تحولت احتجاجــات «الستـــرات الصفراء» المناهضة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وإصلاحاته إلى اعمال عنف واشتباكات في نهاية شهرها الرابع امس.
أطلقت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع واعتقلت العشرات من المحتجين في الاسبوع الثامن عشر للتظاهرات، أمس.
ورشق محتجون شرطة مكافحة الشغب بالحصى وسط سحب الغاز المسيل للدموع أمام قوس النصر في العاصمة باريس الذي تعرض لتخريب في ذروة الاحتجاجات في ديسمبر الماضي. وتعهد المحتجون المسؤولون عن هذا التحرك بـ«تجديد التعبئة» كل سبت لاثبات عزيمتهم بعد أربعة أشهر على انطلاق الاحتجاجات.
وأراد المنظمون جمع «فرنسا بكاملها في باريس» لتوجيه «إنذار نهائي» إلى الحكومة. وقال اريك درويه وهو سائق شاحنة في المنطقة الباريسية إن أشخاصا من تولوز وبوردو ومارسيليا وروان، وكذلك مناصرون من إيطاليا وبلجيكا وهولندا وپولندا وصلوا الى فرنسا.
وتحدث ماكسيم نيكول المسؤول الآخر في «السترات الصفراء» عن يوم «لا ينسى ونهاية أسبوع تعد الأكثر أهمية منذ بدء التحرك».
وأضرم محتجون النار في مصرف ونهبوا متاجر في شارع الشانزيلزيه الشهير للتسوق في باريس. كما اشعلوا أكشاك بيع الصحف وصناديق القمامة وأشياء أخرى في الشوارع وتم تهشيم واجهات المحلات والمطاعم والممتلكات في واحد من اعنف ايام المظاهرات.
واستخدمت الشرطة أيضا خراطيم الماء لتفريقهم واعتقلت أكثر من 80 محتجا، على خليفة تجدد العنف.
وقال وزير الداخلية كريستوف كاستانير إن «خبراء في النهب واشاعة الفوضى تسللوا وهم ملثمون إلى التظاهرة» لإثارة المشاكل، وأمر بالرد على «الهجمات غير المقبولة بأكبر قدر من الحزم».
واشار الى أن الاحتجاجات تعتبر صغيرة بالمقارنة بنظيراتها قبل أسابيع قليلة إذ لم يشارك فيها سوى ثمانية آلاف في باريس.
وأضاف «لكن ضمن هؤلاء الثمانية آلاف هناك أكثر من 1500 من الأشخاص شديدي العنف الذين يشاركون فقط في تحطيم الأشياء والشجار والهجوم» مشيرا إلى أن أكثر من 1400 من أفراد الشرطة نشروا لمواجهة أعمال العنف.
وتابع «أصدرت أوامر للشرطة بالتعامل بحزم شديد حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة». وعلق كاستانير على اشتعال النيران في شقة سكنية بباريس أثناء الاحتجاجات، حيث تم إنقاذ أم ورضيعها من النيران، واصفا المسؤول عن ذلك بأنه «ليس متظاهرا أو مثيرا للشغب، ولكنه قاتل».
من جانبه، اعرب رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب عن «الغضب الشديد» لاعمال العنف والتخريب.
وقال فيليب في تصريحات صحافية خلال جولة تفقدية بمحيط جادة الشانزليزيه ان ما حدث ليس من عمل المتظاهرين بل هي أعمال نهب نفذها محتالون ومجرمون ولا يوجد سبب يبرر هذا العنف.
واكد دعمه الكبير لعناصر الامن ورجال الاطفاء الذين واجهوا مجموعات من المخربين وساعدوا في تجنب الأسوأ.
وتزامنت تظاهرات الأمس مع نهاية النقاش الوطني الكبير الذي أطلقه الرئيس ماكرون للاستماع إلى مطالب المحتجين وتقديم حلول سياسية.