضمن حزبه لا يعيق أداء عمله باستقلال وحيادية.
ولفت إلى أنه بالنظر إلى نتائج الانتخابات التي جرت أمس الأول، فإن الشعب أعطى قيمة كبيرة لـ «تحالف الشعب» وللرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية.
واعتبر أن زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة كمال قيلجدار أوغلو لا يهدف للفوز إنما إضعاف حزب العدالة والتنمية.
دوليا تفاوتت ردود الفعل بين مهنئ لأردوغان بالفوز الواضح، ومرحب بتحفظ بالنتائج.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت امس: «سنفترض في البداية أن علاقات العمل بين كلا الحكومتين، الألمانية والتركية المستقبلية، ستكون بناءة ومثمرة في المستقبل أيضا». وأضاف: «سوف تهنئ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس التركي في الوقت المناسب كالمعتاد». ولكنه أشار إلى أنه يتم في البداية انتظار تقييم مراقبي العملية الانتخابية.
من جانبه، دعا هايكو ماس وزير الخارجية الألماني، الرئيس أردوغان، إلى رفع حالة الطوارئ بأسرع ما يمكن.
بدورها، أعربت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب «البديل لأجل ألمانيا» اليميني المعارض عن أعتقادها بأن الديموقراطية في تركيا معرضة للخطر بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وقالت أليس فايدل في تصريحات صحافية إن «الديموقراطية في تركيا مهددة»، وكذلك النظام البرلماني.
وفي المقابل، أعرب الأردن وروسيا وإيران والمجر عن تهنئة أردوغان ودعمه.
وهنأ العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني اردوغان، معربا عن حرصه على توطيد علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في شتى الميادين، وبما يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
ووفقا لبيان أصدره الكرملين، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بفوز أردوغان، قائلا إن نتيجة الانتخابات «تشهد تماما بسلطته السياسية الكبيرة».
ومن ناحية أخرى، وجه الرئيس الإيراني حسن روحاني التهنئة لأردوغان على فوزه في الانتخابات، قائلا إنه ينبغي على البلدين تعميق «علاقاتهما الودية والأخوية» بما يخدم أجندتهما لتعزيز الأمن والسلام في المنطقة.
وقال رئيس الوزراء المجري المحافظ فيكتور أوربان إن فوز أردوغان أمر «جيد لأوروبا بالكامل».