كانت إيران الغائب الحاضر في اليوم الأخير من مؤتمر وارسو حول «مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط» الذي دعت إليه واشنطن أكثر من 60 دولة أمس، وحضره نائب وزير الخارجية خالد الجارالله.
كما حضرت ملفات الارهاب وقضية السلام الفلسطينية والحرب في سورية واليمن، بشكل خجول على هامش المؤتمر.
وحاولت واشنطن، التي كان لها أعلى تمثيل في المؤتمر خلافا للحضور الأوروبي الهزيل، حشد الدعم لتشديد الطوق حول طهران داعية الى بدء عهد جديد في المنطقة.
واعتبر نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أن إيران «أكبر تهديد للسلام والأمن في الشرق الأوسط»، وطلب من الشركاء الأوروبيين الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران على غرار بلاده، محذرا من مزيد من العقوبات الأميركية على طهران.
وندد بنس، في كلمته امام الجلسة الرئيسية للمؤتمر أمس، بالنظام الإيراني الذي يخطط لارتكاب «محرقة جديدة» بسبب طموحاته الإقليمية، كما دان المبادرة الجديدة التي اطلقتها فرنسا وبريطانيا للسماح لشركات اوروبية بمواصلة العمل في ايران والالتفاف على العقوبات الاميركية.
وقال «انها خطوة غير حكيمة، ستقوي ايران وتضعف الاتحاد الاوروبي وتبعد المسافة أكثر بين أوروبا والولايات المتحدة».
وأضاف نائب الرئيس الاميركي: «لقد آن الاوان لشركائنا الاوروبيين ان ينسحبوا من الاتفاق النووي الايراني وأن ينضموا الينا في فرض الضغط الاقتصادي والديبلوماسي اللازم من أجل اعطاء الشعب الايراني والمنطقة والعالم السلام والامن والحرية التي يستحقونها».
وبمناسبة احتفال ايران بذكرى الثورة، قال بنس: «فيما يواصل الاقتصاد الايراني التراجع وينزل شعب إيران الى الشوارع، يجب على الدول المؤيدة للحرية أن تقف معا لكي تحاسب النظام الايراني على العنف الذي ألحقه بشعبه والمنطقة والعالم».
من جهته، قال وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو ان مؤتمر وارسو يؤسس لمعالجة الأزمات في الشرق الأوسط.
واضاف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الپولندي في ختام المؤتمر ان الولايات المتحدة كانت محقة في فرض مزيد من العقوبات على إيران.
وتابع: ان إيران وحزب الله وتفشي الإرهاب أخطار تهدد الشرق الأوسط.
واضاف: نريد معالجة الأزمات التي تهدد العالم كالإرهاب.
واستطرد قائلا من الصعب التحدث عن المشاكل في المنطقة من دون الإشارة لإيران، ولا يمكن لأي شخص أن يدافع عن ممارساتها في المنطقة
وقال بومبيو، اننا مستمرون في العمل لصالح الشرق الأوسط في المستقبل، ونحتاج لأن تتعاون الدول للتوصل لاتفاقية عالمية حول تهديدات إيران.
كما أعرب عن رغبة واشنطن في فرض مزيد من العقوبات على النظام الإيراني لوقف ما وصفه بـ «عدوان روحاني وقاسم سليماني على الشرق الأوسط»، بحسب قوله.
وكان بومبيو بشَّر بعهد جديد من التعاون في الشرق الأوسط، وقال إنه لا يمكن لأي دولة أن تظل بمعزل عن التصدي للتحديات الإقليمية مثل إيران وسورية واليمن والسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ووسط توترات مع الاتحاد الأوروبي بشأن قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي وإعلانها المفاجئ سحب قواتها من سورية، وصف بومبيو في كلمته أمام الجلسة الرئيسية، ايران بأنها «أكبر خطر امني على المنطقة»، معتبرا انه لا يمكن ضمان تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط الا من خلال مواجهة إيران.
وقال «ان لطهران تأثيرا شريرا في لبنان واليمن وسورية والعراق»، الامر الذي يستدعي تشكيل تحالف عالمي لمواجهتها.
واعتبر لقاء وارسو «منعطفا تاريخيا» لمواجهة هذا «الخطر».
واكد الوزير بومبيو ان الولايات المتحدة تعمل على خلق «عهد جديد» يتحقق فيه التعاون بين الأمم وهو الهدف الذي يرمي اليه هذا المؤتمر، مشيرا الى ان غاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب من تنظيم هذه المناسبة هي جمع الدول بواسطة طرق جديدة للتوصل الى حل المشاكل والنزاعات القائمة.
وقال بومبيو ان الولايات المتحدة ستعمل في الأسابيع المقبلة على التوصل لاتفاق بشأن ترسانة كوريا الشمالية النووية، وإيجاد آلية للتحقق من نزعها للسلاح النووي.
الرئاسة الفلسطينية: حل قضيتنا هو مفتاح الأمن والاستقرار في المنطقة
اعتبرت الرئاسة الفلسطينية امس، أن أي مؤتمرات دولية بشأن الشرق الأوسط لن تنجح دون ضمان حل القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية.
وصرح الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان، بأن قضية الشرق الأوسط هي سياسية وليست أمنية، ومفتاح تحقيق الأمن والاستقرار هو حل القضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأضاف أبوردينة، تعقيبا على مؤتمر وارسو، أنه بدون إيجاد حل للقضية الفلسطينية قائم على حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية وتحقيق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال، فإن كل المؤتمرات واللقاءات سيكون مصيرها الفشل وستكون فقط مضيعة للوقت.
وتابع أبو ردينة: إن«الاستمرار في مثل هذه المشاريع الفاشلة لن يؤدي إلا لخلق مناخ سلبي يستفيد منه المتطرفون وأعداء السلام» بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).
وشدد على أن «الطريق الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة يمر عبر القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس، وأن أي حل لا تكون فيه القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، ولا يحقق الثوابت الفلسطينية لن يكتب له النجاح».