ساد فرنسا امس غضب شعبي وتنديدات سياسية واسعة ضد الاعتقالات الواسعة التي نفذتها السلطات للعشرات من طلبة المدارس الثانوية الذين أظهرتهم مشاهد وصور وهم يركعون وأيديهم خلف ظهورهم.
وتزامن ذلك مع حالة استنفار أمني غير مسبوق ترقبا لموجة عنف جديدة خلال تظاهرات محتملة لمحتجي «السترات الصفراء» اليوم.
وأعرب سياسيون يساريون عن غضبهم جراء التسجيلات المصورة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لفتية ينحنون بينما صرخ عناصر شرطة مكافحة الشغب في وجوههم.
واعتقل الطلبة امس الاول في ضاحية «مانت-لا-جولي» الباريسية في إطار الاضطرابات التي اجتاحت عشرات المدارس خلال 3 أسابيع من التظاهرات المناهضة للحكومة.
واعتقل 146 شخصا خارج مدرسة «سان إيكسوبري» الثانوية في البلدة بعدما اصطدم متظاهرون مع عناصر الشرطة وأحرقوا سيارتين.
وفاقمت التظاهرات التي خرجت من نحو 280 مدرسة للاحتجاج على تشديد شروط الدخول إلى الجامعات من حدة الانتفاضة التي تشهدها فرنسا مع تواصل حركة «السترات الصفراء».
وفي هذا السياق، قال مسؤول في وزارة الداخلية: إن السلطات تستعد لوقوع «أعمال عنف كبيرة» اليوم، نظرا للتوقعات بأن يحتشد متظاهرون من اليمين المتشدد واليسار المتشدد في باريس.
وسيتم إغلاق برج ايفل والعديد من المتاجر في الشانزلزيه والمتاحف الرئيسية على غرار اللوفر اليوم، كإجراء احترازي.
وسيجري نشر عشرات الآلاف من قوات الشرطة في أنحاء البلاد لاحتواء ما يطلق عليه المحتجون «التحرك الرابع»، في حين قال مساعدون كبار للرئيس إيمانويل ماكرون إنه يعتزم إلقاء كلمة للأمة الأسبوع المقبل بشأن الغضب الشعبي من ارتفاع تكاليف المعيشة.