يؤدي أكثر من مليوني مسلم بدءا من الغد مناسك الحج في مدينة مكة المكرمة، قادمين من مختلف بقاع الأرض، فيما وضعت المملكة العربية السعودية هذه السنة تطبيقات إلكترونية عديدة لمساعدة الحجاج وتسهيل تحركاتهم.
ووصل آلاف الحجاج إلى مكة، في مجموعات قادمة من أماكن مختلفة من العالم. ويتنقل البعض تحت المظلات في أنحاء مكة للوقاية من أشعة الشمس، بينما ارتدت مجموعات الحجاج ألوانا مختلفة ليتم تمييز أفراد كل مجموعة عن غيرها.
وفي الإمكان مشاهدة بعض الحجاج يقومون بدفع أقاربهم في كراسي متحركة، بينما يقوم آخرون باستخدام تقنيات الفيديو للحديث مع عائلاتهم البعيدة.
وجلس آخرون في الظل مع حرارة تجاوزت الأربعين درجة مئوية.
وأطلقت السلطات السعودية هذا العام مبادرة «حج ذكي» تتمثل بتطبيقات هاتفية تساعد الحجاج في كل شيء من الترجمة إلى الخدمات الطبية مرورا بمناسك الحج.
ووضع الهلال الأحمر السعودي تطبيق «أسعفني» لمساعدة الحجاج الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية عاجلة. وبإمكان السلطات تحديد مكان الحجاج باستخدام التطبيق. كما أطلقت وزارة الحج والعمرة تطبيق «مناسكنا» للترجمة للحجاج الذين لا يتكلمون العربية ولا الإنجليزية. ويعد الحج من أكبر التجمعات البشرية سنويا في العالم. وهو الركن الخامس في الإسلام. في مكة، يبدو غالبا التأثر واضحا على وجوه العديد من الحجاج خصوصا لدى اقترابهم من الكعبة.
وقالت فامي ضيوف (50 عاما)، وهي سنغالية تعيش في امستردام: «شعرت أنني خفيفة مثل الريشة» عند رؤية الكعبة، مشيرة إلى أنها بكت كثيرا. أما رجا أمجد حسين (40 عاما) الذي جاء من إسلام أباد في باكستان، فقال: «كان هذا حلمي منذ الطفولة».
وأضاف: «لا يمكنني أن أصف ذلك. لا أملك الكلمات. هذا أكبر حلم في الحياة بالنسبة الى العديد من المسلمين. رؤية الكعبة والدعاء لنفسك وللأمة الإسلامية».
أما رشيدة سليماني (67 عاما) فبدت متأثرة للغاية بوجودها عند الحرم المكي، موضحة «من يتمنى شيئا في حياته، يتمنى الحج».
وفي أجواء إيمانية مفعمة بالروحانية، أدى جموع المسلمين صلاة الجمعة في المسجد الحرام وجنباته وممراته والساحات الخارجية أمس وسط خدمات فائقة متكاملة وترتيبات أعدتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وتحدث إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د.سعود الشريم، عن الحج وفضله ومنافعه وحكمه.
وأوصى في خطبة الجمعة أمس، حجاج بيت الله الحرام بالتقوى واغتنام استلهام منافع الحج المباركة، وأن يتوجوا منافع حجهم المبارك بخلق السكينة والرزانة والرفق فإن المرء بلا سكينة كالطعام بلا ملح، والاقتداء في ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم.
ودعاهم الى الانتظام في أداء المناسك دون تشويش أو إخلال بمقاصده أو الخروج عنها بشعارات وغايات لا تمت للحج بصلة.
وفي المدينة المنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير، عن الحج وفضل أيامه وعظمتها، وحث على البعد عن كل ما يعكر صفوه ويخالف مقاصده وينافي أهدافه.
وخاطب، حجاج بيت الله الحرام قائلا: «حجاج بيت الله العتيق قدسوا الحرم وعظموا حرمته وراعوا مكانته وصونوا هيبته والتزموا بالأنظمة والتعليمات واحذروا ما يعكر صفو الحج أو يخالف مقاصده أو ينافي أهدافه.
وأكد الشيخ البدير أن الحج ليس موضعا للخصومات والمنازعات والمجادلات وليس مكانا للتجمهرات والمظاهرات والمسيرات ولا موقعا للشعارات والحزبيات والعصبيات فالحج أجل وأسمى وأعلى من أن يكون مسرحا للخلافات الحزبية والمذهبية وموطنا للنزاعات الطائفية والسياسية.