ناشدت الحكومة الفرنسية، محتجي «السترات الصفراء» عدم التظاهر غدا السبت، في أعقاب الهجوم الذي استهدف سوقا لعيد الميلاد في مدينة ستراسبورغ والعبء الملقى على كاهل الأجهزة الأمنية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، بنجامين غريفو: «ما نطلبه منكم هو التعقل السبت وعدم الذهاب إلى التظاهر»، حسبما نقلت قناة «فرانس 24» الرسمية.
وأضاف: «في هذه المرحلة، لم نقرر حظر المظاهرات التي تجري السبت، في جميع أنحاء فرنسا، لكن ليس من الحكمة التظاهر، نظرا للتعبئة الكبيرة لقوات الشرطة في عمليات التحقيق والبحث الجارية التي لاتزال مستمرة في شرق البلاد»، مضيفا ان من الأفضل للمحتجين إلغاء الاحتجاجات والاستعداد لعيد الميلاد.
لكن متحدثين عن «السترات الصفراء»، وسياسيين فرنسيين رفضوا الدعوة على ما يبدو ووجهوا اتهامات للحكومة بافتعال هجوم ستراسبورغ لإخماد الحراك الاحتجاجي.
واتهم نيكولا دوبون آينيون، رئيس حزب «انهضي فرنسا» اليميني، الحكومة باستخدام هجوم ستراسبورغ «لإسكات محتجي السترات الصفراء».
وحث «آينيون» في مقابلة تلفزيونية لقناة «لاشين إنفو» الفرنسية، المحتجين على الاستمرار في مظاهراتهم التي تبلغ أسبوعها الخامس غدا، شرط أن تكون بعيدة عن العاصمة باريس.
وتابع: «قلت دائما لمحتجي السترات الصفراء حتى قبل الهجوم (في ستراسبورغ)، تجنبوا التظاهر في باريس، وابقوا في الضواحي الهادئة السلمية».
المناشدة الحكومية جاءت فيما تواصل قوات الأمن مطاردة الفرنسي شريف شيكات المنفذ المفترض لهجوم ستراسبورغ، الذي أوقع 3 قتلى فيما دخل أحد الجرحى في مرحلة الموت الدماغي.
وجاء في بلاغ الشرطة «انتباه. شخص خطر. لا تتدخلوا بأنفسكم».
ووصفت الشخص المطارد بأنه رجل يبلغ طوله متر و80 سنتم «بشرته داكنة» و«بنيته عادية» مع «علامة على الجبهة».
مضيفة انه على كل شخص يملك «معلومات تتيح تحديد مكانه» الاتصال برقم 197 المخصص للغرض.
وسوق عيد الميلاد في ستراسبورغ يجتذب سنويا مليوني سائح.
وأغلق الأربعاء وبقي مغلقا أمس. واعتبر محافظ المنطقة أنه مع استمرار فرار شريف شيكات تظل الظروف الأمنية غير مواتية لإعادة فتح السوق.
وتم نشر 720 شرطيا لمطاردة المهاجم الفار.
وقال شهود إنهم سمعوه يردد التكبير وتم تكليف قسم مكافحة الإرهاب في نيابة باريس بالقضية.
وفي سياق الإجراءات التي تتخذها الحكومة الفرنسية لتخفيف الاحتقان، ذكرت تقارير أنها تدرس تأجيل خفض الضرائب على الشركات الكبرى، الذي كان من المقرر تطبيقه العام المقبل، وذلك ضمن الجهود التي تهدف لإبقاء نسبة عجز الاقتصاد أقل من 3%، وهى النسبة التي فرضها الاتحاد الأوروبي.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن مسؤول بالحكومة الفرنسية القول إنه يجرى دراسة هذه الخطة في إطار الإجراءات التي أعلن عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتهدئة المتظاهرين، والتي تصل قيمتها إلى 10 مليارات يورو.
وقد لقي أحد محتجي «السترات الصفراء» مصرعه بعدما صدمته شاحنة عند مستديرة بالقرب من مدخل طريق سريع في مدينة أفينيون بجنوب فرنسا، كما أعلنت نيابة المنطقة.
وقالت مساعدة النائب العام مارولين أرمان إن «سائق الشاحنة أوقف بينما الضحية في الثالثة والعشرين من العمر»، مشيرة إلى ان «المعلومات الأولية تشير إلى أن سائق الشاحنة پولندي».
وأضافت ان الحادث وقع بعيد منتصف ليل أمس الأول عند مدخل الطريق السريع «آ7» جنوب أفينيون.
وهذه سادس وفاة تسجل على هامش تحركات «السترات الصفراء» الاحتجاجية.