توعدت طهران برد ساحق على خصومها الخارجيين، الذين حملتهم مسؤولية الهجوم غير المسبوق على العرض العسكري في «الأهواز» أمس، وأوقع عشرات القتلى والجرحى.
وقد بعث صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ببرقية تعزية الى الرئيس الإيراني حسن روحاني، عبر فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته بضحايا الهجوم، معربا سموه عن استنكار الكويت لهذا العمل الإرهابي، راجيا سموه للضحايا المغفرة والرحمة وللمصابين سرعة الشفاء والعافية.
ونفذة الهجوم الاعنف من حيث الاهداف وعدد القتلى اربع مهاجمين يرتدون زيا عسكريا، واستهدفوا عرضا لقوات الحرس الثوري في الأهواز بجنوب غرب خوزستان، حيث غالبية السكان من العرب، وأوقع أكثر من 29 قتيلا و57 جريحا. وقتل 3 من المهاجمين على الفور فيما قبض على الرابع قبل ان يموت ايضا متأثرا بجراحه.
وتوقعت وسائل اعلام ايرانية ان ترتفع ارقام القتلى «لأن الجرحى في حالة حرجة»، مؤكدة أن بينهم نساء وأطفال من المتفرجين الذين كانوا يحضرون العرض العسكري.
وتعددت الجهات التي تبنت الهجوم. فقد أعلنت جماعة «تحرير الأهواز العربية» المعارضة الإيرانية مسؤوليتها، بحسب هيئة
الاذاعة البريطانية (بي بي سي) الناطقة باللغة الفارسية.
وقال متحدث باسم حركة النضال العربي لتحرير الأهواز، لرويترز إن المنظمة التي تنضوي حركته تحت لوائها مسؤولة عن الهجوم.
وأضاف المتحدث يعقوب حر التستري إن منظمة المقاومة الوطنية الأهوازية، التي تضم عددا من الفصائل المسلحة، هي المسؤولة عن الهجوم.
كما تبنى تنظيم داعش العملية. وأوردت وكالة «أعماق» الدعائية التابعة له على تطبيق تلغرام أن «إنغماسيين» تابعين للتنظيم هاجموا «تجمعا للقوات الإيرانية في مدينة الأهواز جنوب إيران».
وزعم بأن الرئيس الإيراني حسن روحاني، كان في موقع الحدث أثناء تنفيذ الهجوم.
وعلى عكس ادعاءات «داعش» فإن روحاني كان يحضر عرضا عسكريا في العاصمة طهران، لحظة وقوع هجوم الأهواز جنوب غربي البلاد. وبعد لحظات صحح «أعماق» ادعاءاته، وأكد أن روحاني لم يحضر العرض العسكري.
وفي وقت سابق، اتهم المتحدث باسم الحرس الثوري، رمضان شريف، «المنظمة الأهوازية» بتنفيذ الهجوم.
وحملت طهران اعداءها الخارجيين المسؤولية بالوقوف رواء العملية، في وقت يبلغ التوتر بينها وبين واشنطن اشده مع اقتراب دخول الدفعة الثانية من العقوبات الأميركية حيز التنفيذ مطلع نوفمبر.
وقال المتحدث باسم رئاسة الأركان الإيرانية العميد أبو الفضل شيكارجي، إن الهجوم، لن يبقى دون رد وأضاف أن المجموعة التي نفذت الهجوم لها صلة بالولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل.
وقد توعد المسؤولون الايرانيون برد كبير واتهمو اميركا واسرائيل ودولتين خليجيتين بالوقوف وراء الهجوم وقال الرئيس حسن روحاني في بيان على موقعه الرسمي «إن رد جمهورية إيران الإسلامية سيكون ساحقا على أصغر تهديد. وعلى الذين يقدمون الدعم المعلوماتي والإعلامي لأولئك الإرهابيين أن يحاسبوا».
بـــدوره، كتـب وزير الخارجــية محـمد جواد ظريف فـي تغريدة «تم تجنيد الارهابيين وتدريبهم وتسليحهم وتمويلهم بواسطة نظام أجنبي. هاجموا الأهواز، ومن بين الضحايا أطفال».
وأضاف أن «إيران تحمل رعاة الإرهابيين وأسيادهم الأميركيين مسؤولية الهجمات الإرهابية». وأضاف ظريف أن «إيران سترد بسرعة وبحزم للدفاع عن أرواح الإيرانيين».
وفي برقية تعزية من روسيا ندد الرئيس فلاديمير بوتين «بهذه الجريمة المروعة». وجاء في البرقية «هذا الحدث يذكرنا بضرورة شن حملة لا تهاون فيها ضد الارهاب بكل أشكاله وأريد التأكيد على استعدادنا لمواصلة تعزيز التعاون مع شركائنا الايرانيين في مقاومة هذا الشر».
ووقع الهجوم في اليوم الوطني للقوات المسلحة التي تحيي في 22 سبتمبر من كل عام ذكرى الحرب الايرانية - العراقية (1980-1988).
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء، عن يحيى رحيم صفوي المسؤول الكبير بالحرس الثوري قوله «على الأعداء ألا يتوهموا أن بوسعهم أن ينالوا العزة بهذه الفعلة المشؤومة. سيرد شعب إيران وقواتها المسلحة على هذا».
الكويت تدين الهجوم الإرهابي في الأهواز
دانت الخارجية الكويتية امس الهجوم الإرهابي المسلح الذي استهدف عرضا عسكريا في مدينة الأهواز الإيرانية ما أودى بأرواح عدد من الأبرياء وإصابة آخرين.
وأعرب مصدر مسؤول في الوزارة بتصريح صحافي عن ادانة الكويت للهجوم انطلاقا من موقفها المبدئي الرافض للإرهاب بكل صوره وأشكاله ومهما كانت دوافعه.
وأعرب المصدر عن تعازي الكويت الحارة لأسر الضحايا والشعب الإيراني كافة. آملا بالشفاء العاجل للمصابين.