حشد زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو آلاف المتطوعين امس، للتوجه إلى الحدود لتسلم ونقل المساعدات الإنسانية المكدسة في كولومبيا والبرازيل وكوراتشاو، ما قد يعرضهم إلى اختبار قوة مع الجيش الموالي للرئيس نيكولاس مادورو.
وتشكل المساعدات الإنسانية في هذا البلد المفلس، صلب المعركة بين غوايدو الذي اعترفت به حوالي خمسين دولة رئيسا انتقاليا ومادورو الذي يعتبر أن وصول المساعدات ليس إلا حجة للولايات المتحدة للتدخل العسكري في البلاد.
وأول من أمس، تجمع آلاف من مناصري غوايدو يرتدون قمصانا بيضاء وأوشحة خضراء، في لوس كورخيتوس شمال شرق كاراكاس، لتسجيل أسمائهم على لوائح المتطوعين المستعدين للمشاركة في إيصال المساعدات الإنسانية بدعوة من رئيس البرلمان الذي يبلغ 35 عاما.
وبحسب غوايدو، ثمة 600 ألف شخص سجلوا أسماءهم كمتطوعين، هذا وتتجه «قوافل» من المتطوعين إلى مدينة كوكوتا الكولومبية الحدودية وإلى الحدود مع البرازيل حيث يقع مركزان لجمع المساعدات في ولاية رورايما وإلى نقطة وصول سترسل اليها مساعدات من جزيرة كوراتشاو في الكاريبي.
وقال المتطوع كوروموتو كريسبو (58 عاما) لوكالة فرانس برس «لقد شاركت لأن المساعدات الإنسانية ملحة.
بات إيجاد الأدوية أشبه بمعجزة. أحتاج لأخذ حبوب لتهدئة الأعصاب وما أعثر عليه هنا لا يمكنني دفع ثمنه.
مات أحد أقربائي لأنه لم يأخذ مضادا للالتهابات».
ودعا غوايدو الذي وعد بإدخال المساعدات الإنسانية في 23 فبراير «مهما حصل»، إلى تظاهرات جديدة دعما للمتطوعين، وقال لأنصاره «ستتم تعبئة البلد بكامله، لنقول للعالم إننا سنبقى في الشارع حتى وقف اغتصاب السلطة وتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات حرة».
في المقابل، طلب الرئيس الفنزويلي الذي يحظى بدعم القيادات العسكرية، من جيشه الاستعداد للقيام «بانتشار خاص» لتعزيز الحدود مع كولومبيا الممتدة على طول 2200 كلم، وقال إنه يأمل بتقييم «أي قوات جديدة» ستكون ضرورية لجعل هذه الحدود «غير قابلة للانتهاك، لا تهزم، ومنيعة».
وكرر غوايدو الذي لم يحظ حتى الآن إلا بدعم عدد قليل من الضباط المتمردين، دعوته العسكريين الى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية.
وقال «من جديد، رسالة إلى الجيش: لديكم سبعة أيام لتقفوا إلى جانب الدستور، قوموا بما يجب».
من جانبها، قالت مبعوثة وزارة الخارجية الأميركية جولي تشونغ من كوكوتا «مواطنوكم يفرون ويموتون جوعا.
ترتكبون خطأ فظيعا عبر عرقلة وصول هذه المساعدات».
ووصلت أول من أمس، عشرات الأطنان الإضافية إلى كوكوتا نقلتها طائرتان عسكريتان أميركيتان لتضاف إلى 2.5 طن وصلت يوم الجمعة الماضي من بورتوريكو.