وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى لندن أمس في زيارة رسمية الى المملكة المتحدة في أجواء من التوتر، ووسط تظاهرات معادية له ولزيارته.
وقبيل زيارته الأولى لبريطانيا منذ توليه مهام منصبه، وصفها ترامب بأنها «نقطة ساخنة» تشهد اضطرابات بسبب أزمة سياسية جراء قرار الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وشكك في ان تكون مقترحات رئيسة الوزراء تيريزا ماي حول العلاقة التجارية مع الاتحاد الأوروبي بعد «بريكست» تتوافق مع ما صوت عليه البريطانيون في استفتاء يونيو 2016.
وقال ترامب: «إن الكثير من الأمور تحدث في المملكة المتحدة بالتأكيد» في إشارة الى استقالة وزيري الخارجية وبريكست على خلفية خطة الحكومة المتعلقة بالعلاقة مع الاتحاد الأوروبي بعد الخروج من الاتحاد في مارس المقبل.
وسعى السفير الأميركي في لندن وودي جونسون الى تفسير تصريحات ترامب وقال لهيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي: «هناك دائما اضطرابات في كل دولة ولكن أعتقد ان المملكة المتحدة تمضي كما تفعل دائما».
وأضاف: «نحن على ثقة كبيرة في قدرة المملكة المتحدة على الغوص في موضوع بريكست هذا والمضي قدما».
وكانت ماي قالت قبيل زيارة ترامب «عندما نخرج من الاتحاد الأوروبي سنبدأ في وضع مسار جديد لبريطانيا في العالم وتحالفاتنا العالمية ستكون اقوى من قبل». وأضافت: «لا يوجد تحالف أقوى من علاقتنا الخاصة مع الولايات المتحدة ولن يكون هناك تحالف أكثر أهمية في السنوات المقبلة».
وكانت الحكومة البريطانية قدمت أمس امام البرلمان تفاصيل خطتها للعلاقة بين لندن وبروكسيل بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي «بريكست» والتي كانت أدت الى استقالة وزيرين في حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي وأثارت مخاوف من تمرد داخل الأغلبية الحاكمة. ونصت الوثيقة على إيقاف الولاية القضائية المباشرة لمحكمة العدل الأوروبية بعد خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي. وجاء في نص الوثيقة المقترحة إنهاء حرية حركة المواطنين بين بريطانيا ودول الاتحاد. واعتبرت ماي في مقدمة الوثيقة المثيرة للجدل التي تقترح اتحادا جمركيا جديدا مع الاتحاد الأوروبي، ان التوصل الى اتفاق مع بروكسل يتطلب «براغماتية وتسويات من الجانبين».
وكان الرئيس الأميركي قد قال قبيل توجهه الى بريطانيا مختتما مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» انه تم إحراز تقدم «هائل» في شأن الإنفاق العسكري لأعضاء الحلف، مؤكدا ان يومين من المحادثات الشاقة جعلا الحلف «أقوى بكثير». وقال ترامب بعد اجتماع طارئ مع قادة الحلف على خلفية مطالبته بزيادة مساهمات الدول الأخرى العسكرية في الحلف فورا، «أحرزنا تقدما هائلا». وأضاف: «الجميع وافق على زيادة مهمة لالتزاماتهم سيرفعونها الى مستويات لم يفكروا فيها من قبل». وتابع: «أبلغتهم بأنني مستاء جدا مما يحصل وقاموا بزيادة كبيرة لالتزاماتهم والآن نحن سعداء جدا ولدينا حلف أطلسي قوي جدا جدا، أقوى مما كان عليه قبل يومين».
وأكد «ان التزام الولايات المتحدة بالحلف الأطلسي لايزال قويا»، مضيفا ان ذلك «يعود بشكل رئيسي للأموال الإضافية التي تعهدت بها» الدول الأخرى.
ووصف الرئيس الأميركي نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه ليس عدوا ولا صديقا وإنما هو منافس.
من جهة أخرى، دعا ترامب أن يكون الاتحاد الأوروبي «حذرا للغاية» بشأن قضية الهجرة، وقال: «أنا، على الأقل بصورة جزئية على الأرجح، فزت في الانتخابات بسبب الهجرة».