- نائب الرئيس الأميركي يدعو أوروبا للانسحاب من «النووي الإيراني» ودعم غوايدو رئيساً لفنزويلا
- موسكـو منفتحـة على إجراء مفاوضـات لإنقاذ معاهـدة القوى النوويـة المتوسطـة المـدى
كرست جلسات اليوم الثاني لمؤتمر ميونيخ للأمن أمس، الانقسام الذي بدا واضحا في مؤتمر وارسو الذي سبقه بأيام بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، حول عدد من القضايا الأمنية الدولية في مقدمتها العلاقات مع روسيا والبرنامج النووي الإيراني والتطورات في فنزويلا.
وتولت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل مهمة توجيه سهام الانتقادات للحليف اللدود على الطرف الآخر من الأطلسي، فيما يبدو أن الشريك الفرنسي ايمانويل ماكرون مشغولا بمشاكله الداخلية.
ووجهت ميركل انتقادات شديدة اللهجة لسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشرق الاوسط والخلافات التجارية ونفقات حلف شمال الاطلسي (الناتو).
واستهلت ميركل خطابا ألقته أمس في الدورة الـ 55 لمؤتمر ميونيخ امس، بتحذير الادارة الأميركية من تدمير هياكل النظام العالمي، ومن خطورة الانسحاب الأميركي السريع من سورية وأفغانستان.
وعللت انتقادها بأن «هذا القرار سيساعد ايران وروسيا على الاستحواذ على مزيد من التأثير في سورية.. هذا ما يجب علينا ان نناقشه مع الأميركيين».
غير أن ميركل حذرت في الوقت نفسه من قطع العلاقات مع روسيا.
وتساءلت: «هل نريد أن نجعل روسيا تعتمد على الصين فقط؟... هل تلك هي مصلحتنا الأوروبية ؟».
وخلال جلسة للرد على الاسئلة، قالت ميركل إن إقصاء روسيا سياسيا سيكون من الأمور الخطأ، مضيفة أن «أوروبا لا يمكن أن تكون لها مصلحة في قطع جميع العلاقات مع روسيا من الناحية الجيوستراتيجية».
ودافعت المستشارة الألمانية عن الاتفاق النووي مع ايران، مؤكدة في الوقت ذاته ان الأوروبيين والأميركيين متفقون على ضرورة ممارسة الضغوطات على الحكومة الإيرانية لكنها أشارت الى اختلاف وجهات نظرهم بخصوص آليات هذه الضغوطات.
لكن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس رد الهجوم، بشكل أعنف، ورفض دعوة ميركل لضم روسيا إلى جهود التعاون العالمية.
وقال بنس إن على الاتحاد الأوروبي أن يحذو حذو الولايات المتحدة في الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران والاعتراف برئيس البرلمان الفنزويلي رئيسا للبلاد.
وفي لهجة لا تخلو من التحدي، قال في كلمته: «أميركا أقوى من أي وقت سابق وأميركا تقود الساحة العالمية مجددا».
وأدرج النجاحات التي حققتها واشنطن في مجال السياسة الخارجية من أفغانستان إلى كوريا الشمالية.
وفي عبارة لا تخلو من السخرية انتقد الاتحاد الأوروبي كتكتل قائلا: «مرة أخرى، بإمكان العالم القديم اتخاذ موقف داعم للحرية في هذا العالم الجديد» في فنزويلا.
ودعا «الاتحاد لاتخاذ خطوة للأمام من أجل الحرية والاعتراف بخوان غوايدو رئيسا شرعيا وحيدا لفنزويلا»، واصفا مادورو بالديكتاتور الذي يتعين عليه التنحي.
وكرر مطالبته للدول الأوروبية بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، بعد ان اتهم بريطانيا وألمانيا وفرنسا بتقويض العقوبات الأميركية ضد إيران في وارسو قبل أيام.
وقال بنس: «النظام الإيراني يؤيد علنا هولوكوست جديدة ويسعى (لامتلاك) الوسائل لتحقيق ذلك».
وأضاف بنس: «آن الأوان لينسحب شركاؤنا الأوروبيون من الاتفاق النووي الكارثي مع إيران والانضمام إلينا لممارسة الضغط الاقتصادي والديبلوماسي (عليها)».
وفي انتقاد مباشر لألمانيا، حذر نائب الرئيس الأميركي من الاعتماد على روسيا في مجال إمدادات الطاقة وانتقد خط إمدادات الغاز الروسي الألماني (نورد ستريم 2) المثير للجدل.
وأعرب عن الشكر للدول الأوروبية التي تعارض مشروع (نورد ستريم 2) مطالبا الدول الاخرى بفعل المثل.
وقال: «نريد ان تعارض هذا المشروع دول اخرى فنحن لا نستطيع تأمين حماية الغرب اذا اعتمد الشركاء الأوروبيون على الشرق» في إشارة منه الى روسيا.
وكانت ميركل قد دافعت بشراسة عن المشروع الروسي الألماني، معتبرة اياه مشروعا اوروبيا مشتركا قائلة انه لن يجعل اوروبا تعتمد في إمدادات الطاقة على روسيا.
من ناحيته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن روسيا منفتحة على إجراء مفاوضات لإنقاذ معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى ولكنها لم تتلق أي مقترحات لإجراء مشاورات حتى الآن.
وأضاف لافروف أمام الوفود المشاركة في مؤتمر ميونيخ للأمن السنوي، أن المحادثات يجب ان تشمل خلو غواصات الغرب من الأسلحة النووية.