في خضم الضغوطات الاقتصادية التي زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة، لاسيما بعد انسحاب الولايات المتحدة الاميركية من الاتفاق النووي، لم تجد طهران سبيلا للرد سوى الاستفزاز المتكرر من جانبها عن طريق «التهديدات العسكرية».
فقد أشارت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) امس إلى أن القوات الجوية تجري مناورات بالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي في الخليج العربي. وأضافت الوكالة، التي تعتبر الناطق الرسمي باسم الحكم الإيراني، أن المناورات تحمل رسالة تحذير لمن أسمتهم أعداء إيران بأنهم سيواجهون «ردا صارما وسريعا إذا ما ضربت إيران».
واكدت «إرنا» إن طائرات «ميراج» و«إف-4» و«سوخوي-22» شاركت في التدريبات، مضيفة أنه من المقرر أن تبدأ مناورات بحرية واسعة تشمل نحو 600 قطعة بحرية اليوم.
ونقلت الوكالة عن الكولونيل يوسف صفي بور نائب قائد الجيش للعلاقات العامة «بالإضافة إلى استعراض القوة، هذه التدريبات رسالة سلام وصداقة للدول الصديقة والمجاورة»، وشدد صفي «لكن إذا تطلعت عيون الأعداء والقوى المتغطرسة إلى حدود أو أرض الجمهورية الإسلامية فسيجدون ردا ساحقا في لمح البصر».
من جانبه، قال حسن أبو ترابي رجل الدين الإيراني امس ان الوقت حان لوداع إسرائيل، موضحا «نتنياهو.. أنت وأجهزة مخابراتك تعرفون جيدا أنه حان الوقت للوداع، وما هي القدرات التي تمتلكها مقاومة حزب الله وسكان غزة».
من جهة اخرى، وصف الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي ما يتم تداوله بشأن تقديم طلب ايراني للقاء يجمع بين الرئيس حسن روحاني ونظيره الأميركي دونالد ترامب بأنه ضجة اعلامية بحتة لها اهدافها الواضحة، مؤكدا ان ايران لم تتقدم بتاتا بأي طلب لعقد اللقاء.
جاء ذلك في تصريحات لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) نشرت أمس، ردا على المبعوثة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هيلي، واصفا تقديم طلب من جانب ايران للقاء الرئيس الاميركي على هامش اجتماع الجمعية العام للامم المتحدة بانه مضحك ويهدف الى اثارة الاجواء.
واوضح قاسمي ان مثل هذه المزاعم ما هي الا قلب للحقائق وان هذه الاساليب باتت معروفة لنا مؤكدا بذلك ان «ارشيفنا مليئ بمثل هذه الاخبار الزائفة».
من ناحية اخرى، فقد تجاهلت هيلي بشكل صارخ جلسة مجلس الأمن الدولي المخصصة لمناقشة القضية الفلسطينية، واكتفت في إفادتها بمهاجمة إيران ودورها بمنطقة الشرق الأوسط.
جاء ذلك في الجلسة التي انعقدت أول من امس لمناقشة الحالة في الشرق الأوسط، مع التركيز على القضية الفلسطينية.
وفي بداية إفادتها لأعضاء المجلس، أقرت هيلي بأن ملف الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي من الملفات الخطيرة التي تستحق اهتمام أعضاء مجلس الأمن لكنها استدركت قائلة، وإذا كانت هناك دولة واحدة تستحق الحديث عنها، فهي بالتأكيد ليست إسرائيل، هذه الدولة هي إيران، وشنت السفيرة الأميركية، التي تتولي بلادها الرئاسة الدورية لأعمال المجلس لشهر سبتمبر الجاري، هجوما على السياسات الإيرانية في الشرق الأوسط.